من ضمن الاحتمالات الواردة الان هي احتمال تاجيل الاستفتاء على انفصال اقليم كوردستان ولايعني هذا طبعا الغاء الاستفتاء او منع رغبة الشعب الكوردي بالاستقلال عن الوطن الام.
تاجيل الاستفتاء يعني بدء مرحلة جديدة من العلاقة مع بغداد تنظم شكل ومستوى العلاقة مستقبلا ، واعتقد بان رغبة الدول الكبرى الان ستكون باتجاه تاجيل الاستفتاء وبدء مباحثات (التطبيع ) مع بغداد تمهيدا لمرحلة الانفصال وتهيئة الاجواء اللازمة لها لكي تحصل بدون مشاكل مع تحديد توجهات وشكل الدولة الكوردية المستقبلية.
واعتقد ايضا بانهم يرون انها يجب ان تكون ضمن اتحاد كونفدرالي مع العراق لمدة زمنية معينة لغاية رسم خريطة جديدة للمنطقة ، حيث ان الاتحاد الكونفدرالي يحقق للكورد رغبتهم بانشاء الدولة التي يحلمون بها ويطفىء مخاوف الايرانيين والاتراك الذين يخشون قيام دولة كورستان الكبرى وينظم العلاقة مع العرب على اسس جديدة من الشراكة.
شكل العلاقة وتنظيمها مع اقليم كوردستان الان مشوش وغير مفهوم وبني على اساس التوافقات وليس على اساس القانون والشراكة بل انه كان يسير وفق مستوى العلاقة بين الدول فالاقليم لديه رئاسة ودستور وحكومة ومجلس نواب ويقوم بتصدير النفط من كركوك الى ميناء جيهان التركي وهذا يعني انه متكافىء مع حكومة بغداد وعلى هذه الحكومة ان تحدد الان وبشكل جدي هوية وصورة الشريك الكوردي في ادارة الدولة العراقية .نعتقد ايضا بانه لايمكن تاجيل الاستفتاء بالقوة او اللجوء الى الضغط الاقليمي المتمثل بالايراني والتركي لذلك بل بالحوار واعطاء الكورد لضمانات بتحسين مستوى الشراكة والنظر الى مطالبهم المشروعة وهذه رغبة جامعة للكورد والعرب قابلة للتحقيق .
لست داعية لتمزيق العراق ولن اكون ابدا ولكني اشعر بان علي ان افتح عيني جيدا لرؤية ماسيحصل وليس اغماضها والصراخ فموضوع الانفصال الكوردي سيحصل عاجلا او اجلا مادامت هذه هي رغبة الشعب الكوردي ومادامت الدول الكبرى تنظر الان الى خريطة الشرق الاوسط وتفكر باعادة رسم حدودها ولااريد لابنائنا ان يكونو وقودا لحرب قومية .