حقوق الأنسان ليست أغنية نطرب لسماعها .. أو نشيد يتلوه طلاّب المدارس .. أو جملة يقولها المسؤول أو السياسي في خـُطبه أو مؤتمراته الصحفية من باب رفع العتب .. بل هي أساس أعتبار أنفسنا كـبشر ..! بمعنى لا تتحقق آدمــيـّة الأنسان ألاّ بحقوق الأنسان …!! سأتناول مفهوم حقوق الأنسان ليس من زاوية نصوص التشريعات الأممية أو من المنظمات المعنيـّة بهذا الشأن أو الدساتير المختلفة للدول .. فهذه معروفـة للجميع … ولكن سنتناوله من ناحـية الأصل في الموضوع …!
بدايــة حياة الأنسان على الأرض ، كان حــُراً طليقاً يتمتع بكل حقوقه الشخصية أو الفردية التي صنعها هو لنـفسه ..! أذ لم يكن هناك من يستطيع أن يسلب منه حقاً أو مكسباً أو ضرورة حياتية معينة بسبب قلـة أعداد الكائن البشري في بقعة معينة آنذاك ..! سلوك الأنسان في حينها باستثناء موضوع التكاثـر .. كان مـٌقتصراً على توفير أسباب البقاء والتي يمكن حصرها في ثلاث أسباب : السكن ( الكهوف والمغارات ثم الأكواخ )، ثم الطعام ( صيد الحيوانات وجمع النباتات ) ، ثم الأمان ( من الطبيعة ومن الحيوانات الضارية ومن البشر فيما بعد) .. هذه العوامل الثلاث هي التي كان الأنسان يكافح من أجلها ويموت من أجلها أستمراراً لبقائه هو و أسرته على قيد الحياة .. وهي غريزيـّـة ، طبيعية لم يتعلـّمها من أحـد ولم يمنحها له أحــد ، بل فرضتها عليه ظروف الحياة آنذاك … مع توّسع الوجود البشري وازدياد أعداد السكان أزداد الشعور بالقلق وازداد التحوّط لديه من أن يـَغتصب أحد من أقرانه البشر واحدة أو أكثر من عوامل البقاء والتي يجــهِـَد في توفيرها .. فــَـنمَت لديه غريزة الدفاع عن ما يمتلك من ( حقوق ) صنعها ووفـّرها هو لنفسه بالعرق والجـُهد والدم … وهذه بمرور الزمن زرعت الجـذورالأولـى لـِـصفة الأنانية في النفس البشرية التي تمخـّضت عنها نزعــة الأمتلاك والأستحواذ ..!
أذن أول الحقوق الأساسية والطبيعية للأنسان هي : السكن ، الطعام ، الأمان ..! ومع تطوّر المجتمعات البشرية وبالأخص بعد بروز عنصر الزراعة الذي ولـّدَ عنصر الأستقرار والذي بدوره وضَع اللبنات الأولى لنشوء المجتمعات المستقـرّة ومن ثم نشوء الأوطان .. ومع بداية أزدياد الممتلكات الشخصية للفرد نتيجة الزراعة وتربية الحيوانات .. أزداد قلق الأنسان على ما مـَـلكـَت يميـنـَهُ خوفاً من نزعات الـتملـّك والأستحواذ عند الأنسان الآخـر .. وهنا أسـتوجب الأمـر وضع مواثيق أو تشريعات تحفظ حقوق الفرد وفي نفس الوقت تحـول دون أعتداء أحد على حقوق الآخــر وممتلكاته ..و لكي ينأى الناس عن التقاتل فيما بينهم بدافع الأستئثار والتـملـّك ..!
أذن الصفة الأولـى لحقوق الأنسان في شكلها البدائـي هي حقوق طبيعية وليست مـُكتـَسبة ..! وبمرور الزمن أصبحت عــُرفاً توافق عليه البشر ضمن التجمعات البشرية المتواجدة في المكان والزمان بعينه ..! ثم تطوّر الأمـر لتـُصبح شرائع ومواثيق .. وهنا بدأ تبلوّر الصفة الثانية لمفهوم حقوق الأنسان وهي المساواة أي أن الجميع يتمتعون بنفس الحقوق الأنسانية دون تمييز .. وبعد التطوّر الكبير الذي حصل لمعايير ومفاهيم حقوق الأنسان وتطوّر وسائل الأتصال الحديثة .. أكتسب صفتهُ الثالثة وهي العالمية أي بالأمكان تطبيقها في أي مكان في العالم ..!
يمكننا القول ان تعريف مفهوم حقوق الأنسان هو : (( المعايير الاساسية التي لايمكن للناس من دونها ان يعيشوا بكرامة كبشر وهي اساس الحرية والعدل والمساواة .. وان من شان احترامها اتاحة فرصة تنمية الفرد والمجتمع تنمية كاملة)) …
أما خصائص حقوق الأنسان فيمكن القول : (( انها تلك الحقوق الاصلية في طبيعتها، والتي بدونها لا نستطيع العيش كبشر .. وإن حقوق الانسان وحرياته الاساسيه تمكننا أن نطوّر ونستعمل على نحو كامل خـِصالنا الانسانية وقدراتنا العقلية ومواهبنا وضمائرنا ، وأن نفي بإحتياجاتنا الروحية وغيرها ، وتقوم هذه الحقوق على أساس مطلب البشرية بحياة تتمتع فيها الكرامة والقيمة الأصلية للأنسان بالاحترام والحماية )) ، وهناك تعريف آخر لخصائصها على النحو التالي : (( حقوق الانسان لا تـُشترى ولا تـُكتسب ولاتوّرث فهي ببساطة ملك الناس لانهم بشر .. وهي متاصلة في كل فرد وواحدة لجميع البشر بغض النظر عن العنصر او الجنس او الدين او الرأي السياسي او اي رأي اخر .. وقد ولـِدنا جميعاً احرار ومتساووين في الكرامة والحقوق .. فحقوق الانسان عالمية ولايمكن انتزاعها ، فليس من حق احد ان يحرم شخص من حقوقه فهي ثابتة ولايمكن التصرف بها ، وهي أيضاً غير قابلة للتجزئة )) .
من حيث تصنيف حقوق الأنسان أو لنقـُل مجالات حقوق الأنسان .. فقد تطـوّرت بمرور الزمن مع تطوّر الحضارة البشرية لتشمل تقريباً جميع مناحـي الحياة .. وقد أتفق المجتمع الدولي على تصنيف هذه الحقوق الى ثلاثة فـئات :
1- الحقوق المدنية والسياسية : وتشمل الحق في الحياة والحرية والامن وعدم التعرّض للتعذيب ، والتحرر من العبودية والمـُشاركة السياسية ، وحرية الرأي والتعبير والتفكير والدين .
2- – الحقوق الاقتصادية والاجتماعية : وتشمل العمل والتعليم والمستوى اللائق للمعيشة والمأكل والمسكن والرعاية الصحية.
3- الحقوق البيـئية والثقافية والتنموية : وتشمل حق العيش في بيئة نظيفة ومصونة من التدمير ، والحق في التنمية الثقافية والسياسية والاقتصادية.
ويجب الأشارة هنا الى أن القول ان لكل شخص حقوق انسانية … فان ذلك يعني أيضاً ان على كل شخص مسؤوليات نحو احترام حقوق الاخرين .. فمثلما لك هذه الحقوق .. بالتأكيد هي نفسها لغيرك أيضاً ..! وهنا يلعب تطبيق القوانين على الجميع بالتساوي وبالعدل دوره الحاسم في ضبط أيقاع التوازن بين الكفـّتين …!!
بالطبع البدايات الأولـى لتأسيس مواثيق حقوق الأنسان لم تكن بالصورة التي وصلت اليها الآن .. ألا أنها أرست الأساسات التي بــُنيَ عليها مفهوم حقوق الأنسان وصولاً الى تشكيل المنظومة الفلسفية والقانونية والفكرية والأخلاقية بشكلها الحالي … ولا بأس من المرور باختصار على أبرز محطات المسيرة البشرية نحو بلورة منظومة ناضجة لحقوق الأنسان :
1- في الحضارة المصرية القديمة : في ( 3300 قبل الميلاد ) كانت البدايات الأولى عندما أخضع أهل مصرإلى قانون سماوي أسمه (ماعت)، وكانت أهم الركائز التي يستند إليها هذا القانون هي مفاهيم الحق والعدل والصدق وبقي العمل بهذا القانون لفترة طويلة ، و في عهد الأسرة الثامنة عشر أنشئت مجالس للبلاد تحكم بالعدالة، وتنادي بضرورة تطبيق معايير العدالة، حيث صار من حق كل فرد ضمن حقوقه الدينية أن يحفظ جثته بعد موته، خاصة وأن التحنيط لم يكن من حقوق العامة، إذ تمارسه طبقة الأمراء والملوك فقط ، ثم حصل التطور المهم أثناء حكم الفرعون المـوّحد ( أخناتون ) .. حيث قام بما يـُشبه الثورة في ذلك العصر والتي جسّدت معايير ومفاهيم حقوق الإنسان في تلك الحقبة، حيث دعى إلى السلام والرحمة والتسامح ونبذ الحروب ونشر المساواة بين الناس في شؤونهم الدنيوية، كما دعى إلى تحقيق العدالة للجميع من دون تميـّيز، وألغى التقديس المبالغ به للأسرة المالكة وذلك بشكل أصبـح بموجبه افراد العائلة المالكة كسائر أبناء الشعب من حيث المعاملة والأمتيازات.
2- في الحضارة العراقية القديمة : يـُعتبر العراق الأرض التي دُوّنت عليها أول وثيقة أصلاحات في التاريخ تلك هي وثيقة أصلاحات الملك ( أور كاجينا ) ..! حيث نادت الوثيقة ولأول مرّة بأهمية حقوق الأنسان وتأكيدها على حــرّيته ورفضها لكل ما يضطهد هذه الحــرية .. وهنا كانت مفردة ( الحرية ) التي يتغنـّى بها جميع شعوب العالم ترد لأول مرة في التاريخ ضمن هذه الوثيقة …!!
سبـَقت شريعة حمورابي ، والتي تعتبر من أهم وأقدم الشرائع في التاريخ ، شرائع أخرى بالغة الأهمية ، وتـُعتبرالمُمهدات الأولى التي ساعدت حمورابي مع ذكائه وفطنته في أنجاز شريعـته بعد أن أخذ أهم ما فيها وأضاف عليها تشريعاته لكي تتكامل صورتها وكما وصلت ألينا ..!
أهم الشرائع التي سبقت شريعة حمورابي هي:
أ- وثيقة إصلاحات أور كاجينا والتي أشرنا اليها أعلاه .. تمّ العثور على جميع نسخ هذه الوثيقة في تنقيبات البعثات الفرنسية في مدينة (لكش) عام 1878 وترجمها لأول مرة العلامة الفرنسي فرانسوا تورو دانجان .. ويشير الباحثون الى أن الملك السومري أور كاجينا سنّ قوانين وفرت للشعب السومري الحرية والعدالة الإجتماعية إلا ان هذه الكتابات لم تصل الينا، وقد يعثر المنقبون في المستقبل على هذه الكتابات التي يمكن أن تضاف الى وثيقة الإصلاح المعروفة لدينا.
ب- شريعة أور نمو: تعتبر هذه الشريعة من أقدم الشرائع المعروفة وأورنمو مؤسس سلالة أور الثالثة (2111-2003) قبل الميلاد ، احتوت شريعة أور نمو على 31 مادة قانونية، كما ضمت هذه الشريعة ما يشبه أصول القوانين الحديثة عن مبررات إصدار هذا التشريع ..!
ج- شريعة لبث عشتار : تتألف شريعة لبث عشتار من أربع كسرٍ تمّ العثور عليها من قبل باحثين من جامعة بنسلفانيا حيث عثروا على هذه الكسر في السنوات الأولى من بداية القرن العشرين وقام بدراستها وترجمتها الباحث الأمريكي فرنسيس ستيل ونشرها لأول مرة عام 1947، ولبث عشتار هو خامس ملوك سلالة آيسن (2012 – 1794).
د- قانون اشنونا : تمّ العثور على ألواح من قانون اشنونا من خلال التنقيبات التي قامت بها المؤسسة العامة للآثار في العراق في موقع تل حرمل الواقع في بغداد وذلك سنة 1945. وفي نفس العام أعلن الباحث العراقي المعروف طه باقر ( رحمه الله ) عن اكتشاف لوحين خلال التنقيبات المذكورة مُدوّنين بشريعة كانت تعرف بقوانين أشنونا وتاريخ هذه القوانين غير معروف على وجه الدقة والتحديد .. إلا انه وكما يؤكد الباحثون يسبق شريعة حمورابي بنصف قرن أو أكثر.
و- شريعة حمورابي : في السنة الثلاثين من حكمه وبعد أن استطاع أن يوحد البلاد بعد أن كانت مجزأةً على شكل دويلات صغيرة، أصدر حمورابي شريعته الشهيرة التي تعتبر من أهم الشرائع التي اهتمت بحقوق الإنسان في العدل والحرية والمساواة. ويرى الباحثون ان أهم عمل قام به حمورابي هو تشريعه للقوانين وتثبيتها على الحجر وتوزيعها على المدن البابلية لكي يطلع عليها الناس ويسير القضاة والحكام على هدي بنودها في تطبيق العدل وإقرار حقوق الناس ، سجّل حمورابي قوانينه على مسلـّة كبيرة من حجر الدايوريت الأسود اسطوانية الشكل يبلغ ارتفاعها 225 سنتمتراً وقطرها 60 سنتمتراً.
3- الحضارة الرومانية والأغريقية : أهم ما يـُميــّز الحضارة الرومانية هو أقرارها بمبدأ الديمقراطية .. والذي ساهم بتحفيز الناس على القيام بالعديد من الثورات .. والتي لعبت فيما بعد دوراً فاعلاً في ولادة معظم المواثيق والعهود الدولية الخاصة بحقوق الأنسان وأبرزها الأعلان العالمي لحقوق الأنسان بطبعته الأولى في القرن الثامن عشر ..!
أما الحضارة اليونانية كانت مساهماتها الأبرز هو نشوء (مدرسة القانون الطبيعي ) والتي تقول بوجود قوة عليا تنفرد بوضع النواميس والقوانين الضابطة لحركة هذا الكون ..! وأن أهم المبادئ التي نادى بها القانون الطبيعي تلك الخاصة بالمساواة والتي لا تـُميـّز بين المواطن والأجنبي، والحر والعبد من حيث الحقوق والواجبات ، وكذلك مبدأ المساواة وتطبيق العدالة .. ووصف بعض المفكرين والفلاسفة القانون الطبيعي بأنه جزء من القانون الالهي ، ولكن القانوني الهولندي (هوغو غروشيوس) (1583- 1645) قام بعملية فصل بين القانون الطبيعي والقانون الإلهي، وجعل الأول مصدرا أساسيا للقوانين الدنيوية، الذي أرتأى أنها تقوم على المنطق والعقلانية، وانتهى (غروشيوس) إلى أن كل ما يتفق مع طبيعة الأمور شرعي عادل ، وكل ما يخالفها غير شرعي وباطل ..!
4- العرب قبل الأسلام : سجـّلت ذاكرة التاريخ العربي القديم شاهدين حييـّن على المساهمة العربية في مسيرة تبلور مفهوم حقوق الإنسان، وهما (وثيقة الفضلين وصحيفة مكة) ، والتي تعد من أهم الوثائق التاريخية على صعيد حقوق الإنسان، ليس فقط على مستوى العالم العربي القديم، وإنما على المستوى الدولي والإنساني. حيث نجد أن وثيقة الفضلين تحتوي على مبادئ تضمن للإنسان كرامته وحريته … فقد جسـّدت الوثيقة أهم الحقوق للمواطنين الذين كانوا يقطنون شعاب مكة، ووضعت أسس ومعايير للإبقاء على مفاهيم ومعاني السلام والعدالة والمساواة بين جميع أعضاء المجتمع المكي ، ولم يجيء حلف الفضول في مكة ما قبل الإسلام نتيجة لقانون مدني أو وضعي .. بل هو أستجابة لرؤية ضميرية ( أن صح التعبير ) لأصول التعامل والتبادل ، حينما أتفق أعيان مكة على حماية الزائر والغريب من الظلم في بلدهم ..!
أما ( صحيفة المدينة ) فتعتبر من أهم الوثائق العالمية لحماية حقوق الإنسان في شبه الجزيرة العربية، والتي تعكس في مضمونها وفحواها مدى درجة الحضارة والتمدن التي وصل إليها الفكر العربي في القرن السابع للميلاد، والتي جاءت لتراعي حقوقا وواجبات خاصة لأطراف الوثيقة .. وخصوصا لليهود ، والتي بموجبها أضحى اليهود جزءا من النسيج الإجتماعي العام .
5- حقوق الإنسان في ألأسلام :
جاء الإسلام في فترة كان يسود فيها الظلم والأستبداد والقهر وإنتهاك كرامة الإنسان ، ليطرح مبادئ جديدة ليس لأهل الجزيرة العربية فحسب بل للبشرية جمعاء وبصورة تضمن للإنسان أدميته وكرامته وحـُرمة دمـهِ وعرضهِ وممتلكاته .. ( ولقد كـرّمنا بني آدم ..! ) ، كانت رسالة الأسلام مـُجسدة في القرآن الكريم واضحة كل الوضوح على صعيد أحترام حقوق الإنسان، حيث نادت بضرورة تحرير الإنسان من العبودية والرق واقرّت بمبادئ العدالة والمساواة وتحريم التميّيز، ومن أهم الحقوق التي ضمنتها الشريعة الإسلامية الحق في الحياة، المساواة، الحرية، العقيدة، حرية التعبير عن الرأي والشورى، حرية التنقل ، العدل ، العمل ، وحقوق المرأة والطفل . أن مفهوم حقوق الإنسان في الإسلام يضبطه حقوق الناس على بعضهم في الإسلام .. وجلب كل مصلحة ودرء كل مفسدة مـُحرمة أو مكروهة، ويـَجمع ذلك قوله تعالى : (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ..! ) .
6- هناك محطات أخرى مثل أعلان أستقلال أمــريكا وبيان الثورة الفرنسية … ألخ ولكن لا نريد الأطالة في ذلك …! آخر المطاف صدر الأعلان العالمــي لحقوق الأنسان عن الأمم المتحدة في العاشر من كانون الأول عام 1948 .. والذي يتكوّن من 30 مادة .. صوّت بنعم على الأعلان 48 دولة .. وامتنع عن التصويت في حينها دول المنظومة السوفيتية واتحاد جنوب أفريقيا … والمملكة العربية السعودية …!!!.
وأجد من المهم أن أورد نص ورَد في ديباجة الأعلان المذكور مع نص المادة الأولـى منه : ( لما كان الاعتراف بالكرامة المتأصلة في جميع أعضاء الأسرة البشرية وبحقوقهم المتساوية الثابتة هو أساس الحرية والعدل والسلام في العالم ) … ونص المادة الأولـى : ( يولد جميع الناس أحراراً متساوين في الكرامة والحقوق، وقد وهبوا عقلاً وضميراً وعليهم أن يعامل بعضهم بعضاً بروح الإخاء ) ..!.
لاحظوا التركيز على ثـيمـة الكـــرامـة ..! منذ بدايـة الأمــر ولحد الآن … !!!
نخلـُص من كل ذلك أن حقوق الأنسان ليست مــِنـّة من أحـد .. ولا هي أختراعاً أو مكسباً صنعـهُ أحد الزعماء … أو احد من الرئاسات الثلاث عندنا …!! بل هي حقوق صنعتها المسيرة البشرية على أمتداد آلاف السنين لتتحوّل الى قـانون سماوي و قانون وضعي غير قابل للتجزأة وغير قابل للأنتهاك … والأهم غير قابل للألـغاء …!