في دراستنا للعلوم السياسية وفي تدريسنا لكبار الضباط القادة والخط الثاني والثالث من الموظفين المدنيين الحكوميين في موضوعة – الأزمات وإدارتها – عرجنا على تعلم وتعليم “مهارة التفاوض”و ” فن التفاوض “و ” صفات المفاوض الناجح ” ، وأنا أقرأ خبر زيارة وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج والسفير السابق للملكة العربية السعودية السيد ثامر السبهان الى أقليم كردستان ولقاءهُ السيد مسعود البارزاني ، وعرضهُ وساطة المملكة لحل الأزمة بين الأقليم والمركز وددتُ تدوين ما يأتي :
من الشجاعة القول أن أطراف الأزمة رئاسة الأقليم مُمثّلة بشخص السيد مسعود البرزاني وحكومة المركز مُمثّلة بالسيد حيدر العبادي قد أخفقوا في معالجة الأزمة بمعنى سياسي ( فشلوا في إدارة الأزمة وفي الإدارة بالأزمة )، حيث بدأت بسيطة واصبحتْ أكثر تعقيداً ، بدأت محلية فتحولت الى إقليمية ثم إلى دولية .
على أية حال هذا ليس موضوعي هُنَا ولكن موضوعي هل فعلاً السيد ثامر السبهان بل المملكة قادرين على أنْ يكونوا وسطاء ؟
للإجابة باختصار نقول إنّ الشروط الواجب توفرها في الوسيط/ الوسطاء لحل أزمة كأزمتنا هذه هي :
– أنْ يكون هُناك ثقة وقبول بالوسيط من قبل طرفي / أطراف النزاع .
– أنْ يكون الوسيط على مسافة واحدة من طرفي / أطراف النزاع .
– أنْ يكون الوسيط مُلماً إلماماً كاملاً إلى درجة الإتقان بالجذور التأريخية للمشكلة وتأثيراتها على أطراف النزاع والمنطقة والأقليم .
فإذا رجعنا الى العرض السعودي – ويقيناً إِنَّهُ عرض مشكور ويقيناً إنه لمصلحة العراق والأقليم – ولكنْ كلنا يتذكر موقف كتلة التحالف الوطني العراقي من السيد ثامر السبهان والذي أدى الى استجابة المملكة لرغبة العراق في تبديله ، ثم إنّ دخول المملكة العربية السعودية سيُثير الطرف أو العامل الإقليمي ( ايران ) وستسعى إلى إفشال الوساطة ، لذلك أرى كمراقب محايد أنّ هذه الوساطة لن يتم قبولها.
وإنّ الجهة الأكثر مقبوليةً الآن هي اللجنة الرباعية ( امريكا ، بريطانيا ، فرنسا ، الأمم المتحدة ) فهي مقبولةً من الأقليم والمركز ومن ايران وتركيا .
نُصلي للأمن والأمان والأستقرار ولوحدة شعب العراق وأخوته ، مودتي
Sent from my iPhone
انقر هنا من أجل الرد أو إعادة التوجيه