23 ديسمبر، 2024 5:16 م

لماذا لا يعلن السيّد حسن نصر الله في هذا الوقت المناسب فضّ عقده مع طائفته “ويُعلن إسلامه” !

لماذا لا يعلن السيّد حسن نصر الله في هذا الوقت المناسب فضّ عقده مع طائفته “ويُعلن إسلامه” !

وأنا في نيّتي أكتب هذه المقالة تذكّرت الأساليب المتّبعة من قبل المنتمون “بدون تمحيص منهم كالعادة” من بعض الطوائف “الإسلاميّة”الراديكاليّة , المتشدّدة , ممّا بات يُطلق عليهم اليوم بالوهّابيّة وبالسلفيّة وبالجناح العسكري لمتشدّدي “الاخوان المسلمون” وبالجناح التكفيري في”الصفويّة” , تذكّرت الـ “خطوات” المتّبعة في توجيه”المسلمون” العاديّون “آنا وأنت يعني” من قبل هؤلاء .. فيُقال على سبيل المثال لمن بدأ “يحفّ” شاربيه أو من بدأ يُقصر من دشداشته تحت ضغط البيئة المشتركة ؛ بـ “أنّك” قد دخلت الإسلام ! وأنّك الآن بدأت تغادر “الجاهليّة” الّتي كنت عليها ! ..

وانا أستعرض لغة المقال المدعومة الّتي تقرّب أكثر ربّما ما أريد توصيله في هذه “الدعوة” , أنّني تذكّرت , عندما كنّا صبية , أقدمت في وقت مبكّر من تلك المرحلة كيف أنّي تصرّفت بجرأة “تأثير البيئة واضح عليها” حين أقدمت على صبغ دشداشتي “المقلّمة” بذات التقليم اللوني الأخضر وغيّرتها بالصبغة ذات اللون الأسود , فأصبحت دشداشة سوداء مقلّمة بمضمون تصميمي قديم ! كانت مناسبة ذلك أعرفها !؟ فقد أزفت عاشوراء طبولها تقرع آذان وقلوب أهالي الجنوب العراقي !.. حيث لا “حَبّ” يُكرّز ولا سينما تُشاهد ولا قهقهة تُسَفّه حضرة الذكرى .. والأيّام تلك هي “مدخلي الأوّل لعالم الطوائف الدينيّة” تذكّرت تلك الأيّام حين تذكّرت “ابنة عمّتي , الشيعيّة”وهي توجّه ببرائة عمرها الغظّ امنيتها لي قائلةً : إذا دخلت شيعتنا سيرفع “الله” درجتك الإسلاميّة درجة فوق درجتنا !! .. قلت في نفسي حين وعيتها الآن بمناسبة هذه الظروف الطائفيّة وهيجان المسلمين الّذين وحدّتهم شتائم الغرب ! , ويا ليتهم يشتمون مقدّساتنا يوميّاً كيّ نمرّن ونعوّد أنفسنا على وحدة الدين الّذي فرّقته القرون ! , فقلت في نفسي .. يعني هم خلفلّله عليج با بنت عمتي وخلفلّله عله شيعة جنوبنا العراقيّ الرائع بطيبة قلوبكم المصبوغة باللون الزاهي للجنوبيّة العراقيّة الأصيلة الراقية .. يعني لم تقلّ لي بنت عمّتي “تدخل في شيعتنا لتدخل الإسلام !” كما يفعل وهّابيّو لورنس العرب وصفويّو المستشرقون في إيران لينطلق الصراع الطائفي”الإسلامي” بعدها بشكل عمليّ منذ ذلك الحين !.. يعني “خلف الله”عله بنت عمتي شكد راقية بطيبة قلبها الجنوبيّ الأصيل في مشاعرها وأحاسيسها لا تقاس حتماً بالصفويّة والوهّابيّة وبسلفيّةُ ابتدعوها ! ..

نظرات الإعجاب من كافّة “الطوائف الإسلاميّة” تلاحق السيّد حسن نصرالله .. أهم أسباب ذلك هو التصدّي من قبل “معمّم” قولاً وفعلاً للكيان الصهيوني , على الأقلّ لنقل تصدّيه الإعلامي , للكيان ومن قلب جغرافيا المواجهة معه , خاصّة بعد المصداقيّة , مهما اختلفنا أو اختلفت أطراف أخرى معه , الّتي قوّمت وضعه الجماهيري حرب تمّوز 2006 أحرجت كثيراً الكيان الصهيوني ومن وراءه الغرب والولايات المتّحدة الأميركيّة وأتباعها من عرب حتّى عهد قريب كانت تفترش الأرض وتلتحف السماء ..فتوسّعت قاعدته الجماهيريّة كثيراً وكان بالإمكان دعم هذه القاعدة وتوسيعها فعليّاً لتشمل مساحات جماهيريّة كبيرة تشمل غالبيّة بلاد “المسلمين”فيما (( لو )) أعلن السيّد نصر الله انضمامه لجوقة المسلمون “الموحّدون الأحناف” المجرّدون من الانتماءات المذهبيّة أو المغالاة في العرقيّة “ليزداد السيّد علينا درجة !” بحسب الوصفة الحنونة لابنة عمّتي ! وليكون “السيّد” نموذج للفهم العميق لمعنى الإسلام الحقيقي الّذي لا ولم ولن يقبل بغير تسمية ( الإسلام ) الرعيل الإسلاميّ الأوّل “آل البيت والصحابة معاً” يوم لم يعلو بعد صدأ فوق إيمانهم الفولاذي يوم أشاعوا بأخلاقهم الإسلاميّة وبإسلامهم المجرّد سوى لله ؛ العدل مع كلّ توسعة تحرير لبلد كان قد ناله الضيم والإجحاف على أيدي الامبراطوريّتان الرومانيّة والفارسيّة ..

لن ينقص السيّد حسن نصر الله شيئاً من قيمته المعنويّة او من إيمانه إذا ما أعلن أمام الملأ :

أنّ القناعات الّتي تحولت بمرور القرون إلى “طوائف” ؛ أنا بريء منها تماماً ..

فأنا مسلم قبل أن أكون شيعي .. وأريد العودة لتلك التسمية لأنجو من احتماليّة التطرّف وإغضاب الله .. لأنّني : وأنا عنوان مفترض للمسلم الحقيقي الّتي كما يُفترض قد علّمتني إياه عمامتي هذه الّتي على رأسي أنّنا مسلمون لا “ملقّبون” بتسميات مبتدعة ..!

كما ولا انكر أنّ لي قناعات شخصيّة أحتفظ بها مخالفة للآخرين ولكنّها تبقى قناعات غير قابلة لأن تتحوّل إلى “طائفات” وسأكبحها ما أن شعرت أنّها ستتمدّد في ذاتي وسوف لن أسمح لها أن تطوف فوق مكوّنات وعناصر المسمّى الحقيقي لمادّة الإسلام فتغيّر مظهره بهذا “الزنجار” الّذي ركب فوق السطح الفولاذي لجسم الإسلام وصدّأه طيلة قرون وبدأ يأكله حفراً باتّجاه اللبّ ! ..

أنا حسن نصر الله ؛ مسلم أؤمن بأنّ الإسلام في معناه الحقيقي الصافي هو : ( الإسلام والتسليم لوجه الله لا التسليم لقناعات بشريّة ) …

أؤمن بأنّ الإسلام رحمة للعالمين وانتماء لخطوات تلك الرحمة لا مُتعثّرات مختلقة لها ..

أنا على قناعة إيمانيّة إسلاميّة أنّ “الإسلام ” هو التسمية الربّانيّة الّتي تجبّ ما قبلها : ( إن هي إلاّ أسماء سمّيتموها أنتم وآبائكم ما أنزل الله بها من سلطان إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس ) الآية” ..

كما وأنا على قناعة مؤمن صادق يسير على خطىالرعيل الإسلاميّ الأوّل أنّ : تسمية”الإسلام” تسمية ربّانيّة تجبّ ما بعدها : ( هو سمّاكم المسلمين ) الآية .. ولا يقبل بعدها الله بتسمية أخرى مهما تحجّج ذوو الأهواء بتفاسير ملتوية ملأت دور الكتب والدواوين والجوامع والمساجد يقول لمناطّلع عليها مرتعباً بالكمّ الهائل من الجمل الصفراء الكافية لنحر أعظم أمّة أمراً بالمعروف ونهياً عن المنكر : يا ليت كلمة “إقرأ” لم تنزل على قلب الرسول!!

إنّي انا “حسن نصر الله” لا شيعي ولا سنّي ولا أنتمي لأيّة طائفةً أخرى ؛ أنّ طائفتي هي الإسلام ولا غير الإسلام ..

السيّد حسن نصر الله سينتقل إلى “العالميّة” إذا ما “حسبها” جيّداً كما ينتقل الفنّان المحلّي إلى العالميّة بفنّه بعد أن يقدّم لغةَ انتماء فنّيّة أخرى تعمّ الجميع بعد أن ينتقل من حيّز المكان المحدود إلى المكان الأوسع الرحب بلغة تستطيع التفاهم مع جميع لغات العالم الفنيّة بمستواها العالمي ..

أمّا لماذا السيّد حسن نصر الله ؟ .. ذلك لأنّه مؤهّل عمليّاً ومضموناً في ترجمة التحوّل بالدين الإسلامي من عهد الأنا والهو الّذي استمرّ قروناً ؛ إلى عصر “النحن” الّذي يجب أن يكون لمواجهة حالة “التندّر”العالمي الّتي تضرب بالأمّة يسرةً يمنة ..

حسن نصر الله دوناً عن الجميع بعدما أصبح علامة تاريخيّة لحاضر المسلمين بشكله وهندامه مع خطاباته ؛ المنتمي إلى أيّام الحظوة الحضاريّة الإسلاميّة الأولى , بدأ يتفاهم مع المحيط الأبعد عن محيطه بلغة يفهمها , لغة مشتركة مع الأوسع فالأوسع ليس فيها طعن بانتماء الآخر الضيّق هو الآخر .. لغة “إعادة الكرامة” الّتي يفهما جميع المسلمين كما يتفهّمها جميع الشعوب المنتمية للكرامة والحرّيّة والعيش المتوازن المشترك بعيداً عن الحدود الضيّقة بالانتقاص من رموز الاخر الّتي طالما وقفت عقبةً كأداء أمام التمدّد الحميد من أمثال حسن نصر الله ومنعته من اختراق قلوب الآخرين لتدشين عصر “النحن” ..