19 ديسمبر، 2024 1:23 ص

کثيرة و مختلفة المشاکل التي تعصف بالاوضاع في دول المنطقة و تحول دون إستتباب السلام و الامن و الاستقرار فيها، وإن البحث و التقصي عن العوامل و الاسباب التي تقف خلف کل ذلك الکم الهائل من المشاکل و الازمات، فإننا نجد إن مخططات نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية هي من تقف وراءها جميعا، وإن إستمرار هذا النظام يعني بالضرورة إستمرار تلك المخططات و بالتالي بقاء تلك المشاکل و الازمات محدقة بالمنطقة.

 

الخطر و التهديد الجدي الذي صار نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية يشکله على دول المنطقة صار حقيقة ماثلة أمام الاعين ولم يعد هنالك من مجال للتهرب منه أو تجاهله و التغاضي عنه خصوصا وإنه يستغل عدم التصدي و الوقوف ضده بالمزيد من التوسع و الانتشار و عدم التوقف عند حدود معينة ولهذا فإن من يستمر في تجاهله لمخططات هذا النظام عليه الانتظار حتى يأتي الدور عليه و يجد نفسه بقبضة هذا النظام.

 

نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي عمل في بداية تأسيسه على تقديم نفسه کنصير للشعوب المستعبدة و حليف لها من أجل النضال في سبيل الحرية و الديمقراطية، لکن الذي تأکد لدى شعوب و دول المنطقة و صار معلوما بمنتهى الوضوح، هو إن هذا النظام على النقيض تماما من شعاراته و مزاعمه البراقة في ظاهرها و الفارغة و الجوفاء في حقيقة أمرها، ولاسيما بعد إن إتضح دوره في مساندة النظام السوري القاتل لشعبه و للميليشيات و الجماعات العميلة له في العراق، مما تبين بأن الذي يدعيه هذا النظام شئ و الحقيقة و الواقع شئ آخر مختلف تماما، بل وحتى يمکن القول و بکل ثقة بأن هذا النظام يستحق صفة و لقبا أسوء من العدو!

 

منذ أن بدأ نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية بتفعيل شعاره المشبوه”تصدير الثورة” في لبنان في بداية الثمانينات و قام بتأسيس حزب الله في هذا البلد و شرع في التدخل فيه حتى جعله في قبضته الى حد ما، فإن تجاهل هذا الامر من جانب دول المنطقة قد دفع هذا النظام للتجرؤ و التمادي أکثر فأکثر عندما بدأ يتحرك بإتجاه العراق و سوريا و اليمن و البحرين و السعودية و الکويت و دول أخرى وکل دولة بطريقة و اسلوب خاص، لکن الذي يجمع بينها جميعا هو سعي النظام لتنفيذ مخططه بتصدير التطرف الديني و الارهاب لدول المنطقة من أجل ضمها الى دائرة نفوذه و هيمنته.

 

هذا المخطط المشبوه و منذ أن بدأت طهران تقوم بتفعيله على أرض الواقع، لم يکن هنالك من يعلم بحقيقة و واقع النوايا الخبيثة من ورائه سوى منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة التي کانت بمثابة الطرف و الصوت الوحيد الذي إرتفع عاليا من أجل تحذير دول المنطقة و العالم من المخطط الاسود الذي يسعى هذا النظام من أجل تطبيقه على حساب المنطقة و دعت الى مواجهته و شددت على إن تجاهله سيدفع النظام للتمادي أکثر فأکثر بهذا الاتجاه، وإننا اليوم نجد أنفسنا أمام هذه الحقيقة وجها لوجه ولامناص من الاعتراف بأن بقاء النظام الحاکم في إيران يعني إستمرار هذه الحالة السلبية التي ليس هنالك من طريق أو خيار لإنهائه إلا بالتغيير السياسي الجذري في إيران نفسها و الذي تدعو إليه منظمة مجاهدي خلق و تناضل من أجله منذ أکثر 38 عاما و يرحب به الشعب الايراني و يتحرق الى ذلك اليوم الذي يجد فيه کابوس هذا النظام قد زال عن إيران، ومن هنا، فإن دعم هذه المنظمة و الاعتراف بها رسميا و دعم تطلعات الشعب الايراني من أجل الحرية و الديمقراطية و التغيير، قد يکون واحدا من أهم و أفضل الخيارات المطروحة للتعامل مع هذا النظام من جانب دول المنطقة و رد الصاع له صاعين.

أحدث المقالات

أحدث المقالات