السرقة من الجرائم المعروفة في التأريخ الإنساني و هي من الجرائم المستهجنة في كل المجتمعات بلا استثناء لخطورتها علي سلامة واستقرار المجتمع والواقع الاقتصادي, كان القانون عشوائيا في السابق و فقط منصبا علي العقاب الرادع القاسي بدون توصيف لحاجة السارق كونه سارقا حتى بتوصيف للحد الادني لقيمة المادة المسروقة ..فيكون جزاءه القتل ..
عندما شرع الدين الإسلامي قطع يد السارق كان جزاء السارق القتل و مقارنة كان حكم القطع رحمة بالنسبة للسارق فلم يتعب الفقهاء أنفسهم بالغوص في بحر القرآن لمعرفة مقاصد القرآن بالإضافة إلي أن قطع اليد كان يخدم الغرض الأساسي للنص وهو ردع السارق ,ابتداء… المفسرون في الفترات الأخيرة وجدوا ان القطع ” البتر ” فهم خاطيْ لمسألة قطع يد السارق فالقرآن قال أقطعوا أيدي السارق وهم بتروا .. هناك فرق بين المعنيين يؤدي الي التفكر وإعادة النظر في المسألة بناء على نص القرآن..
لا يختلف اثنان على أن حكم قطع اليد للسارق من الأحكام الثابتة في الشريعة الإسلامية, ولكن ماذا عن معني (السارق) و (قطع الأيدي)؟ و تفصيل هذا الحكم؟ وماذا عن الفقهاء المؤهلين للحكم في هذه المسألة؟ وهل تقطع يد من سرق لأول مرة …؟ وهل ينطبق هذا الحكم على من سرق ليأكل هو وعياله؟ او ممن كان متمكنا ماليا ويسرق الفقراء والمحتاجين …؟ وهل هذا عدلا , أن يُعاقب من سرق ليقي نفسه وعياله من الجوع والتلف مع الذي يسرق الملايين ويبني القصور، أليس هذا السارق الكبير والحقيقي سبباً في عوز وحاجة الكثير من الناس فيضطرون إلى السرقة ؟
وماذا في قوانين الدولة العادلة أليس علبها أن تؤمن لعامة الناس أسباب العمل والعيش الكريم ومن ثم يحق لها تطبيق هذه الحكم … لأنه يجب تطبيق العدالة أولاً .. حين أفتى الفقهاء بهذا الحكم على طبقة من الناس .. ما رجعوا إلى زمن نبي الرحمة , كان يطبق هذا الحكم في ظل حكومة عادلة وقضاء حوائج المسلمين أولاَ وهناك عطاء للجميع ..في عهد رسول الله (ص) كانت فريضة الزكاة مطبقة ومعمول بها على أتم وجه. وفي عهد أمير المؤمنين علي (ع) أيضاً. بل حتى في زمن الخلفاء الأوائل كان هناك عطاء لجميع المسلمين من واردات الدولة .. باعتبار ان المال ليس عائدا للحكومة بل عائد للناس , فيوضع المال في بيت المال ويكون الخليفة مسئولا عن العطاء .. ولكن تغير هذا النظام في زمن معاوية حين ألغى بيت المال وجعل المال في بيته أسوة بالدولة الفارسية والبيزنطية , وحرم جميع المعارضين السياسيين من العطاء وضيق عليهم .. ليبدأ بعدها بتطبيق قطع الأيدي لمن يريد ان يأكل ..!! قال تعالي (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ۚ )
هناك روايات تقول إن الصحابي عمر بن الخطاب عطل حد السرقة في عام الرمادة كما روي عنه أيضا أنه أرسل عمر بن العاص واليا علي مصر و سأله (ماذا تفعل اذا جيء أليك بسارق) قال عمر بن العاص(اقطع يده) قال له عمر بن الخطاب (وإن جاءني منهم جائع قطعت يدك) يعني أنت سرقت ماله..
لنعود إلى أجواء الآية :… ﴿ وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَاء بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ{} *ثم تقول الاية : ( فَمَن تَابَ مِن بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} } وقد اتفق اغلب العلماء على أنه ليس كل من سرق تقطع يده.. لان الآية أولاً تشترط التوبة في رفع الحكم عن السارق وعدم العودة وان يصلح نفسه .{ قول الإمام علي {ع} إذا سرق الفقير عاقبوه وإذا سرق الغني سامحوه } يسري هذا الحكم في وجود الدولة العادلة وهذا مستحيل في زماننا؟ لان ابسط المظاهر في الظلم الاجتماعي موجودة.. منها أبناء وزوجات رجال السلطة يتمتعون بامتيازات , والفقراء يتضورون جوعا .. المسئولون يعالجون لأبسط الأمراض في أوربا , وأبناء الفقراء لا يملكون مالا لشراء دواء .. لذا يلغى الحكم الشرعي لعدم وجود عدالة ..!! “” أتذكر اتصل بي جماعة في جلسة عشائرية يريدون تحديد دية اصطدام سيارة لشاب وسببت كسر ساقه .. أجبتهم انتم تريدون دية عالية وألا هل انتم ملتزمون بالدين أو فقط بالدية لأنها لمصلحتكم .. ثم قلت لهم : مثلا لم اصطدم احد أبناءكم بسيارة وهو يقود دراجة على إطار واحد وكان هو المعتدي .. ألا تأخذون من المسكين الذي وقع عليه الفعل ..؟} لذلك لا يمكن تطبيق الحكم الشرعي في دولة حكمها بعيد عن الإسلام , منها لو سرق جائع يقام عليه الحد وتقطع يده …. هذا من الناحية الشرعية …لازم وجود حكومة عادلة . كما أنه يجب التفريق بين ممتهن السرقة وبين السارق بسبب الفاقة والعجز المادي، هناك شروط يجب أن تتوفر بهذا السارق و هذه السرقة لقطع اليد و هي …
الشرط الأول : أخذ مالا معصوما خفية ..
الشرط الثاني : ثبوت سرقة السارق بشهادة عدلين .. أو أوراق رسمية تثبت انه متلاعب وسارق ..
الشرط الثالث : مطالبة صاحب المال المسروق أو وكيله أو وليه بإقامة الحد وإعادة أموال الدولة , ولما أصبحت المحاكم تنفذ قانونا مدنيا , فلا علاقة للحدود الشرعية في مسالة السرقة والإسلام بريء منها , لان السبب هو القانون الوضعي , وتتم السرقة بالقانون المدني وليس بالإسلامي ..
هناك الحق العام .. لا تقطع اليد من المفصل كما جاء عن عبد الله بن هلال عن أبي عبد الله الصادق (ع) ، قال : أخبرني عن السارق : من أين تقطع اليد ؟ «قال : تقطع الأربع أصابع ويترك الإبهام يعتمد عليها في الصلاة ويغسل بها وجهه للصلاة» ورواية عن عامّة أصحابه ، يرفعه إلى أمير المؤمنين (ع) : أنّه كان إذا قطع السارق ترك الإبهام والراحة ..
********وبعد أن تحدثنا عن أسس تثبيت القانون والحالات التي تتحقق السرقة .. نأتي إلى الأنسب والأصلح لزماننا ( لذي لا يطبق فيه القانون الإسلامي ) هنا لا بد ان نعرف ان غاية الحكم هي المنع بالأساس وليس البتر .. واليك الدليل .
معنى البتر ورد في حالات كثيرة , واخذ بعض الفقهاء بأحد الأقوال وهو البتر .. بينما فقهاء آخرون يرون ان مراد الآية ليس البتر ” وإنما التعطيل “.وهو البعد المعنوي للفظة القطع و تعني: (المنع والتعطيل والانتهاء والإيقاف، ) هذه بالحقيقة قَطْع اليد هو منعها أو نهيها أن تمتد فتسرق من جديد بالسجن والنفي أو العزل , بهذا تمتنع اليد عن السرقة… يعني قطع اليد تعني المنع عن السرقة بأي وسيلة لأبعاد الشخص عن ممارسة السرقة ..”لو لاحظت إن تكملة الايه تدل على التوبة والمغفرة والرحمة , في ذلك الزمان لم يكن من سجون في بلاد العرب أصلا لتجعل المشرعين يلجئون إلي سجن السارق فيصبح المعنى, كما قال أحد المفكرين الاسلاميين (السارق والسارقة فامنعوا أيديهما أن تمتد للسرقة من جديد.) هو مراد الله تعالى من كلمة القطع في الآية موضوع البحث. وللمزيد من الآيات التي تقول بهذا الرأي ..انظر إلى الآيات : ﴿ أئنكم لتأتون الرجال وتقطعون السبيل ﴾ ( لتأتون الرجال ) في أدبارهم ( وتقطعون السبيل ) يقول : وتقطعون المسافرين عليكم بفعلكم الخبيث ، وذلك أنهم فيما ذكر عنهم كانوا يفعلون ذلك بمن مر عليهم من المسافرين من ورد بلادهم من الرجال..
آية أخرى 🙁 وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ ) عن ابن عباس قال: من اكبر الكبائر الإشراك بالله ونقض العهد حين تعاهد في أمر وتنقضه ، وقطيعة الرحم, لأن الله تعالى يقول: (أولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار) ، يعني: سوء العاقبة . أما كلمة (ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل)قال الرسول {ص} ” إذا لم تمش إلى ذي رحمك برجلك ولم تعطه من مالك فقد قطعته ” هنا القطع عدم الوصول وهو المراد من القطع لليد وهي عدم الوصول ..
و ليس بتر أو فصل الوصل عن بعضه و لو كان قَطَّع الوصل في الاية بترا , كيف يمكن ان تبتر كالبتر وفصل اليد .. وياتي مثلها كلمة .. اتمنى ان يوضح لي شخص معنى قطع الوصل وقطع الأمر… هل هو نفس معنى قطع اليد؟ فكيف سيقطع السبيل وقاطع الأرحام في الايات الكريمات ..؟؟ قال تعالى :﴿ فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم ﴾ سورة محمد
– في قصة الملكة بلقيس يقول تعالى :﴿ قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّى تَشْهَدُونِ ﴾يقول القرآن عن ملكة سبأ ﴿ مَا كُنتُ قَاطِعَةً ﴾ وليس “مُقَطِّعة”. هنا نلاحظ الفاعل هو “قاطع” وليس “مُقَطِّع” ﴿ لِيَقْطَعَ طَرَفًا مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ ﴾ ا لوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ ليقطع طرفاً ﴾ أَيْ: حين نصركم ببدرٍ (ليقطع طرفاً أي:) ليهدم ركناً من أركان الشِّرك بالقتل والأسر ﴿ أو يكبتهم ﴾ أَيْ: يخزيهم ويُذلَّهم يعني: الذين انهزموا. هناك من الكفار أيمنع جماعة معينه من الكفار الرجوع للإيمان بعد أن رأوا الأدلة أو العذاب .. هنا منطق الاية الاية ” ليقطع طرفا ” ففسروها نصر الله ببدر , ولم يفسروها بالبتر كما جاءت في بتر اليد للسارق مع العلم ان الكلمتين متحدتان .. هنا يقطع طرفا , وهناك فاقطعوا ايديهما ..
أتى وصف النساء اللاتي رأين يوسف بكلمة ( قطعن ) ( واتت كل واحدة منهن سكينا وقالت اخرج عليهن فلما رأينه أكبرنه وقطعن أيديهن وقلن حاش لله ما هذا بشرا ان هذا الا ملك كريم) بمعنى أنهن قمن باعتراض أيديهن بالسكين إلى درجة عميقة حيث أصابتهن بحرج ولم يبترن أيديهن … لاحظ تشديد كلمة قطع يدل على تكرار الفعل أكثر من مرة .. يعني يمكن ان يتوب السارق ثم يعود فيقطع مرة ثانية .. ولكن لو كان بمعنى بتر كيف يبتر مرة ثانية …ولو كان المقصد من كلمة ( قطع ) فصل اليد بصورة كلية عن الساعد لاستخدم الشارع كلمة بتر
بعد هذه الجولة القصيرة في القران يتبين ان كلمة , قطع يد السارق لا تعني الجرح أو البتر، وإنما منعه وتوقيفه عن السرقة ومعاقبته بالشكل الذي يردعه، فتكون عقوبة هذا الإنسان بإيجاد صورة رادعة زاجرة مؤلمة نفسياً نحو السجن لمدة معينة، أو ما شابه ذلك مما يراه المجتمع عقوبة زاجرة ورادعة ومؤلمة نفسياً له ، حيث يترتب على العقوبة قطع يد السارق من وجهين
– الأول توقيف ومنع فاعلية اليد وظيفياً بشكل مؤقت ..
– الثاني: جعل السارق يتألم نفسياً من خلال شعوره بالخزي والعار أمام أسرته والمجتمع .. النتيجة أنّ هذا الإنسان هو ابن المجتمع يجب احتضانه والاعتناء به ، لا بتر أحد أطرافه، فالسجن في الواقع داخل تحت مفهوم القطع منطقياً، فكل سجن هو قطع لحركة هذا الإنسان ومنعه من حريته وتوقيف نشاطه الاجتماعي، لان السجن هو منع نشاطه الاجتماعي؟ …… نقطة مهمة أخرى .. هو ان القران دقيق بكل كلمة وحرف .. هنا يجب ان ننتبه لكلمة ( أيديهما) لم تأت بالمفرد ولم تأت بالمثنى بل جاءت بالجمع حسب الآية ﴿ وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَاء بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ المائدة ، لا يلزم من ورود كلمة يد هنا أنها الجارحة؟
***** وفي القران كلمة قطع تقول الآية : {وفي الأرض قطع متجاورات} بقاع مختلفة ولكنها متلاصقات فمنها طيب وحلو , ومنها سبخ وقليل الريع وكثيرة الأملاح , فسماها قطع ..!
ــــــــــ هل كلمة اليد في قوله تعالى ﴿ يد الله فوق أيديهم ﴾ هي الجارحة المعروفة ؟ كلمة اليد “في اللسان العربي تعني القوة “، وكذلك قال عن داود ﴿وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ ﴾ الأيد هنا مما ورد عنهم من أن الأيدِ القوة، وفي مجموعها أن الأيدِ القوة في العبادة والفقه في الدين؛ وهي في حقيقتها القوة في العلم والعمل، وذلك ما وصف الله -تبارك وتعالى- به خيار الخلق من الأنبياء الذين اصطفاهم من قوله -تبارك وتعالى-:{أُوْلِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ} فجمع لهم بين هذا وهذا، فالأبصار بمعنى البصائر، يعني: العلم والفهم الذي يكون قوة ودليل عند الأنبياء والأولياء …
*** ثم ان كلمة ﴿ أيْدِيَهُمَا ﴾ تعني كلتا أيدهما اليمنى واليسرى معاً، فهل سيقطعون الاثنين معاً ويطبقون الآية أم يتراجعون إلى القطع بطرق أُخرى .؟ ولكن السؤال الكبير هنا ماذا لو اكتشفنا لاحقاً أنّ السارق لم يكن سارقاً بل بريئاً فماذا سيفعل القاضي ساعتئذ ..؟ ومن سيرجع للبريء يده المبتورة التي ذهبت هباء ..؟ ثم ان الآية لم تحدد ماهية القطع ثم تقول لنا الآية بقطع اليد واليد تمتد من الأصابع إلى الكتف..! على خلاف الوضوء مثلا حيث حددت الاية الغسل للمرافق مثلا فهل سيقطع الفقهاء اليد للكتف..؟
ثم إن عبارة ﴿ وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ ﴾ تمكنني من إضافة أنّ (ال) التعريف هنا تفيد التكرار والمداومة علي ارتكاب فعل السرقة .. وهم أشخاص معروفون بعينهم وبشخصياتهم وعليه لا يمكن أن نطلب تطبيق الحد علي من ارتكب السرقة مرة واحدة في حياته أو مرتين..! ثم إن هذه العبارة وردت بالصيغة الاسميه أي السارقين معروفين بتكرار الحدث ولبسته تهمة السرقة بشكل تام وواضح ولم تأتي بصيغة فعلية مثل (من يسرق أو تسرق فاقطعوا أيديهما). و الفرق واضح في سورة يوسف (ارْجِعُوا إِلَىٰ أَبِيكُمْ فَقُولُوا يَا أَبَانَا إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ وَمَا شَهِدْنَا إِلَّا بِمَا عَلِمْنَا وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ)/81
فلم يقل أخوة يوسف أن ابنك سارق وإنما قال رجال الملك ذلك كعادة أهل ذلك الزمان في التشدد مع (من يسرق) ويسمونه سارق…. هنا نريد أيضا أن نوجه الى آخر الآية ﴿ فَمَن تَابَ مِن بَعْدِ ظُلْمِهِ﴾ والتوبة هنا هي التوبة عن فعل السرقة. يقول فمن تاب، أي أن هناك احتمال أنه لن يتوب وسيستمر بالسرقة… ولكن كيف سيسرق من جديد إن كانت يداه مُقَطَّعتان؟ … فلو قطعت يداه فانه سيكون تائبا بالقوة وليس من داخله تاتيه الندامة والتوبة .. بناء على هذا القول : لو كانت يداه مقطوعتان فان كلمة { فمن تاب من بعد ظلمه , زائدة في الآية القرآنية.. وحاشا لله ان يكون في القران زيادة .وهذا فهم غير ناضج للقرآن الكريم. والنتيجة أن هذا الإنسان هو ابن المجتمع يجب احتضانه والاعتناء به ، لا بتر أحد أطرافه.
الإسلام يحل مشكلة السرقة: حكم السرقة في الشريعة من الأحكام المهمة لأنها ثقيلة جدا وتقع على جوانب عديدة .. السارق وعائلته والشخص المسروق . وفقدان الأمن الاجتماعي .. والمشكلة هناك شيوخ عشائر يدافعون عن السراق , ويقبضون أموالا من خلال جلساتهم في الفصول .. واصبح السراق يعلمون ان وراءهم عشائر وشيوخ يدافعون عنهم … ولكن التشدد بالحدود الشرعية له غايات تكون لصالح المجتمع وليس لله فيها مصلحة .. مثلا حين يحرم الإسلام القتل , ويعتبر القاتل مخلدا في نار جهنم , فان الفائدة حتما تكون للمجتمع من خلال الحد من ظاهرة القتل …وحين يحرم الزنا ويعتبر فيها حدود قاسية , فان المصلحة تعود للمجتمع .. لان التشريع يحافظ على عفة النساء وحفظ الأعراض والأنساب , وكذلك قطع يد السارق { إبعاده بقرارات قوية } فان المصلحة حتما ستكون للناس ..فإن الإسلام جاء لحل كل مشكلة السرقة ومحاربة كل جريمة، وجاءت الحدود في هذه الشريعة ردعاً لأصحاب النفوس المريضة، وكانت الحدود رحمة من الله تعالى للأمة،وردعا للجاني المنحرف ..
في المجتمع مجرمون متخصصون في سرقة أموال الناس ،هؤلاء مثل المرض الخبيث اذا لم تقطعه فانه ينخر الجسد كله , ولا سبيل للمريض الا الموت , ولكن لو بتر الجزء المصاب بعاهة مرض , يمكن للجسد ان يعيش بسلام وراحة ..
حينما اراد النبي {ص} ان يؤسس نظاما قبل ان يهاجر الى المدينة المنورة .. كان يأخذ من الداخلين للإسلام عهدا .. ويذكر لنا التاريخ : أول ما أخذ النبي{ص} العهد على أصحابه في بيعة العقبة -وهم في مكة، والمسلمون في حال الاختفاء-، على “ألا يشركوا بالله شيئاً، ولا يسرقوا، ولا يزنوا”،يعني بنود العهد للدخول في هذا الدين من رسول الله {ص} العهد على الرجال بعدم الشرك ولا الزنا ولا السرقة، هذا شروط لمن يريد ان يدخل الإسلام , أما النساء فالنص ألقراني واضح ..” جاء في الصحيح، وعلى النساء أخذ العهد أيضاً بنص كتاب الله تعالى، المؤمنات إذا هاجرن إلى رسول الله {ص} يمتحنها بقول الله تعالى: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَن لَّا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ حتى سميت تلك السورة المباركة بسورة الممتحنة , أي نجاح المرأة المسلمة بالامتحان الإلهي فلما عاهدن النبي {ص}كان إذا أقررن في قولهن قال لهن:(انطلقن فقد بايعتكن)،وما مست يد رسول الله (ص)يد امرأة قط، غير أنه يبايعهن بالكلام”.وفي مكة وضع يده بطشت ماء , ثم وضعن أيديهن….
ظاهرة انتشار السرقة أنواع وأسباب: ترون وتسمعون ما عم البلاء من سرقة أموال الناس؛ ولذلك جاءت الشريعة بهذا الحد، بهذه العقوبة،حين عمت السرقات، صار بعض الناس يسرق من بيت جيرانه، تزور المرأة بيت الجماعة الفلانيين فإذا غابت صاحبة البيت تأتي جارتها تسرق بيتها ..! او إنها تتفق مع عصابة وتعطيهم تفاصيل الغرف والبيت حتى تسهل للصوص عملية السرقة .. وأحيانا موظف بالبنك يتصل بعصابة يعطي تفاصيل شخص قام بسحب أموال كثيرة من المصرف ,يعطي أوصافه وأوصاف سيارته وعدد القوة الذين يحمونه , فيتم التعرض له وسرقته وقتله .. ترى لماذا انتشرت هذه الظاهرة الخطيرة .. شاب يتفق مع أصدقاءه لقتل عمه وسرقة داره .. امرأة تتفق مع آخيها لقتل زوجها .. عشرات الأمثلة كلها تشترك بعنوان السرقة ..
رجل او امرأة ضيفوها فسرقت بيت الذي ضيفها ..، وهذا شاب طائش يدخل البقالة ويسرق، وهذا يدخل في المحلات يخفون في جيوبهم ما غلا ثمنه وخف وزنه ،أصحاب المحلات اضطروا لوضع الكاميرات مراقبة لأجل هؤلاء السراق، ومع ذلك تحدث السرقات، ويدخلون الأماكن التي فيها البضائع الثمينة يأخذون ويسرقون وكثيرا ما يقتلون ، وهؤلاء الشباب يفتحون أبواب السيارات يسرقونها يلعبون بها، أو يأخذونها، أو يبيعونها، أو يزورون الأوراق، ويفعلون، ويفعلون، كذلك المؤتمنون على أموال الدولة يسرقون؛ فتجد هذا المدير او الوزير أو البرلماني ، أو هذا الموظف يأخذ من أموال الشعب علنا ..!!
المثير من ميزانية او مقاولة او لعنوان كومشن .. كل هذه سرقات من الأموال العامة , فهي سرقة من جميع الناس ، إذا سرق من المال العام، وأخذ من المال العام من بيت المال سرق من جميع المسلمين وغير المسلمين .. فتاتي ! العقوبة عظيمة عند الله تعالى، تفننوا في السرقة، تنوعت الأشكال، العصابات، قلدوا الغربيين في الأفلام، وأخذوا الأفكار من الأفلام، وصار السطو المسلح، والتهديد للسرقة، التخفي والتلثم، كل هذا من أين أتى؟ نزع خوف الله من قلوبهم، زال الإيمان، وإذا زال الإيمان فلا أمان.
**ــــــــ* لماذا يسرق الإنسان ..؟.: مرض السرقة يعرفونه في علم النفس بالكلبتومانيا هو من الأمراض النفسية التى تصيب الإنسان، و يسبب هذا المرض إحراجاً بالغاً لصاحبه فى حالة اكتشاف الآخرين به، ويكون رغم تودده للناس إلا إنهم يعرفون انه سارق خطر ….فما أسباب الإصابة بهذا المرض؟ يوضح دكتور استشارى الأمراض النفسية والعصبية، أن مرض اكلتومانيا أو مرض السرقة هو أحد الاضطرابات النفسية التي يرغب فيها المريض بسرقة بعض المقتنيات وغالباً لا تكون غالية الثمن وغالباً يستطيع الفرد شراءها وهي ميسورة الثمن ولكنه يشعر بالتلذذ بالسرقة…
**تحدث الإصابة بالمرض نتيجة عدة أسباب، منها الشعور الحاد بالملل أو يشعر الإنسان بالقهر من المجتمع وتكون بداخله الرغبة في الانتقام فيصور له عقله أن السرقة أحد وسائل الانتقام، وقد يكون السبب هو وصول الإنسان لدرجة الاكتئاب وعدم قبول النصيحة , وفى حالة الإصابة بمرض السرقة يندفع الفرد إلى سرقة الأشياء فيشعر باللذة للحظات ثم يشعر انه اوقع نفسه في ورطة , فيحاول إخفاءها وعدم التحدث بها حتى لا يجلب انتباه الناس نحوه , ويشعر بالضيق والاحتقان حين يتكلم شخص أمامه عن المادة المسروقة ويتمنى في قرارة نفسه ان لا يكون عارفا انه هو السارق ..ّ.ومن أعراض المرض شعور المريض بالوحدة والرغبة الدائمة بالعزلة، بالإضافة إلى الغموض الشديد فى الشخصية، ومن اخطر الأمراض في المريض (عدم اقتناع المريض أن لديه مشكلة نفسية) لذلك على الطبيب المعالج او الناصح له ( فى البداية إدراك المشكلة حتى يتم العلاج).. لذل على الطبيب المختص الذى يبحث فى أسباب المشكلة الرئيسية التى أدت به إلى ظهور هذا المرض. لانه ليس مرضا عضويا يمكن تشخيصه بسرعة .. او عوامل نفسية وهي صعبة جدا … بعض الناس هم ابناء حرامية سرقوا اموال الناس .. سرقوا أشياءً بسيطة سواء من الدولة او من الاسواق او البيوت , وحولوها الى لقمة في بطون أبناءهم وزوجاتهم , وغمست لحومهم ودماءهم وطعامهم بالحرام …!! بعض الذين مسكوا في السرقات أغنياء، ما هم محتاجين، لكن السرقة عندهم أصبحت مرضاً، السرقة مرض، داء خبيث، عادة تسري بدمه وروحه شهوة، فيسرقون بسبب أنه لا يوجد تربية بيتيه من اول طفولته , آباءهم ما حفظوهم ولما أصبحوا محترفين صاروا سراق وقتله يسطون ويفجرون ويذبحون الناس ويزنون , مرض يزداد في النفس ويغلي في الصدور , لا يعير أي حرمة للناس يدخل الى البيوت وما عنده مانع ان يقتل ويذبح ويحرق الجثث في سبيل ان يسرق شيئا ليس له قيمة . ولا يتورع من الاعتداء على الأعراض لأنه أساسا لا يعير أهمية للدماء والأرواح , فتكون عنده الأعراض اقل شانا , فالسارق منزوع الغيرة والشرف , فاي قيمة ليده لو قطعها الإسلام ..؟
*** التربية تستوجب ان ينشأ الولد منذ صغره على العفة ويعرف ان اموال الناس وحاجاتهم لا يجوز التجاوز عليها , وهناك أحكاما تتعلق بالأشياء المفقودة لها حكم ان تعود لأصحابها , وتسمى(أحكام اللقطة) وهذه تبدأ عند الطفل في المرحلة الأولى للدراسة ان يعيد القلم او الممحاة إلى أصحابها، لما سرقها في الفصل الدراسي، من زميله، لما فتح حقيبته ما تابعه الأب، ولا تابعته الأم، وهكذا خرج السارق، عن الآداب العامة بسبب موقف الأب وألام .. لا تستهينوا بالقلم والممحاة لأنها بلا ثمن باهض , ولكن اعتبرها نقطة سوداء في حياة بيضاء لطفل لا يعرف السرقة وأنت سكت عنه ..!!
***حقيقة المفسرين :.. ورثنا عددا من المفسرين يزيدون على 80 ثمانين مفسرا أكثر من 90% منهم غير عرب .. وأئمة مذاهب الأربعة ثلاثة منهم غير عرب .. إضافة إلى عدد من المستشرقين الذين كتبوا وفسروا القران , منذ نزوله في كل زمان ياتي جيل ويكتب عن القران , ويأتي جيل آخر إما ان يقر ما كتبوه أو يزيد معلومة تصلح للهدف . وربما يلغي ما كتب قبل أجيال ساروا عليه ..أليك مثالا .
**موضوع طهارة الكتابي : قبل 20 سنة كانت الأحكام توجب على المسلم الابتعاد عن الكتابي باعتباره نجسا .. ( يا أيها الذين آمنوا إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا) كيف يكون الإنسان نجس وإذا اسلم يصبح طاهرا ..؟ إليك الآراء ..اختلف أهل التأويل في معنى “النجس” ، وما السبب الذي من أجله سماهم بذلك . فقال بعض المفسرين يعتبرون أنجاس لأنهم يجنبون ولا يغتسلون ، فقال عنهم نجس ، ولا يقربوا المسجد الحرام لأن الجنب لا يحل أن يدخل المسجد . رواية عن مجاهد ذكرها محمد بن ثور ، عن معمر ، في قوله : ( إنما المشركون نجس ) ، : لا أعلم قتادة إلا قال : “النجس” ، الجنابة . وفي رواية اخرى لمعمر ويذكرها مجاهد قال : وبلغني أن النبي{ص}لقي حذيفة ، وأخذ بيده” أي مسكها “| ، فقال حذيفة : يا رسول الله ، إني جنب ! فقال : إن المؤمن لا ينجس . طيب هنا شرط المؤمن لا ينجس مطلقا الا بنجاسة طارئة .. فهل الكتابي مؤمن أو كافر ..؟
أهل الكتاب مؤمنون أم كفار؟؟: ورد لفظ أهل الكتاب في القران أكثر من ثلاثين مرة. فمن هم أهل الكتاب؟ هل هم كفار مشركين متساوون بالكفار والمشركين؟ ام موحدون لله؟ هل حلال للمسلمين أن يتزاوجوا منهم ولا فرق بينهم وبين المسلمين؟ هل هم في النار خالدون؟ “هل هم مؤمنون ولا خوف عليهم؟أنحن نعرف إن أهل الكتاب في القران هم اليهود والنصارى لكن المدقق في القران وأقوال النبي {ص}يجد نفسه في محنة وحيرة في تحديد موقفه من أهل الكتاب. يقول تعالى :” ان الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون(المائدة5: 69) لا خوف على الذين آمنوا(المسلمين) والذين هادوا (اليهود) والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون(البقرة2: 62) هنا يقرر القران ان اليهود والنصارى لا خوف عليهم ولهم أجرهم عند ربهم ولا لوم عليهم ولا ينقصهم شئ بسبب قولهم ان محمدا ليس نبيا وان القران ليس كتاب الله. فالشروط الثلاثة هي الإيمان بالله واليوم الآخر والعمل الصالح وليس بينها الإيمان بمحمد وقرانه.بينما يقول بعض المفسرين : جناب . وقال آخرون : معنى ذلك : المشركون جسمهم رجس كالخنزير أو الكلب .
***تدبر مطلوب فى معنى قطع اليد : اغلب علماء التفسير وأصحاب المساند التي انتشرت بشكل أوسع من كتب تفسير الشيعة ,ليسوا عربا مثل الزمخشرى والقرطبي و الطبرى و البخاري و مسلم والنسائي والترمذي, وقد ظهرت دراسات في مصر في القرن العشرين والواحد والعشرين إن البخاري ما كان يعرف التحدث باللغة العربية .ومن تعلم اللغة العربية لم يتعلموا لغة قريش التي نزل بها القران, ونحن ابناء عرب تغيب عنا كثير من المصطلحات القرانية القرشية ولا نعرفها الا بعد الرجوع لمعاني كمات القران . والمفسرون غير العرب هم الذين و ضعوا التراث الديني الذي قدسه كل علماء أهل السنة.. حتى سيبويه صاحب الكتاب الوحيد لقواعد النحو كان فارسيا ..! و لنضرب مثلا على كيفية فهم اللغة العربية.
يقول تعالى : (يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ ) يفهمها الذي يفهم حرفية الكلمة أن الله له يد وهي فوق ايدى المؤمنون عند المبايعة ! وكذلك فهم كلمة قطع الطريق .. البعض يفهمها ان الطريق تم حفره بواسطة اله وجعل عبوره صعبا فقطع الطريق ؟! البعض يفهمها انه يوجد على الطريق من يرهب الناس و يسرقهم و يقبلهم … هكذا تم فهم معنى اغلب الكلمات القرءانية بغير معناها الحقيقي لعدم إدراك المعانى التي تحددها الكناية لعجمة تفكير المفسرين بحسن نية او لعدم تعلم لغة قريش مما سبب تشويه وجه الإسلام المشرق و من هذه الكلمات كلمة قطع .
للأسف بعض المفسرين وعلماء يحملون شهادات عليا ولكنهم يلامون على نقلهم لما قاله السلف منذ أكثر من ألف وأربعمائة عام و لم نجد منهم مجتهدين الا أمثال السيد الصدر الاول والسيد الخوئي وعدد اخر من العلماء والشيخ محمد عبده و من سار على دربه ولكن المد الرجعي وقف بوجوههم.. لقد أثارت الاية( وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَراً إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ) جلب نتباه بعض المفسرين أن معنى قطعن واضح الدلالة ان النسوة لم يفصلن اياديهن عن اجسادهن بل جرحن أنفسهن!
فسألت نفسى ما بال الفقهاء و المفسرين اجتمعوا على ان معنى القطع هو الفصل !!تماما مثل البتر ؟؟؟
و سوف نقطع الامر بحثا فى معنى قطع اليد !!!
و حتى نتتبع معنى كلمة قطع بلغة القرءان العربية القرشية فيجب تدبر الآيات الآتية : (أَإِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ) قطع السبيل معناها منع مرور الناس فيه و ذلك بإرهاب الناس و سرقتهم و قتلهم) فيكون معنى القطع هو ايقاف عمل الطريق , ابعدو الناس من المرور فيه , لماذا لا يكون قطع اليد ابعاد السارق الذي يده غير نظيفه عن السرقة من خلال الإبعاد والسجن ..
وحين نقول فلان قطع مسافة أي استمر في سيره ووصل إلى مكان معين .. وهناك حديث يقول: ” إن بين يدي الساعة فتنًا كقطع الليل المظلم، يموت فيها قلب الرجل كما يموت بدنه، ويصبح الرجل فيها مؤمنًا ويمسي كافرًا، ويمسي مؤمنًا ويصبح كافرًا، يبيع فيها أقوام دينهم بعرض من الدنيا قليل …
القطع هنا يختلف عن البتر واليك جملة من الآيات .. (قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنْتُ قَاطِعَةً أَمْراً حَتَّى تَشْهَدُونِ) , القطع هنا بمعنى الانتهاء من دراسة الأمر و إصداره… ( لِيَقْطَعَ طَرَفاً مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَوْ يَكْبِتَهُمْ فَيَنْقَلِبُوا خَائِبِينَ)القطع هنا بمعنى القضاء على بعض الذين كفروا بقتلهم أو إبعادهم أو هزيمتهم !! ” الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ) أيضا”وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ)هنا نجد ان معنى القطع عكس معنى الوصل و هو منع الوصل !! ..
ومنه جاءت المقاطعة الاقتصادية .. و قطع الرحم بمعنى منع التواصل بين صلة الارحام اى ان معنى القطع هو المنع !! و الانتهاء ( وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ ) متجاورات { قطع بمعنى أجزاء منعت اتصال الأرض بنوع واحد منها فتكون كل قطعة مختلفة عن أختها بمعنى منع النوع الواحد وقوله تعالى (فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) اى انتهى امر الظالمين و منع الله ظلمهم ..قوله تعالى (فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ)).. ثم نأتى الى مربط الفرس الا وهى آية قطع يد السارق
• )وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) و معنى اليد متعدد من آيات القرءان كالاتى : “ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ) ايديكم بمعنى انفسكم … قوله تعالى : أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ )أيديكم بمعنى قوتكم … يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرَى)(لأنفال: أيديكم بمعنى قوتكم ..
*****( فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ ) هنا تقطيع الايدى و الأرجل بمعنى البتر غير جائز لوجود جملة من خلاف التي تدل على هيئة الأيدي و الأرجل التي تربط من جهة خلف الرجل اى بمعنى ربطها لمنع حركتها و بالتالي شل قوتها و بالتالي يجوز الصلب لهم لوجود الايدى و الأرجل التي ستربط فى جذوع النخل وبدون الايدى و الأرجل لا يكون صلب و لكن تعليق ( لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ)(الشعراء: من الآية49) هنا مصطلح تقطيع الايدى و الأرجل من خلاف يبين الصورة الحقيقية لوصف العقاب ألا وهى ضم اليدين إلى خلف الظهر و ربطهما معا ثم و صل هذا الرباط بالأرجل المقيدة و المربوطة من الخلف و هذا معنى من خلاف و بعد ذلك يصلبوا اى يرفعوا مقيدين الايدى و الأرجل في جذوع النخل على هيئة الصليب وليس معنى الخلاف هو قطع اليد اليمنى مع الرجل اليسرى ؟؟؟
**** عودة إلى معنى اليد:”وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَمَا خَلْفَكُمْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) هنا بين أيديكم يعني سوف يحدث في حياتكم وخلفكم اى ما سوف يحدث لكم في الآخرة وهي تشبه قوله تعالى : “وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ” ** أيديكم بمعنى أنفسكم ( كل نفس بما كسبت رهينة ) اليد بمعنى القوة “وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ” من بنا السماء حتما بالقوة وهو الله.
يد الإنسان هي قوته .. كما في قوله تعالى:” لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ” بسط اليد هنا بمعنى قوة الرجل اى ان اليد أداة القتل !! وهذه قصة ولدي ادم معرفة في القران الكريم , كما في قوله تعالى جاءت كلمة يد .. ( وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً) فهل يد البخيل مربوطة فى عنقه ؟؟؟ و كذلك المبذر هل يده مبسوطة ام ان الكناية هي التي تحدد المعنى ؟؟ و هو البخل و الإسراف .. فالقران يعبر عن البخل بغل اليد أي يجعلها مغلولة لا تنفتح مطلقا .. والانبساط تعني الإسراف إلى حد ان يكون الإنسان مثل الشيطان .. (( وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ )) اليد هنا هى عضو الجسم الذي سيدخل في الجيب هي جارحة اليدين التي تتعامل في الأعمال البشرية .. تعنى كف الإنسان ؟؟ ولكن اختلفوا في تحديدها هل هي من المرفق أو العضد أو الكف ؟؟ ام ان ذكر الجزء يعطى معنى الكل و هذا هو الأرجح !!.. لما يقول شخص لاخر ادوسك برجلي , والدوس كما نعرفه يكون في القدم فقط ..
هنا الكناية واضحة في القران .. من هنا حمل بعض المفسرين المتأخرين ان كلمة قطه اليد لا تعني البتر لان الإسلام ينظر للإنسان نظرة انه اليوم على خطأ وفتح الإسلام له بابا للتوبة . فكيف سيتعامل اجتماعيا لو تاب وحسن إسلامه ..؟ وهناك إشكال على الأحكام الواردة على الآية من جهتين …
الأولى :.. كم هو حجم السرقة التي تستوجب القطع ..؟ ولو قلت لي مجرد سرقة فان هذا الحكم غير عادل .. يعني القانون المدني أفضل من الإسلام .. لان القانون المدني يعاقب السارق بمقدار حجم السرقة , لا ان ان تكون كلمة سرقة مطلقة .. يعني من يسرق باكيت كلينكس ومن يسرق مليارات يحاكم بنفس المادة في الإسلام ويفرق بين الحكمين في القوانين المدنية …
إذا كان مراد الله هو البتر اى فصل عضو من الجسم فلماذا لم يحدد الله اى جزء من اليد ؟؟ هل الكف فقط ؟؟ كما قال الفقهاء عن روايات ظنية الثبوت؟؟ كذلك لم يحدد نوع و كمية المسروق المستوجبة لقطع اليد ؟؟ و هل يشرك الله فى احكامه احدا غيره ؟؟ و الجواب هو لا يشرك الله احدا !! (وَلا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً) لان هذا الاختلاف بينهم دليل على ان اغلب من قطعت ايديهم غير صحيح …
ذكر أن النبي{ص} لا يشرع لقول الله لقوله”وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ ” وأن النبي مبلغ وليس مشرع ..!! مَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ) ماذا عن توبة السارق بعد رده للمسروقات ؟؟ ماذا لو ضبط السارق فى حالة تلبس !! و لكنه لم يستولى على المسروقات ؟؟ بل ردها البوليس الى صاحبها !! هل نفصل يده عن جسده ؟؟ الخوف كل الخوف ان نسير فى الشوارع فنجد اغلب الناس بدون ايادى ؟؟؟ و خصوصا أيادي المسئولين عن المسروقات ؟.
**** كلمة اخرى نتصورها بترا وهي تعطي شكلا اخر .. هي قطع اربا ..
لو قلنا ان حيوانا هجم على فريسة وقطعها اربا .. يتصور البعض ان التقطيع بتر الاعضاء , وهو غير صحيح , لان معاني اللغة تقول ان الارب أي كثرة الجروح التي تحدث بالفريسة من قبل المفترس يسمى قطعها اربا .. أي كثرة الجروح .