26 نوفمبر، 2024 12:27 م
Search
Close this search box.

الجنسيات الأجنبية .. هل تتخلى عن حكم العراق ؟

الجنسيات الأجنبية .. هل تتخلى عن حكم العراق ؟

* صراع الإرادات الإقليمية تشرذم القرار العراقي
* مديات اهتمام العراقيون ب(المالكي) او (علاوي) ؟

بصريح العبارة نقول ..أن العراق يتمزق ! الشعب العراقي لا يهمه في حقيقة الأمر المالكي , أوعلاوي, أو فلان أو علّان من السياسيين الذين طفحوا على بحر التناقضات والتدخلات الخارجية ونتائج الاحتلال الأمريكي الغاشم .. ولا يهمه أيضا مدع بالتديّن , أو التمذهب , أو التمعرق ..نعم ,هو على استعداد أن يرفع من كان بالحضيض الاجتماعي الى السلطة ! وقد فعلها فعلا , (وإن يعتريني الظن , أن المسألة الأخيرة قد سيق اليها الشعب العراقي الممزق والمسيّس باستغلال مشاعره العاطفية , المتمذهبة , أو المتمعرقة) , فرفع الى السلطة والفرار شخصيات (لم تملأ العلّوة ركّي) .. استحضرت اساليب السلاطين في الجلوس على صدور الناس و(لفط) ثرواتهم بشتى الأساليب والصور , ورمي الفتات الذي لا يغني من جوع ,الى الشعب الذي كان ينبغي أن يكون أغنى شعوب المنطقة .. والعتب في ذلك يصل حد الإدانة , لمن يثقف الناس بتلك الاتجاهات المدمرة , لوحدة العراقيين وتطلعاتهم الى حياة أفضل .

الذي يهم العراقيين رؤية كيانهم السياسي, كيانا صلبا وموثوقا, يجتهد فيه السياسيون الذين انتخبهم لتوفير متطلبات حياتهم اليومية في حدها المعقول, المتناسب مع ما يتوفر عليه العراق من ثروة.

هؤلاء السادة الموصوفين ب( السياسيين ) هم سبب نكبة العراق بعد الاحتلال , الذي اعتمدت سياسته في منذ عام 2003 على شتات وفتات مدّعين بالمعارضة , جرى ( شحنهم) الى بغداد لتسلم السلطة ! وهم ..وان كان بينهم من بكى عند عودته أو قبّل تراب العراق عند الحدود, وربما يكون من بينهم أيضا من (هوّس ) ولكن المهم عند العراقيين محاسبتهم وفق سؤال هام..ماذا فعلتم ايها السادة طيلة عشر سنوات مضت ؟ انفقتم خلالها (ترليونان) من الدولارات , كان يمكن أن تنشأ ثلاث دول حديثة في أية صحراء .

لقد أصبح القرار اليوم ليس في أيد ي العرقيين , مع ادراكنا وتوثقنا من فشلهم وعجزهم ..الطالباني راح ..الطالباني رجع ..المالكي حكى ..المالكي ما حكى مسعود هدد..(جربوع ) تفوّه ..ليرة الأتراك دغدغت..(تومان) ايران هبط..ريال قطر والإمارات لعب . وفي كل هذا صار التسابق الى (استجداء) دول الجوار والعالم , هدفا لمعظم السياسيين العراقيين إذ وجدوا أن لعبة المواطن و(الروح العراقية) ,هي بعض خيال ..نلتفت حولنا فلا نر الّا اشخاصا فقدوا القدرة على الفعل والأداء السياسي ,الهادف الى الخروج من عنق (الزجاجة)..ولا أمل ذلك !

ربما يقول بعض المراقبين, أن الباعث في الفرقة والتشرذم والعناد , يعود الى عوامل وتناقضات مذهبية وعرقية ودينية ..نعم , هذا أمر صحيح بنسبة عظمى, ولكننا ينبغي أن نلتفت الى حقيقة واقعه , ونقولها بصريح العبارة.. ان ساسة العراق اليوم لا يمثلون قرارهم .. فهم في الغالب ايرانيون يتكلمون عربي , او كرد بحماية اسرائيلية صهيونية , أو طائفيون( يريدون لعلي وعمر التصارع في ساحة التحرير) ومذهبيون سنّة يتكلمون بلسان تكفيري وهابي , واتراك يحلمون بعودة جزئية الى (الفرمانات) ..هم جميعا يمرحون بهامش من العمالة لحكومات وقوى خارجية , لها سياساتها ومواقفها القديمة ألجديدة لاحتواء العراق أو (بلع) ما يتسير (بلعه) من أراضيه وثرواته , عدا سعيهم لمحو تأريخه المخضب بدماء الشهداء , وذيول تتمثل في مليون ارملة ويتيم ترنو الى المعالجة بضمير يقظ حي , فهؤلاء لم يتحقق لهم لحد الآن من حيازة حقوقهم حقوقهم الشرعية (الا من فاز منهم بقربى متنفذ) ,التي ستبقى في رقبة من يتسلم السلطة اليوم , أو يقترب منها , حتى يوم الدين !

علينا ان نمر على حقيقة.. ان العراق اليوم لا تدير مفاصل سياسته ومواقفه عقول او مجهودات عراقية صرف ..أنه يعمل في كثير من المواقف بإيحاءات وأوامر خارجية , مهد لها المال ألخارجي والدعم مختلف الأشكال أمريكيّا, أم بريطانيا , أم سعوديا , أم قطريا , أم اماراتيا ,أم كويتيا , ام ايرانيا ,ام تركيا .. واسرائيليا , حيث (يبربع) الأكراد الحالمون !.

لم تقف مؤثرات دول (الزقّوم) المجاورة , عند ايحاءات خجولة تغمز بها لعملائها ..بل راحت تدلي بدلّوها في سياسات العراق ومواقفه ( رغم ادانتنا لكثير منها ) , من دون الالتفات لاعتبارات القانون ألدولي, وأخلاقيات التعامل مع الجوار ..هم مسلمون , والعراق دولة مسلمة , يتنسم هواء فضائها ,مسيحيون , وصابئة, ويزيديون , وشبك .. فلا عملت دول (الزقوم) بقوانين دولية موضوعه, ولا أخذت بقيم توارثها سياسيو القرن العشرين (على الأقل) !

وبعد .. لم يقف الأمر عند هذا ..فأولئك السياسيون المعارضون لحكم سابق , قالوا (اتسم بالشمولية والحروب , وخنق حرية ألناس وهدر ثرواتهم ) جاؤوا منذ عشر سنوات يحملون (بطاقة الأحوال المدنية) التي تؤشر أنهم عراقيون .ولكنهم في حقيقة الأمر ,يحملون ايضا جوازات سفرهم ألحمراء والخضراء الأنيقة المؤشرة لمواطنتهم الأمريكية ,والإيرانية , والكندية , والبريطانية , والألمانية , والهولندية , والدانمركية , والسويدية , بالإضافة الى (الواق واقية)..أترون ايها السادة ؟ أنكم محكمون من قبل هذه الدول جميعا ! فكيف يمكن لدولة تحكمها هذه الدول كبيرها و(زوريتها) أن تبني وتعمّر, وتستثمر الثروة , التي وهبها الله من أجل اعمار ألأرض وحياة الناس ألبسطاء الذين ليس لهم مصلحة في الموت من اجل (مبادئ) , ليس لها على أرض الضرورة والواقع ,وبناء حياة الإنسان شيء يذكر !

وبعد أن أثبت (مجلس النواب العراقي) عجزه عن اسقاط الجنسية الثانية ( يحتفظ بها اعضاءه ليوم الشدة ) بالإضافة الى ألوزراء والمستشارين والمديرين ألعامين ومن تغلغل أو(لطش) ليصبح شيئا يشار اليه .. فكان أن خان عديد الوزراء والنواب عهدهم, فسرقوا المال العام, وقتلوا العراقيين , وأمعنوا في تجاهلهم لإرادة الشعب .. ثم هربوا أو هربوا بحماية دولهم المانحة لجنسيات تقرها القوانين المحلية والدولية انطلاقا من مبادئ حقوق الإنسان, وإذا بهؤلاء يستخدمونها من أجل الفرار بجرائمهم.

الا نتذكر أن مجرد وقوف مواطن أمام مبنى اية سفارة عربية أو أجنبية , كان يعرضه الى العقاب (في اقل الظروف)! والّا لماذا حكم الصحفي نجم السعدون ذي الثمانين عاما بالإعدام ؟ واستشهد في اقبية السجن , لمجرد عمله مراسلا (غير حذر) ل(جريدة الجزيرة السعودية) .

…يجب اليوم أن يتحرك الشعب ان كانت فيه بعض غيرة على تاريخه , وحاضره , ومستقبله , ليطالب بإسقاط الجنسية الأجنبية عن حامليها من السياسيين والمسئولين حتى درجة المدير ..وفي ذلك نجد أن دور الكتاب الوطنيون المستقلون , والصحفيون والفنانون , وقادة الرأي العام, وذوي الغيرة على العراق, دور أساس في محاصرة هؤلاء الأذناب , وإجبارهم على التخلي عن جنسياتهم الأجنبية, إن كانوا حقا يعملون من اجل العراق !

الآن..وقد ثبت بالتجربة والدليل القاطع , أن الكتابة ورفع الصوت عاليا , وعدم الإستكانة , ترعب من يمارس السلطة , وتجبره على ألمعالجة ! فلا يفيد الشعب العراقي مسئولون جعلوا (صرّتهم) في دول أخرى , ولا يريد الشعب العراقي سياسيا (يتمرغ) بالسحت الحرام , الذي قايضه ببيع ضميره الوطني فتسلب ارادته ,ويشل قراره , ويصبح بلده ملعبا لمصالح ليس له فيها شأن !

وبسبب من أن هؤلاء السياسيين ,لا تنفع معهم الأقوال فحسب, فإن على العراقيين من خلال قيادات الرأي العام الحرّة , من كل قيد حزبي او مذهبي او ديني او عرقي , العمل على الوصول الى تشريع يتوفرعلى اسقاط الجنسيات الأجنبية التي يحملها المسئولون , وإلإدانة القضائية لأي شكل من اشكال التخابر او الاتصال أو قبض المال , من الدول العربية والأجنبية , لأي شأن من الشئون السياسية !

……………….

ورود الكلام

لننثر الورود وندعو بالرحمة على روح كل شهيد بريء , ظلم بإعدامه او تغييبه ,كالشهيد الشيخ نجم السعدون , الذي اعتقل صحبة زميله قاسم السماوي في منتصف الثمانينات ,عند عودتنا من احدى المهمات الصحفية لمراسلي الصحافة العربية والأجنبية ,, حيث حكما بالإعدام , ليسبق السعدون تنفيذه وعفو كان قد صدر, بعد أن سلم الروح الى بارئها (المزيد عن هذا في كتابي اوراقي ..في الصحافة والحياة ) تحت الإنجاز .

أحدث المقالات