شهدت بصرتنا الفيحاء قبل أيام ليست بالبعيدة لقاءاً إستعراضياً كروياً بين نجوم الكرة العراقية وأمثالهم عالمياً، ولأن المباراة إنتهت ولملمت كل الأطراف حقائبها التي ملأت ذكريات أو ورقات (خضراء) دفعها ابن البصرة ومن تجشّم عناء الحضور من كل المحافظات العراقية وهذا لا يشمل جيوش المنتفعين ممن يحسبون على وزارة الشباب والرياضة ومكاتب المسؤولين الكبار فيها على مختلف مسمياتهم والذين وجدنا قسماً ليس بالقليل منهم يتصدون لسؤالٍ طرحناه عبر صفحتنا على موقع التواصل الإجتماعي (فيس بوك) ورغبنا أن نسمع الإجابة من القائمين على شؤون وزارة نراها وجدت من أجلنا جميعاً، لكن ما حصل عندما طالبنا بالكشف عن المبلغ الحقيقي الذي كلّفته مباراة الأساطير بما لها وما عليها من حيث الأموال التي تم دفعها من قبل الشركة الراعية (زين العراق) أو بقية الرعاة ممن يعملون في الخفاء وما تم الإتفاق على دفعه من خلال كشوفات حقيقية وليست مفبركة أو معدّة سلفاً، وهذا حق منحنا إياه القانون النافذ والدستور الثابت للبلاد وإلا لما وجدنا من يطلق علينا تسمية السلطة الرابعة، رغم علمنا يقيناً أن هناك من يريد تجريدنا حتى هذا الحق البسيط..
ذكرت أرقام عديدة عن كلفة المباراة وما دفع للنجوم الأجانب وحتى ما صرف على النجوم العراقيين والضيوف من إعلاميين تم إنتقاءهم حسب درجة الولاء لوزارة الشباب والرياضة التي أوجدت لها أذرع من الذين جنّدتهم لتلميع صورة الوزارة والوزير تهيئاً للدخول في الإنتخابات القادمة.. أي صرف الأموال لصنع الدعاية وعلى حساب المال العام!.. هنا نسأل أيضاً كم دفع للمطرب الذي غنّى لدقائق معدودة وعبر تسجيل معدّ وليس صوته والغريب أنّه حجزت له طائرة خاصة، فأدى وصلته وعاد ليركب طائرته والمباراة في دقائقها الأولى!.. نحن نطالب ونبقى لنصل إلى حقيقة ما يهدر من مال وإلا كيف يكون تبني تكاليف قدوم ومصاريف منتخب كينيا وبمبلغ لا يتجاوز (70) ألف دولار بحسب ما أعلن مع أن المباراة رسمية ومعتمدة لدى الفيفا وتكلّف مباراة إستعراضية ملايين الدولارات؟!.
نكرر من حقّنا أن نسأل ومن حقكم أن تجيبوا لا أن تحجبوا المعلومات لأن ما يكشف عنه بشفافية ليس مصنفاً من الاسرار العسكرية بل هو أمر عادي تقدم عليه جميع البلدان الديمقراطية لأنها لا تخاف من شيء طالما كانت تعمل بالنور وليس الدهاليز المظلمة.. نحن نعرف الكثير ولكننا آثرنا منح الفرصة للوزارة لتعلمنا هي وبدورنا نحن نعلم القارئ والجماهير الرياضية..
ولجماعة الفيسبوكيين أقول.. هنيئاً لكم تغيّر وجهاتكم صوب من إحتضنكم ودفع لكم لتتحوّلوا إلى سياط بأيديه لتجلدوا الرياضة العراقية المسلوبة الإرادة أمام مصالح المتكسّبين المتخفين خلف كلماتٍ مسمومةٍ تقومون بترويجها إعتقاداً منكم أنّكم تفعلون الصواب وحال جلوسكم مع ذاتكم ستئن ضمائركم مما إقترفتم بحق مال اليتامى والأرامل والمساكين الذين نزف أرباب أسرهم بشكلٍ يومي وهم يدافعون عن حياض وطن إمتلأ بالذين بات طعامهم وشرابهم ودخلهم سحتاً صافياً يمكن التعرف عليه بلا أدنى جهود.. فهل ستكشف الوزارة عن الصرفيات.. الإجابة هناك والكرة في ملعب الوزارة وحضن الوزير ونأمل أن لا يسددها إلى ملعب آخر تضيع معه المعلومات الملزم بالبوح بها إن كان كل شيء على ما يرام وليس كما يحكى أو يتم تداوله هنا وهناك علناً وليس سراً ونتمنى أن يختلف الشركاء لكي تظهر الحقيقة كما هي، لا كما يريدونها.. والله من وراء القصد..