أعلن مسعود برزاني رئيس اقليم كردستان العراق، أن حكومة الاقليم تنوي أقامة أستفتاء شعبي حول إلانفصال عن العراق، وتأسيس دولة في شمال العراق تدعى دولة كردستان، تظم محافظات الاقليم الثلاث، بالأضافة الى كركوك والمناطق المتنازع عليها.
يبدو ان دولة كردستان ستجهض قبل ولادتها، أذ واجهت رفض من كل الدول الاقليمية والعالمية، ولم تلق تأييد سوى من دولة أسرائيل، هذا التأييد اليتيم الذي يدعم أقامة هذه الدولة بشدة، حيث أعلن موقفهم بشكل رسمي، لكن السؤال هل ترى أسرائيل أن ألاكراد يعيشون مظلومية أم أن هناك مصالح خلف ذلك؟.
من الثابت أن السياسة ترتبط بالاقتصاد طرديا، حيث أن معظم السياسات والعلاقات الدولية السبب الرئيسي في أقامتها هو الاقتصاد، كما أن هناك عوامل أقليمية وأخرى عرقية ودينية وعقائدية، لكن تتصدر هذه العلاقة هي العلاقة الاقتصادية.
“في السياسة ليس هناك عدو دائم أو صديق دائم هناك مصالح دائمة” ما هي المصلحة من أقامة دولة كردستان؟ ، الشعب الكردي والشعب اليهودي لايرتبطان بالاعراق ولا بالاديان والعقائد، أذ لم يبقى سوى المصلحة الاقتصادية، أذ نفهم من ذلك بقاء العراق دولة موحدة في المنطقة لا يخدم المصلحة الاسرائيلية.
نتجول قليلا في المنطقة ونعود شهورا الى الخلف، لنتذكر جزيرتي “تيران وصنافير” المصريتين، التي أشترتها السعودية بمبلغ سبعة عشر مليار دولار، وما فائدة السعودية من شرائهما، عندما تشاهد الخريطة تجد أن موقع الجزيرتين، يحصر أكثر من ثمانين بالمائة من مساحة المياة في رأس خليج العقبة، وبالتالي يقع تحت سلطة جمهورية مصر كونها مياه اقليمية، تقع بين جزر مصرية وسيناء، وهذا يشكل خطر في عمل الخليج، وبأنتقال الملكية للسعودية أصبحت المياه دولية أي من حق كل دول المنطقة أستثمارها.
السعودية تمتلك الكثير من المنافذ المائية على البحر الاحمر وعلى الخليج العربي، فهي لا تحتاج لدفع مبلغ كبير للحصول على ممر مائي في العقبة، أذا المستفيد هنا الاردن وأسرائيل الاولى دولة عربية لا تمتلك مشاكل مع مصر، لكن الثانية تمتلك مشروع مشابة لمشرع قناة السويس تريد أنشاءه في العقبة، يكون مرتبط بالمتوسط أسمها قناة أيلات.
السؤال هنا ما أرتباط إنشاء القناة باقامة دولة كردستان، كما تعلمون أن العراق مقبل على أن يكون الممر ألاهم في العالم، وقنواتة الجافة سوف تربط الشرق بالغرب عن طريق الممر المائي الوحيد المطل على الخليج العربي، وهذا ينهي أهمية كل المنافذ المائية والجافة في المنطقة، ويوقف عملها وهذا ما يسمى بطريق الحرير.
أرادت أسرائيل أن تنهي مشروع طريق الحرير من خلال أعتراضه في المنتصف، بدولة على الاكثر سوف تكون متخاصمة ومتحاربة مع العراق، وان لم تكن سوف تعمل أسرائيل على ذلك، وبهذا يكون الطريق غير أمن ويدفن مشروع العراق الكبير بأن يكون الطريق التجاري العالمي.
مصر تعلم أنها أذا باعت الجزيرتين سوف تنشأ قناة أيلات، لكن لا نستبعد وجود أتفاق أسرائيلي مصري لأيقاف أنشاء الطريق العراقي، عن طريق دعم الكرد مقابل أن تفتح قناتهم ويتشاركون بطرق التجارة المائية، وهذا أفضل من توقف قناة السويس عن العمل نهائيا، وهذا يفسر أصرار السيسي على بيع الجزر.
طريق العراق المرتقب سوف يكون ألاكثر أمنا وألاقل تكلفة، وسيكون طريق لنقل البضائع والمعادن من الشرق والغرب وبالعكس، لذلك بنت الكويت ميناء مبارك على أمل ربطة بالقناة العراقية الجافة، وبذلك تكون شريكه في العمل، قيل أذا عرف السبب بطل العجب.