16 نوفمبر، 2024 3:37 م
Search
Close this search box.

مدير عام المتاحف يستغيث .. نصف آثار سوريا في حالة حرجة وتنتظر انتهاء الصراع !

مدير عام المتاحف يستغيث .. نصف آثار سوريا في حالة حرجة وتنتظر انتهاء الصراع !

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

أعرب مدير عام الآثار والمتاحف السورية، “مأمون عبد الكريم”، عن حزنه الشديد من تضرر الآثار السورية من الحرب الدائرة منذ 6 سنوات، مشيراً إلى أنه في أحيان كثيرة يبكي هو وزملاؤه على التراث المفقود.

وقال “عبد الكريم”, خلال حوار مع صحيفة “الموندو” الإسبانية، إنه يوجد 10 آلاف موقع أثري في سوريا تعرض لثلاثة أنواع من التدمير، إما بفعل المناوشات الدائرة بين الأطراف المختلفة، مثلما حدث في حلب القديمة، حيث تهدم 30% من المدينة.

كما تم تدمير بعض الآثار الأخرى لأسباب أيديولوجية, مثلما حدث في مدينة “تدمر” التي دمرها تنظيم “داعش” الإرهابي عمداً.

والنوع الثالث كان لقمة سائغة للعصابات التي قامت بسلب آثار عدة, بالتعاون مع بعض المجموعات المسلحة, واستغلت المواطنين الفقراء والجهلاء في عملياتها.

نصف آثار سوريا معرضة للخطر..

أشار المسؤول الأثري إلى أن حوالي نصف الآثار المعمارية السورية في حالة حرجة، وخاصة تلك الموجودة في “دير الزور والرقة”، لأن عصابات السرقة هناك مدعومة من “داعش” ومجموعات متشددة أخرى.

الآثار.. الهوية..

أوضح “عبد الكريم” أن فريقه عبارة عن مجموعة من العلماء, ولا علاقة لهم بالسياسة، وعندما يتمكنون من إنقاذ قطعة أثرية أو حفرية يفعلون ذلك من أجل الشعب السوري, وليس من أجل حكومة أو الموالين لها.

وشدد على أن جميع السوريين يتشاركون في نفس التراث ونفس البلد، والآثار الموروثة تشكل الهوية العامة للجميع دون تفريق على أساس الأيديولوجية.

وإضاف: “نحن متخصصوص، ودورنا الأساس ليس عمل دعاية، ونعمل قدر الإمكان في الأماكن التي يسيطر عليها النظام وتلك التي في يد المعارضة”.

ولفت إلى أنه وفريقه على علاقة جيدة مع المقاتلين الأكراد, والمواطنين العاديين يساعدونهم في تأدية عملهم.

كل شئ مرتبط بانتهاء الصراع..

ذكر “عبد الكريم” أن معالجة الأضرار التي لحقت بالآثار بسبب الحرب, قد يستغرق عدة سنوات، وكل شئ مرتبط بانتهاء الصراع والإرادة الدولية، كذلك يتعلق بالمدة التي يستغرقها المواطنين للعودة إلى منازهم وللأموال المتاحة لعمليات الترميم.

ترميم آثار سوريا يحتاج إلى مليارات الدولارات..

طالب المسؤول المجتمع الدولي بتقديم المزيد من الدعم لإنقاذ التراث الذي يعد ملكاً للإنسانية كلها لا لشعب أو لبلد بعينه، موضحاً أن سوريا تحتاج إلى مليارات الدولارات لترميم الآثار المدمرة.

مشيراً إلى أنه أحياناً ما تكون عملية التدخل لإنقاذ التراث المدمر بمثابة معركة ضد الوقت، وإذا لم تنفذ بسرعة سوف نفقد المزيد من القطع الثمينة.

15 مسؤول بوزارة الآثار قتلوا من أجل الحفاظ على الآثار..

أضاف “عبد الكريم” أن أعضاء الفريق يضحون بحياتهم من أجل نقل القطع الأثرية من المستودعات, التي تقع على بُعد أمتار من مناطق المواجهات، وتم خلال الأعوام الماضية قتل 15 من مسؤولي وزارة الآثار، 4 منهم تم قطع رؤوسهم على يد “داعش”, والباقي توفوا بسبب رصد القناصة أو المتفجرات، ولا يزال هناك الكثيرون ممن يقدمون حياتهم من أجل التراث.

موضحاً أن المعلومات التي لديه بخصوص الآثار بمدينة “الرقة”, التي كانت عاصة خلافة التنظيم الإرهابي قليلة للغاية، لافتاً إلى أن “قوات سوريا الديموقراطية” تمكنت من تحرير بعض المناطق الأثرية, ووجدوا أنها في حالة جيدة، وشدد على أن “داعش” سوف ينتهي يوماً ما.

وأشار إلى أنه يتوقع أن 80% من المواقع الأثرية, التي تعود إلى عدة حقب مختلفة, لم يتم اكتشافها بعد، مؤكداً على أنها تركة حقيقية سوف تبقى في أيدي الأجيال القادمة، واكتشافها وفحصها والحفاظ عليها واجب على الجميع.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة