بدأ ايلول يزدحم بالأحداث الساخنة وكأنه يريد ان يكمل موجة حر صيفنا الساخن, فحراك الداخل والخارج لا يسير على هوادة; ومازال العالم ينتج دراما الازمات بأساليب مختلفة,
هزّ العالم فيلم سينمائي تافه من كل النواحي يسيئ للرسول محمد (ص), هذا الفيلم الذي يحمل عنوان “براءة المسلمين” كان وراء المظاهرات العنيفة في مصر وليبيا أخرجه وأنتجه سام باسيل وهو إسرائيلي-أميركي (54 عاما)
يتحدر من جنوب كاليفورنيا ويؤكد أن الإسلام “دين كراهية” ووصف فيه الإسلام بأنه “سرطان”, وعلى اثرة قتل السفير الامريكي في ليبيا مع ثلاثة من مرافقيه في بنغازي ما ولد ضجه كبيرة وردود افعال من المسلمين وحتى غير المسلمين,
نحن لسنا بصدد ان نعلن مواقفنا من هذا الفيلم الاسرائيلي او من انتمائنا لرسول الله كمسلمين عرب, يكفي ان منتج الفيلم إسرائيلي لنعرف دوافعه, وان محمدا لا يُقيّم عندنا بفيلم او فيديو او حتى كتب مدسوسة,
في هذا الحدث بانت ملامح ازدواجية الفرد العربي بشكل واضح, فالعرب الذين لم تجف دماء ربيعهم بعد نسوا انهم ينتمون لذلك النبي الذي يشكو جاهليتهم الجديدة وتذكروا في هذا الوقت , فليس غريبا ان نسمع تهجما على الاسلام او اساءة او حتى فيلما يتهم الاسلام بالسرطان لان القوم معذورون, صدقوني معذورون!,
هب انك مواطن امريكي لا تعرف عن العرب غير اسمهم ولا عن محمد غير انه نبيهم, وتعرض امامك تلك المشاهد الدموية من القتل والدمار, كيف ستكون ردة فعلك؟ كيف ستقتنع ان هذا دين سلام ومحبه؟ وان هؤلاء خير امة اخرجت للناس!
تخيل ان انسان يُقتل امامك تحت هتاف (الله اكبر, الله اكبر), تخيل ان شخص يذبح امامك وهو تحت رايه مكتوب عليها (محمد رسول الله) أفما تستوقف نفسك لتقول ان هذا الدين سرطان البشرية؟
هل شهدت مسيحيا او هندوسيا او حتى ملحدا يذبح انسانا بهكذا طريقة وينسب ذلك القتل لدينه؟ هل شهدت دينا يذبح الناس ويجز رقابهم كالبهائم بمعية عيسى او موسى او حتى الشيطان؟
اما ان للناس ان يصحوا من هذا الفكر المسموم الذي بدأ يلتهم الناس ويحكمهم ويسيطر على رقابهم, اما ان للعرب ان يلتفتوا لمعدن اسلام محمد؟ وما يريده محمد؟ وهل نحن سائرون بمنهج محمد؟ لماذا السكوت مثلا على فعل من يسمي نفسه خادم الحرمين وهو كبيرهم الذي علمهم السحر, عندما يقرع الكاس مع الرئيس الامريكي بوش, اليست هذه اساءة للحرمين؟ وهل الحرمين لا يشكلان قداسه عند المسلمين؟
اين العرب من دماء البحرين وسوريا ؟ ثم اما يكفيهم انهم ادخلوا اميركا العدو للعراق من قواعدهم وموانئهم وحدودهم البريه ثم يقولون عنها العدو! غريب حقا,
هناك الكثير من الطرق الحضارية للرد على هذا المسيء لشخص اكرم البشر محمد (ص) كان يقدم احتجاجا رسميا الى الدولة مصدرة الفيلم او اللجوء الى القوانين الدولية التي تحرم العنصرية والفتنه العرقية والدينية او التظاهر السلمي الذي يعكس اسلامنا بعد رفع شعارات تبين حقيقة الاسلام وان الاسلام لاجل الانسان وان القتل والدمار ما هو الا صنيعة من يحتل البلدان ويفتك باهلها,
هذه التصرفات اللا اسلاميه والاندفاعية ستكلف العرب الشيء الكثير, وسيثبت المستقبل ذلك, وعلى المُنتج والمُخرج ان يشكرا هذه العقول الجوفاء لانها عملت دعاية اعلامية وترويج لفيلم سيشاهده العالم باسره,
اخيرا, من خلال اخر الردود يبدو ان القاعدة تتبنى الرد وبهذا فان القضية اصبحت جليه وواضحة, ربما اكتملت القناعة ان القاعدة يجب ان تأخذ دورها كمنظومة سياسيه من خلال قيادتها لهذه الردود التي لا تمثل الاسلام, وهذه نتيجة محتمله.
السكوت على هذا الامر مرفوض كما الرد بهكذا طريقة مرفوض لذلك بات علينا ان نكون اكثر وعيا وان نرد على هذه الافعال على طريقة ديننا سلاما سلاما .