23 ديسمبر، 2024 5:01 م

اين الاثر الفكري لعلماء المسلمين ؟

اين الاثر الفكري لعلماء المسلمين ؟

احدث فيلم براءة المسلمين الذي يسيء للاسلام ولشخص رسول الرحمة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم )احتجاجات كبيرة وكثيرة على مستوى الشارع الاسلامي والدولي واضحت تداعيات هذه الاحتجاجات الشغل الشاغل للصحف والمجلات والقنوات الاعلامية العربية والاسلامية والدولية وعشنا جميعا فترة حزن على ماجرى وكيف وصل الامر الى الاستخفاف بنا وبعقيدتنا السمحة وبرمزنا الاوحد محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)وذرفت الدموع وقام البعض بعفوية من مهاجمة سفارات دول الشر التي دعمت منتجي هذا الفيلم وحصل ما حصل .

والان ومع استمرار الرد الاعلامي الغضب على الفيلم وعرضه ,لنناقش الامر بروح رياضية مرنة ولنحلل الاسباب التي ادت بهؤلاء الاقزام ان يتجرؤوا على الاسلام ورمزه ,ان الدين الاسلامي منظومة فكرية متكاملة لاتقبل النقص والانتقاص وان الدين هو قمة العلاقة المتطورة بين العبد وربه وهو السبب المباشر في وصول العالم من الناحية العلمية والتربوية الى ماهو عليه الان ,وبما انه كذلك اذن لابد من وجود ادوات عالمة به وتفهمه بعلميته وتحاول ايصال فهمها للعالم والديانات الاخرى الموجودة على البسيطة وهذه الادوات يجب ان تاخذ بكل ماهو ممكن للعمل اعلاه .

نحن نرى ان عدد المسلمين في العالم هو مليار وثمانمائة مليون مسلم وهو مايشكل ربع سكان الارض او اكثر وهذا العدد الهائل لم ياتي من فراغ اوعدم وجود حجة حقيقية في اصل الدين وانما اتى عن دراية حقيقية بان الاسلام هو دين عصري متطور راعى الانسان واوجد له ملم يوجده دين آخر من كرامة وعزة وجعله احسن المخلوقات في الكون ,ولكن كما للدين توهجه ايضا له من يعمل على تشويه صورته وجعله يبتعد في نظر الناس عن اهدافه الحقيقية المراد تحقيقها ,من خلال الحملات التشويهية والمضللة والتي دائما ما اتهمت الدين الاسلامي بالجهل والارهاب والتطرف ,اذن هنا علينا لزاما ان نعمل متحدين للرد على هذه الهجمات واجهاضها وحسنا فعل بعض علماء المسلمين وفي مقدمتهم الشيخ المرجع محمد اليعقوبي عندما دعا حملته المشهورة لقاء الديانات والانفتاح على الغير للمعرفة وتوضيح الحقائق ولكن ومع شديد الاسف لم يؤخذ الامر على محمل الجد بل ترك ولم يعمل به وكانت النتيجة اننا فتحنا الباب مشرعا امام التيارات الضالة والمنحرفة من التهجم والتطاول على ديننا ورموزنا وبكافة الطرق ,ان دور العلماء هنا مهم جدا ولهم القدح المعلى في ايصال مفهوم الدين الى العالم اجمع فكم من الاقوام والناس لم يصلها الدين وافكاره بصورته الحقيقية وهو هنا مهيء لان يصبح اداة لتشويه الدين مع اول تاثير فكري يتعرض له ,اذن لابد من وجود ماكنة اعلامية متقدمة تساهم بنشر الدين بصورة عقلائية لامتطرفة وان تبني مع الديانات الاخرى سياسة التقبل والتفاهم لا التجريم والتكفير هذه الكلمة المقيتة التي بدات بالانتشار بين البعض من المسلمين وهي توحي بان الكل كفرة وهم الصالحون وهذا منطق مرفوض يجب التصدي له من قبل علماء المسلمين والذين يجب ان لايالوا جهدا في تحسين صورة الدين الاسلامي امام العالم ,واضافة الى هذا الدور يجب الاكثار ومن علماء المسلمين في عقد اللقاءات والندوات المشتركة مع العلماء الاخرين لتجنب حصول مثل هذا التطاول في المستقبل لا ان ينشغل العلماء بالتسقيط والتكفير في ما بينهم وعلى ابسط الاسباب . اننا نواجه حملة منظمة لتشويه الاسلام واهله من خلال الطعن والضرب في العقيدة واصل الدين ورمزه الاوحد وايصال فكرة مغلوطة عن الاسلام ليحذر منها باقي الناس الموجودين على الارض ,وهي (اي الحملة )مدعومة ومباركة من كبار رجال السياسة والمال الذين يتحكمون بمصائر الدول والشعوب .

اذن مع قوة الحملة لااريد ان اقول سوى ان الاجراءات الوقائية لدى المسلمين غير كافية ولاتستطيع التصدي لمثل هكذا اعمال ,اذن لابد من التفكير في البديل الناجح من الحلول والذي يجب ان يشترك به المسلمون كافة بغض النظر عن المذاهب والمعتقدات وان يوحد الجهددائما لان الاسلام لايستحق ان يساء له فه دين الرحمة والعدالة والقوة .

اخيرا ارى من الواجب على الجميع من علماء وكتاب ومثقفين وعامة الناس الوقوف بوجه كل تطرف والوصول معا الى صيغة تعايش سلمية مع الجميع كي لانتعرض لمثل هذه الهجمات وان نبقى اقوياء بتاريخنا العظيم وامتلاكنا لناصية المجد الالهي والعلمي على مر التاريخ .