18 ديسمبر، 2024 10:53 م

((فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ))
في زمن الاعاصير والبراكين لا وجود لنظرية المستحيل السائدة والمتبعة عربياً, فنظرية المحال هي الاصلح انشاداً.
استفتاء كردستان اخذ مساحة كبرى في الرأي العام العالمي والمحلي, فعندما اسمعك صوت رنة ثم رنة فرنة فيدخل الرنين باطن عقلك ويشغلك, هذا هو نجاح الصوت الذي اطلقته لاقناعك.
العراقيون العرب دائماُ ما يسخرون من الكردي ويعتبرونه محل سخرية ونكته في مجالسهم او يستصغرونه ويضربوا اسمه مثلاً على غباء شخص ما!
لكن – صراحة- هم اثبتوا عكس ذلك, فمدن كردستان المدن العراقية الوحيدة التي كانت ومازات الأمن في وقت يحترق المواطن البغدادي تفجيراً يومياً وسط عدم اكتراث من السادة المسؤولين اللاهثون في سباق المناصب. المواطن الكردي يحظى بمستوى معيشة جيدة, في حين ان المواطن العراقي يعاني من جوع وفقر وتعطش للحرية وانقياد اسلامي ارهابي بحت.
سياسياً يجوز اتخاذ مبدأ الغاية تبرر الوسيلة لكن شرعاً واخص اسلامياً لا يجوز ذلك, حكومة كردستان سارت على نهج سياسي في فتح علاقاتها مع اغلب دول العالم ان كانت عربية, ايرانية, غربية او حتى اسرائيلية, هذا كله سياسياً جائز, اما دينياً فالصديق او الحليف يكون اختياره وفق مبدأ (اما .. او) وهذا سر فشل اغلب دولنا العربية وخصوصا العراق الذي يعاني من ولائات متعددة وتعصب في التشبث في الصداقة الكاذبة, فأمريكا وروسيا وايران (القوى المسيطرة على العراق) هي ليست عاشقة لسواد عيون سياسيي العراق بل هم متلذذون بنعمة انبطاح الساسة.
اقولها للتأريخ, دولة كردستان مشروع منجز قريباً. ونصيبهم الجغرافي والنفطي حاصلين عليه من منفذ الخلاف العربي الاسلامي (السني-الشيعي) خاصة وانهم متحالفون مع اغلب القوى المسيطرة عالميا, وبما ان نحن بزمن الاعصاير بدءاً باعصار هارفي وليس انتهاءاً باعصار ايرما, فهناك اعصار جديد (من العيار البركاني) سيضرب قريباً ويدمر المنطقة مخلفاً بقايا خارطة شرق اوسط جديد!