22 نوفمبر، 2024 11:20 م
Search
Close this search box.

الشعوب العربية وسياسة الاستحمار

الشعوب العربية وسياسة الاستحمار

اثارت حادثة عرض الفيلم المسيء للرسول محمد “صل الله عليه وسلم” في امريكا حفيظة الشعوب العربية والإسلامية, فبدأت موجة غضب تعم الشارع العربي, حيث شهد ت عدد من  العواصم العربية خروج تظاهرات كبيرة تطالب تطالب بإغلاق السفارة الامريكية والسفارات الغربية,  وتهديد مصالحهما في المنطقة, وكان اكثرها تأثيرا ما حدث في القنصلية الامريكية في بنغازي بليبيا ومقتل السفير على اثرها, وأيضا اقتحام السفارة الامريكية في اليمن والقاهرة والسودان وتونس ومظاهرات في عدد من المدن العراقية,

هذه الحادثة لم تأتي محض صدفة وانما خطط لها من قبل جهات تريد تحقيق أجندات واهداف تخدم المصالح الغربية في  المنطقة فالغرب يبحثون عن المبررات للتدخل من اجل تنفيذ مشاريعهم الاستعمارية وخاصة الامريكان الذين يواصلون الليل والنهار من اجل انجاح مشروع الشرق الاوسط الكبير بمرحلته الثالثة بعدما انتهت المرحلة الاولى باحتلال العراق التي والثانية التي تعرف ب” الربيع العربي” كما يطلق عليه من اجل تفتيت المنطقة الى دويلات صغيرة متناحرة فيما بينها, وهذا ما اكده الكاتب البريطاني” روبرت فيسك” عندما قال :(الغرب يسعى دائما لإشعال الحروب في الشرق الاوسط واثارة مشاعر المسلمين واستفزازهم بشتى الوسائل حتى يغضبوا عندما تندلع المواجهات وتشتعل المنطقة).

عندما يكون العرب هم الاداة في تنفيذ هكذا اعمال, خاصة اقباط مصر المقيمين في امريكا, فان الامر يثير عدد كبير من علامات الاستفهام , يجب علينا الوقوف عندها وعدم التصرف برد الفعل لان هذا ما يريده الغرب, فهو يتحين الفرص من اجل تمرير مخططاته ونكون  قد ساهمنا بتمريرها دون ان نشعر , المخرج الامريكي “جيمس كاميرون ” مخرج فيلم تيتانك يقول ( ان العرب اخترعوا قصة هذا العمل البذيء وصدقوها بل تظاهروا  لأجلها ).وهذا دليل على اننا الاداة التي ساهمت في انجاز العمل.

 اذا كان العرب لديهم كل هذه الغيرة على الرسول الكريم محمد “صل الله عليه وسلم ” وعلى الدين الاسلامي, فاين كانوا مما جرى في افغانستان من انتهاك للحرمات  واقتحام وهدم  بيوت الله وتدنيس القرآن الكريم على مرأى ومسمع  العالم الاسلامي والعربي كله, و ماحدث في العراق منذ احتلاله في نيسان 2003 , وماشهدناه من احراق للمصحف وتدنيسه وهدم المساجد واغتصاب النساء والرجال, أين هي الغيرة العربية والاسلامية على الدين ؟, لماذا لم تنتفض هذه الشعوب ازاء هذه الممارسات التي كانت شاهدة للعيان؟ وعبر وسائل الاعلام, اذن  نحن نسير وفق  “سياسة الاستحمار” التي كرست للشعوب العربية والاسلامية, كما ذكرها “الدكتور علي شريعتي” في كتابه “النباهة والاستعمار” : (أن طلسمة الذهن والهائه عن الدراية الانسانية والدراية الاجتماعية واشغاله بحق او بباطل مقدس او غير مقدس ),المهم ان تتم عملية صرف الانظار عن مخططات كبرى, فنحن اليوم نوجه عبر الريموت كونترول من الخارج دون ان نعلم اي رغم كل ما يحصل فنحن لازلنا تحت السيطرة, وهذا ما فعله الاخوان المسلمون في مصر عندما  يتظاهروا اليوم وفي اليوم الثاني يتخلون عنها وهذا ما حصل في الجمعة الاخيرة ,عندما تنصلوا عن الخروج في المظاهرة ,هذا الامر محض صدفة ؟

لم تعد لدينا المقدرة على المواجهة فأصبحنا نعمل بردة الفعل لاتوجد لدينا استراتيجية عمل من اجل المستقبل, فأصبحنا نعمل ليومنا .

فأمة العرب قد دخلت في سبات عميق واصبحت عاجزة عن عمل اي شيء لاسترداد ارضنا, فلسطين ضاعت والعراق  لم يعد كا كان وليبيا والكل بالدور ولم  تخطئ رئيسة الوزراء  الاسرائيلي

“جولدا مائير” عندما احرق المسجد الاقصى  في عهدها وقالت:  ( لم انم ليلتها وانا اتخيل العرب سيدخلون اسرائيل افواجا من كل صوب لكن عندما طلع الصباح ولم يحدث شيء ادركت ان باستطاعتنا فعل ما نشاء فهذه امة نائمة)

بالفعل انها امة نائمة العدو الصهيوني يمارس يومية القتل والتهجير ضد ابناء شعبنا الفلسطيني ويواصل عمليات الاستيطان والحفر تحت المسجد الاقصى ونحن ولا كأن اي شيء حصل.

 ان الله سبحانه وتعالى تكفل بحماية الرسالة  وايضا تكفل بكف الاذى عن الرسول محمد ((صل الله عليه وسلم )) عندما قال في سورة الحجر 95 ( انا  كفيناك المستهزئين) ,اي الذين يسخرون منك ومن  رسالتك, فكانت رسالة اطمئنان لرسوله الكريم

((صل الله عليه وسلم )) لاتخف شيئا , فإن الله كافيك من ناصبك العداء وآذاك كما كفاك المستهزئين.

قبل ان تتحدث بالدين وتعاليم الدين ومفاهيمه وتحفظها ونردها لنعمل بها قبل كل شيء وليكون اساس تعاملنا هو ما امرنا الله سبحانه وتعالى وما نها عنه

فالغرب يعرف جيدآ من هو النبي محمد “صل الله عليه وسلم” وماقاله المفكر الفرنسي (لامارتين )

(محمد هو النبي الفيلسوف الخطيب المشرع المحارب قاهر الاهواء وبالنظرالى مقاييس العظمة البشرية اود ان أتسأل هل هناك من هو اعظم من النبي محمد )

ليكون تصرفنا نابع من تفكيرنا وتكون لغة العقل هي الساند ولا نسمح للأهواء العاطفة ان تسيرنا  شرقا وغربا لنتخذ من تعاليم ديننا القيم والمبادئ التي على اساسها نضع خطواتنا الصحيحة ونبتعد عن الاسلام السياسي الذين يريد اقحامنا و اقحام الدين في مسائل تهدف الى تحقيق مشاريع الغرب الذي لم يستطع ان تحققها وتأتي نحن بالأخير نحقق اهداف هذه المشاريع دون ان تشعر ونقدمها على طبق من ذهب للغرب..

[email protected]

أحدث المقالات