17 نوفمبر، 2024 9:22 م
Search
Close this search box.

فاسدون ..ولكن !

اذا كان السيد مقتدى الصدر قد قام بتسليم النائب جواد الشهيلي المتهم بالتواطؤ مع مدير التجهيزات الزراعية السابق عصام جعفرعليوي لتهريبه من السجن ، ثم اعلن براءته من المسؤولين الصدريين المتورطين بقضايا فساد ، فمن يقف اذن وراء صفقة تحويل الشهيلي الى شاهد بعد ان ثبت تورطه بقضية تهريب عصام عليوي؟…مادور وزارة الداخلية في ذلك ام ان الأمر يتم بعلمها ، وماذا سيكون رد رئيس الوزراء الذي تباهى بالقبض على المجرمين واللصوص عبر منفذ الشلامجة وطالب بمتابعة جميع الفاسدين وكشفهم …
نحن ندرك مقدما ان من يغرق من المسؤولين مهما كان صغيرا لابد وان يجر معه آخرين خاصة اذا واتته الفرصة لتقديم اعترافاته وكشف المستور من الصفقات السرية التي لابد وان تحمل بصمات مسؤولين عدة وترافق انكشافها فضائح لاقبل للبعض بتقبلها في هذه الفترة الحرجة فالجميع مشغول بتبييض وجهه والكتل والاحزاب تسعى لتنظيف ارديتها من البقع لتظهر ناصعة للشعب وتطرح من جديد خططها واهدافها الداعية الى اسعاده وترفيهه وتخليصه من الفقر والقهر والمستقبل المجهول ..ألهذا يحاول البعض تخليص الشهيلي من قفص الاتهام والمثول للاستجواب وهل ستشمل الصفقات عصام عليوي ايضا لضمان عدم ثرثرته بما لايرضي البعض ، وقد نكتشف فجأة ان الرجل لم يكن فاسدا ومن صدور قرار بالحبس المشدد بحقه قد يغدو بريئا ويضيع دم الصفقات المشبوهة بين القبائل كما ضاعت قبلها آثار صفقات فساد عديدة وتم تبرئة الضالعين فيها او تهريبهم خارج البلد …
ومع القبض على عليوي ، انبرى احد النواب لاتهام نائبين آخرين بالمشاركة في عملية تهريبه الى جانب جواد الشهيلي ، فهل سيتبرأ منهم أولياء نعمتهم ايضا أم سيعقدون صفقات انقاذهم قبل تحولهم الى متهمين او القبض عليهم ..؟..باختصار ، سنظل شعبا صابرا على القهر والجوع والتهميش وسنواصل الخضوع للعبة الخذلان والخداع ، فنحن نشهد يوميا فضائح الفساد من كبار المسؤولين وصغارهم وتمر أمامنا قضاياهم في اشرطة تلفازية ومقاطع فيلمية في وسائل الاتصالات والتواصل الاجتماعي فنكتفي بالاستنكار والتعليق والتهكم ثم ننسى تدريجيا لننشغل بقضية جديدة وهكذا ..وربما ايقن المسؤولون ذلك فباتوا يطلقون في وجوهنا بالونات فسادهم غير عابئين بما سيصدر عنا من ردود فعل فنحن نعرف مسبقا ان هناك من سيفضح الفاسد وان الفاسد سيهرب او يحصل على صك البراءة وان هناك من سيتبرأ من أفعاله ..كما ان هناك من يخضع لضغوط من كتلته اذا ماحاول كشف فساد مسؤول آخر وهناك من يسعى الى شراء ذمم النواب للتغاضي عن استجوابه بل هناك من يحاول اغتيال من يصدر بيانا يستنكر فيه افعاله !!
اذن ، حلبة الفساد كبيرة وتضم الجميع كما يبدو ، ولن يدهشنا بعد الآن سلوك أي لاعب فيها مادمنا نكتفي بالتفرج ..التفرج وحسب ..

أحدث المقالات