18 ديسمبر، 2024 9:38 م

التدخل في خصوصيات الآخرين داء يهدد المجتمع!

التدخل في خصوصيات الآخرين داء يهدد المجتمع!

تقول الحكمة المأثورة: لا تراقب الناس، ولا تتبع عثراتهم، ولا تكشف سترهم، ولا تتجسس عليهم، اعمل على أصلاح نفسك فقط لأنك ستسأل عنها لا عن غيرك.
اجتاح المجتمع بالآونة الأخيرة مرض فتاك وخطير، ولعل هذا المرض هو من الإمراض المعدية أيضا، حيث يعتبر مرض التدخل في خصوصيات الآخرين من الإمراض المزمنة التي لم يجد لها العالم علاجاً حتى الآن، مازلنا نلاحظ باستمرار كيف أن الكثير من الناس يتدخلون في خصوصيات الآخرين وهي ليست من شأنهم وهذا إن دل على شيء فإنما دل على وجود خلل في الذوق العام.
أن إعراض هذا المرض هي إن يقوم احدهم بالتدخل والسؤال المستمر عن حياتك الخاصة وما تحتويها, وهل أنت متزوج أم لا, وكيف هو حال علاقتك مع اهلك وزوجتك, ولماذا لم ترزق بمولود, أو كأن يحدث خلاف بينك وبين شخص من عائلتك, لترى وقتها كيف أن خبر الخلاف قد انتشر بسرعة البرق بين بقية الإفراد, ووقتها يبدءا المرض بسريان المفعول ليأخذ الشخص المصاب بالمرض بالخوض في تفاصيل هذا الخلاف, والأكثر من هذا أن عواقب هذه التدخلات تكون سلبية على الطرف الأخر, ويكون التدخل هو نقمة وليس نعمة كما يضن البعض، أو قد يكون التدخل حول سؤالك عن معتقداتك، وأفكارك، ومذهبك، أو عن قراراتك،وقناعاتك، أو أسلوبك، وتصرفاتك, حيث تعتبر هذه الأمور جميعاً هي أمور خاصة لدى الإنسان وهو الوحيد الذي يحدد ويضع مقياس خاص لحياته, بعيداً عن تدخلات الآخرين وسخافاتهم, فقد خلق الإنسان ليكون حراً طليقاً في تصرفاته فليس من حق أحدا إن يمنعه أو يملي عليه كيف يتصرف وكيف يفكر وما عليه إن يتخذ من قرارات، لان كل هذه الأمور هي أمور فردية ومن شأن الفرد وحده ولا تعني الآخرين.

أذا أردنا الارتقاء بأنفسنا الابتعاد عن التدخل في خصوصيات الآخرين, وان لا نصاب بهذا المرض علينا أن نبدأ بإصلاح أنفسنا أولا، ونحاول أن نبني حياة هادئة بعيداً عن التدخل في حياة الناس, لا نتدخل في حياة الآخرين انطلاقاً من مبدأ (أبدء بنفسك فأنهها عن غيها فأذى انتهت فأنت حكيم) لبناء حياة هادئة مستقرة بعيداً عن ضجيج تدخلات الناس في حياتنا أو تدخلنا في حياة الناس, وليعلم الجميع أخيرا أن من طرق باب الناس طرق بابه.