عصام الحسني بلحمه وشحمه تحدى الدولة العراقية وقانونها ومؤسساتها الرقابية طيلة مدة توليه منصب مدير عام التجهيزات الزراعية في وزارة الزراعة، كما حظي بدعم منقطع النظير من أغلب الوزراء الذين تولوا إدارة هذه الوزارة، لكن صدر أمر بعزله مع ستة مديرين آخرين لفروع الزراعة في المحافظات الساخنة في عهد الدكتور علي البهادلي بتوصية من المفتش العام في حينها، ثم أُعيد في عهد عز الدين الدولة، يشاركه في مناقبه مدير آخر تعرض إلى حادث غامض في مدينة الشعب وقتل على أثره، واليكم بعض من هذه المناقب: تم عزله في عام 2009 وتضمينه مبلغ (30) مليار دينار عن صرفه كميات كبيرة من الأسمدة الكمياوية للمحافظات الساخنة من دون أن تصل إلى المزارعين، إذ تم التصرف بها بشكل كامل وبيعها في الأسواق المحلية في محافظات متعددة بالاتفاق مع مسؤولي فروع تلك المحافظات، ومنقبته الثانية شراؤه حاصدات بأسعار مبالغ فيها مما كلف الدولة فروقات مالية بلغت (30) مليار دينار، ومنقبته الثالثة أنه اشترى ساحبات لمديريات الزراعة وفروعها في المحافظات باسعار مبالغ بها بالاتفاق مع أحد التجار بحيث تمت مضاعفة سعر بيعها على المزارعين عبر أقساط ثقيلة.
ومنقبته الرابعة أنه ملأ مخازن مديريات الزراعة في المحافظات بكميات كبيرة من تجهيزات زراعية رديئة الصنع وغالية السعر مما جعل المزارعين يعزفون عن شرائها، وأدى ذلك إلى تكليف الدولة مبالغ مالية كبيرة أخرى، وهي لم تزل مركونة في مخازن وزارة الزراعة في المحافظات من دون أن تجهد الوزارة نفسها بالتحقيق في هذا الملف الخطير وهي في طريقها إلى التلف أو تلفت فعلاً لانتهاء صلاحيتها، لا سيما المرشات الزراعية التي عادة ما تكون صلاحيتها محددة في وقت معين.
والمنقبة المهمة والخطيرة أنه تولى الإدارة مع انطلاق المبادرة الزراعية التي يفترض أن تؤدي إلى نقل العراق الى مصاف الدول المتقدمة في انتاج المحاصيل، إلا أن الذي حدث عكس هذا تماماً فقد صُرفت الأموال بطريقة عشوائية ولم تؤدِ إلى أية فائدة تذكر، وسلمت أغلبها إلى شخصيات نافذة اجتماعياً وحزبياً وسياسياً، ولحد اليوم لم تسترجع الحكومة أياً من تلك المبالغ من تلك الشخصيات، ومعلوماتي انه تم تقسيطها بأقساط مريحة على هولاء بعيداً عن مخافة الله ورقابة الضمير والجهات الرقابية.
مناقب لا تعد ولا تحصى بطلها مدير عام التجهيزات الزراعية وآخرها تهريبه من سجنه في مركز شرطة المثنى في زيونة في سيارة جكسارة مظللة كما كشفت لنا كاميرا مركز شرطة زيونة بتهمة هدره (30) مليار دينار في شراء حاصدات زراعية وقد القي القبض عليه في منفذ الشلامجة من قبل فريق هيئة