18 ديسمبر، 2024 11:39 م

الحرب القادمة في العراق

الحرب القادمة في العراق

استوقفني خبر تداولته وكالات الانباء العالمية يقول ان النيابة العامة الاسبانية اعلنت عن ملاحقات قضائية بحق قادة اقليم كاتالونيا اثر دعوتهم لاستفتاء حول حق تقرير المصير مضيفة انها ستأمر بمصادرة معدات انتخابية جهزت لهذا الاستفتاء.
هذا الخبر في دولة اوربية ذات اسس ديمقراطية وليس في عالمنا الثالث الذي يتوقع منه الكثير في مواجهة حالات كهذه حيث لايمكن لاية حكومة او دولة اوشعب يحترم نفسه ان يقبل حصول استفتاء خارج عن ارادته او غصبا عنه , فلايعقل ان يتمرد شركاء الوطن والتاريخ وحتى المصير على ثوابت البلد وان يحتلوا اراضيه ويشردوا مواطني تلك المناطق ويستغلوا الثروات لصالحهم ويمتلكوا الحدود والكمارك بل ويتجرؤوا لاعلان الانفصال دون ان تقوم السلطة بواجبها وكل ما تردده الحكومة العتيدة ان الاستفتاء مخالف للدستور .
الانفصال ليس كما يتصوره البعض انه مجرد خروج المنطقة الشمالية عن العراق بل انه فاتحة عهد جديد لحروب ودماء وانزلاق الى الحرب الداخلية على غرار حرب الشمال في الستينات والسبعينات لان الكرد لايقبلون باربيل ودهوك والسليمانية وحسب بل يريدون كركوك ونصف الموصل ونصف ديالى ونصف الكوت مما يعني اننا على اعتاب حرب قادمة بعد ان صمت الساسة وسكت المسؤولون على اكبر جريمة يقوم بها البرزاني الذي اصوله ايرانية وليست عراقية والجميع يتذكر اقامتهم لجمهورية مهاباد في ايران وكيف كانت عاقبة ذلك الا ان مرؤة الزعيم عبدالكريم قاسم الذي قدم ماوى للبرزانيين في شمال العراق لتكون العاقبة تلك الماسي التي شاهدناها في الماضي واليوم يكرر ابنه مسعود نفس السيناريو السابق .
المؤرخون يؤكدون ان شمال العراق برمته يعود للدولة الاشورية التي هي عربية بالاصل وانما جاء الكرد الى المنطقة من ايران وتركيا ومن المعروف ان الاشوريين لغتهم الاكدية هي احدى اللهجات السامية العراقية القديمة التي تعود بجذورها الى اللغة العربية القديمة . اتسائل لماذا يسكت العرب عن حقائقهم وحقوقهم التاريخية بينما يتمسك الاخرون بمزاعمهم ويتمددون الى كل اراضي ومناطق العراق .لماذا ندفع ثمن الاخطاء السياسية والتاريخية دون معالجتها بالشكل المطلوب ؟لماذا يصمت البرلمان العراقي على اهانة مزدوجة للشعب وللحكومة دون ان يقول كلمته ؟ولماذا تصمت المحكمة الاتحادية التي هي مسؤولة عن محاسبة اي خرق للدستور ؟ فمنذ الاحتلال الامريكي ولحد الان يخرق الاكراد السياسيون الدستور بل ويخترقوه رغم كل المكاسب التي حصلوا عليها دون اي رادع ودون اي حساب بل ان بعض الجهات السياسية تتوسل بهم لدرجة ان جامعة الدول العربية هي الاخرى تتوسل لتاجيل الاستفتاء وحسب ولم تقل كلمتها برفض هذا الاستفتاء ورفض الانفصال .
نحن لسنا ضد تقرير المصير فالشيعة والكرد هما ضحية الارهاب الصدامي ولكن الذي يجري اليوم هو مؤامرة صهيو- امريكية تريد تمزيق البلد والعبث بخيراته وجر الجميع الى محرقة صدامية جديدة ولكن من العيار البرزاني.
هناك من اخوتنا الكرد من يدرك ويعي هذا الامر وقد باحوا بهذه الحقائق الا ان ازلازم البارزاني اعتقلوهم او ارعبوهم او قتلوهم .
ان البرزاني يريد ان يكون جون قرنق جديد في المنطقة الا ان هذا الامر هو من ضيع قرنق ومزق السودان وقتل حلم الوحدة الوطنية وسمح لامريكا واسرائيل ان تحول جنوب السودان الى بحر من الدم لتضع النفط تحت هيمنتها بدون رقيب بعد ان انشغل الاخوة بشلال الدم وبالتشريد وبالمجاعة التي تعصف بهم لحد كتابة هذه السطور……