كهل أنا، وقد اضناني عشق الجميلة، وايقظت سني غرامي البائسة بنظرة من عينيها الكحيلتين، أطالعها وهي تبتسم، ولؤلؤ اسنانها يجتاح اضلاع قلبي المعنّى، كما يجتاح قلوب اُخر، آآآه لو رد بي العمر.
تخاطبني نفسي، كأنها تعاقبني حين استسلمت لذاك الغزو، ورفعت رايات الانهزام دون مقاومة، تعريني لتظهر عيوبي أمام مفاتن تلك الجميلة، تعريني لتعتريني رغبة في التراجع عن ذلك الوله غير المتكافئ، تراودني سويعات ندم، وما اوجع الندم عندما يتفاعل مع الألم، لينتج مركبا من التقهقر والانطواء.
شهلاء الجدائل والعيون، اسميتها ”لبوة”، افترست قلبي بطلّتها، او هي من الحور العين، نزلت من عليائها، او ربما كانت ملاكا هائما، زارني في حلمي ليخطفني من اوجاع الهرم، اتت لتقلب رتابة ايامي، وتعيدني لأعوام خلت، خلت منها، لكنها ازهرت بها ومن دونها.
ايا نفس؛ لما اللوم، لم تخترقني قبل ان تكون صنوي في كل شي، هي انا وهي ذاتي، اتحاسبين كهلا احب؟، هي ايضا دنت مني، بقصد او دون قصد، تسرق بنات شفتي قبل ان تولد، وتلقف الافكار، لتدونها قبل ان اكمل ذلك، توافقني واوافقها، وما اجملها حين تلجأ الي باكية، تلجأ لاهثة، لأروي ظمأ حياتها بحفنة حب، حين تروي بساتين ازهاري الذابلة بدمعات خفية، تكتبها خلف لوحة المفاتيح.
اكبَرُها سنا، وتُكبِرَني جلالا، اسبقها خبرة، وتسبقني دقة، نتكافأ، نعم هو تكافؤ روحي، في عالم لا يعرف الروحانية الصادقة، متفقان، وان هرم جسدي فقد اعادت قلبي شابا، وان صغرت فقد اكبرتها المحن، التقينا في نقطة بيضاء، وتشابكت ارواحنا، فاندمجت فكانت صنوي