22 نوفمبر، 2024 5:39 م
Search
Close this search box.

من علي الى علي كن علياً!

من علي الى علي كن علياً!

تشهد الساحة العراقية هذه الأيام أحداثاً ساخنة، وأوضاعاً أكثر سخونة، خاصة وأن الدولة تصب جل إهتمامها على معارك تحرير المناطق المغتصبة، من قبل فلول داعش الإرهابية، فبعد الموصل الحدباء، إستكمل غيارى العراق من الجيش والحشد، مهمتهم القتالية لتحرير تلعفر، لما لها من ثقل جغرافي عميق، ومن ثم الحويجة وما تبقى من محافظة الأنبار.
داعش تعتبر تلعفر أكبر معقل لها ومهم، أما العراقيون فيعدونها منطقة إستراتيجية، والتي تعني إنكسار داعش تماماً في نينوى، وهؤلاء الأبطال من رجال العراق الغيارى، يسجلون مآثر كبيرة في ميدان الحرب، ويحققون الإنتصار تلو الآخر، ويعقدون النية والعزم على تحرير كل شبر من أرضنا الطاهرة بدمائهم الزكية.
سؤال ظل يتنابش في جمجمة رأسي، سؤال شجاع بشجاعة جوابه، وإستفهام عظيم بعظمة ما نتج عنه، وهو ما سبب هذه الإنتصارات؟ ومَنْ هو ملهمها؟
الغيرة العراقية يشهد لها القاصي والداني دون شك، ولكن ما حصل أمام داعش في الموصل يوم سقوطها، كانت نكبة غير متوقعة، فانعكست الصورة وتشوهت المبادئ، وغرقنا وسط دوامة الدم والدمع، ومن ثم خاطت المرجعية الدينية العليا فتواها، بأحرف النور الإلهية لتنسجها نصرة للأرض والعرض، والدفاع عن المقدسات، فكان هدوء الفتوى المباركة، وبيان السيد السيستاني (دامت بركاته) عهداً جديداً للعراق، وعادت الصورة واضحة كما عهدناها، رغم محاولات الأعداء لإفراغ الفتوى الجهادية من محتواها المقدس، وحصرها في إطار طائفي مقيت، ولكنها أثبتت للعالم أجمع، أن الفتوى وصاحبها هم سبب الإنتصارات وملهمة الرجال.
إن كان لا بد من إختيار لقب أفضل شخصية للقرن الحادي والعشرين، فأن المرجعية في النجف بزعامة السيد علي السيستاني (دام ظله)، هي بحق مَنْ تستحق هذا اللقب وبإمتياز، لأنه حفظ العراق بكافة مكوناته وأطيافه ومذاهبه، وعليه فإن سبب الإستقرار والإنتصار، هو لا محالة مرجعيتنا وفتواها، وكأنها رسالة جاءت اليه من جده تقول : من علي الى علي كن علياً، فكان حقاً علياً في فتواه، خاصة وأن أذرع الإرهاب باتت في كل مكان، ولا يكاد يمر يوم على دول العالم، إلا وينفث سمومه الداعشية السوداء، في أجساد الأبرياء فليس هناك أحد بمأمن تام عن الإرهاب.
ختاماً: العراق مدين للمرجعية الرشيدة في كل شيء، فالفتوى المباركة لم تحرر الأرض وتحفظ العرض، فحسب بل رصت الصفوف ووحدت الكلمات، ضد الفساد والإرهاب، اللذين يبدوان أنهما عقدا حلفاً واحداً، هدفه تدمير العراق أرضاً وشعباً.

أحدث المقالات