لماذا لم يجرِ ارسال موكب حافلات الدواعش الى المنطقة المحاذية للحدود التركية – السورية .! بدلاً من ارسالها الى حدود العراق الغربية , لا سيّما أنّ تركيا تتخذ موقفاً عدائياً من سوريا وتطالب بأسقاط الرئيس بشار الأسد .!؟
ولماذا ايضاً لم يجرِ إرسال قافلة او رتل الحافلات الداعشية المكيّفة الى الحدود السورية – الأردنية ” جنوباً ” والتي تتواجد على ضفتها الأخرى وحدات من القوات الخاصة الامريكية والبريطانية , وخصوصاً أنّ الأنكليز والأمريكان هم من ” الكفرة ! ” في المفهوم السلفي الظاهري ! , مع الأخذ بنظر الإعتبار أنّ اولئك الدواعش هم من الأنتحاريين , فلماذا لا ينتحروا او ينحروا انفسهم على قوات الأفرنجة هناك .!
من المعروف أنّ هنالك فصائل عراقية مسلحة داخل سوريا وتقاتل الى جانب قوات الرئيس الأسد , بالأضافةِ الى موقف الحكومة العراقية المساند والداعم لسوريا منذ اندلاع ازمتها منذ سنين , وخصوصاً من احزاب السلطة في العراق , إذن فالمنطق يفرض فرضاً عدم قيام القيادة السورية بنكران الجميل للعراق وارسال الدواعش الى حدوده , تمهيداً لتسللهم او إيصالهم الى الداخل العراقي عبر الثغرات الحدودية , فلماذا هكذا .!
فأذا عدنا لذلك المنطق الذي يستند على المصلحة ولربما الأيديولوجيا الدينية ايضاً , فمن اللا معقول أن ترتضي القيادة السورية لنفسها الوقوف بالضد من العراق , وتسبب له سفك دماءٍ عراقيةٍ اخرى بواسطة هؤلاء الدواعش القادمين , لكنه في الوقت ذاته فأنّ الثقل العسكري والسياسي لحزب الله في سوريا هو اكبر بكثير من دور الفصائل المسلحة العراقية التي تقاتل الى جانب النظام السوري , واكبر ايضاً من الدعم اللوجستي العراقي الى سوريا , وذلك ليس له معنىً او تفسيراً سوى اضطرار القيادة السورية للرضوخ او الإستجابة لطلب حزب الله بأرسال الدواعش المجرمين نحو الحدود العراقية .
وبأسترسالٍ تحليليٍ تكميليٍ لذلك , فمن غير المتوقع أن يبادر السيد حسن نصر الله على هذا الموقف المؤذي والمسيء للعراق , إلاّ اذا كان مرغماً على ذلك وبمئةِ مسوّغٍ ومسوّغ .!
لا نرغب هنا , ولا من عادتنا إعطاء أحكامٍ مسبقة لمجرياتِ احداثٍ لم تكتمل بعد , ونترك استنتاجاتها للقارئ .! , إنّما ولكنّما يُلفتُ انظارنا بحدّة وبشدّة عدم قيام ايّ مسؤولٍ عراقيّ ليطير الى دمشق للتباحث لدرء ما يجري إدخاله وايلاجه داخل الحدود العراقية لإعادة التفجير والتخريب , ولكسرِ هيبة انتصارات الجيش العراقي في كسرِ شوكة الداعشيين .!
كما لاندري , ولا نُنجّم اصلاً اذا ما كان لهذا الحدث علاقة ما للتأثير على حكومة العبادي في الأنتخابات المقبلة , ” وإنّ بعضَ الظَّنِ إثمٌ ” , ولابدّ أنّ بعضه الآخر ليس بأثمٍ ايضاً .!