19 ديسمبر، 2024 12:03 ص

الاکثر ضرورة من القضاء على داعش

الاکثر ضرورة من القضاء على داعش

في ظل الاوضاع و التطورات الجارية و تداعياتها المختلفة على أکثر من صعيد فيما يتعلق بالمواجهة الجارية ضد تنظيم داعش الاجرامي و الذي يبدو إنه يسير بخطى حثيثة نحو فصوله النهائية، يخوض العالم حربا واضحة المعالم ضد التطرف الاسلامي و الارهاب الذي صار الخطر و التهديد الجديد الذي يواجهه، وبعد أکثر من ثلاثة عقود و نصف من مواجهة هذا التهديد، فقد توضح تماما بأن أساس و مصدر و بٶرة التطرف الاسلامي و الارهاب تقع في طهران تحديدا.

هذه المواجهة التي کلفت المنطقة بشکل خاص و العالم عموما، الکثير من الضحايا و المآسي و المصائب، لم تتمکن لحد الان من حسم المسألة لصالح العالم و القضاء على تلك الظاهرة المعادية للإنسانية و التقدم، ذلك إنها مواجهة مع الفروع و الاغصان لکنها تتجاهل الجذور و الجذع الاصلي الذي هو أساس إستمرار هذا البلاء و بقائه، وإن الدعوة لمقارعة الارهاب و التطرف الديني من بٶرته الاساسية في إيران، هي دعوة عملية ويمکن أن تحقق النتيجة المرجوة منها وهي القضاء على التطرف الاسلامي و الارهاب فيما لو تم تفعيله و تطبيقه کما يراد له.

المواجهة ضد التطرف الاسلامي و الارهاب في معقله أي في طهران يميط اللثام عن حقيقة هامة وهي إن الشعب الايراني هو الضحية الاکبر و الاکثر تضررا من ظاهرتي التطرف الاسلامي و الارهاب، ذلك إن النظام الحاکم في طهران قد قام بإستهدافه قبل الجميع و إن مايدفعه يوميا من ضريبة من دماء أبنائه، شهادة إثبات على ذلك، وبطبيعة الحال فإن آلية هذه المواجهة تتطلب بالضرورة دعم تطلعات الشعب الايراني من أجل الحرية و الاعتراف بالمقاومة الايرانية التي تعتبر ممثلة عن الشعب الايراني و معبرة عن طموحاته و أمانيه.

النظام الايراني الذي يفرض ومنذ 38 عاما، نهجا قمعيا إستبداديا على الشعب الايراني و يصادر أبسط حرياته، يمکن لتمهيد الاجواء من أجل تمتع الشعب الايراني بحريته أن يشکل خطرا جديا على النظام، ذلك إن الشعب الايراني ممنوع من التعبير عن آماله و أمانيه و يتم التصدي له بوحشية فيما لو قام بتظاهرات ضد النظام کما حدث في عام 2009 و 2010، وإن وقوف العالم الى جانب الشعب الايراني و دعم المقاومة الايرانية بإمکانه أن يکون عاملا حاسما في معادلة الصراع و المواجهة الدولية ضد التطرف الديني و الارهاب، ذلك إن إحداث تغيير جذري في النظام القائم في طهران، يعني إنهاء ظاهرة تصدير التطرف الاسلامي و الارهاب، وإن إنشغال العالم بالحرب ضد داعش و منحها الاولوية القصوى و تناسي بٶرة و مرکز تصدير التطرف الاسلامي في طهران، هو الخطأ الفاحش بعينه، إذ إن بقاء النظام الايراني و إستمراره يعني إستمرار هذه الظاهرة و إستمرار ظهور التنظيمات الاسلامية المتطرفة التي تنسق و تتعاون بشکل أو بآخر مع هذا النظام، وفي کل الاحوال فإن التغيير في إيران هو الحل الامثل و الافضل لحسم أمر هذه الظاهرة من خلال القضاء على بٶرتها.