18 نوفمبر، 2024 3:44 م
Search
Close this search box.

مشكلة عراقية خطيرة

ترددت قبل الكتابة بهذا الموضوع الحرج والاجتماعي البحت والذي يعني قطاع واسع من الشعب العراقي الصابر ,اقول ان التردد جاء بسبب ان المشكلة التي انا بصدد طرحها هي عامة وبسيطة الحل جدا ولكن لااعلم ماهو السر في عدم حلها لحد الان علما ان تاثيرها القريب خطير جدا وبامكانه ان يقلب الطاولة على راس الدولة ويحطم كل انجازاتها .

ان في العراق وبفضل الارهاب وجهل الحكومة عدد كبير من الضحايا المباشرين وغير المباشرين الذين وقعوا نتيجة العمليات الارهابية واستهتار الحكومة في متابعة الملف الامني فسقط الالاف من القتلى والجرحى والمعوقين وهم لادخل لهم في كل ماجرى سوى انهم عراقيين يريدون الحياة الحرة الكريمة لهم ولعوائلهم وانهم آثروا العمل على الجلوس في المنازل ليقتاتوا مايعينهم على العيش ولان الصورة لم تكتمل لدى المواطن بان الدولة سترعى مواطنيها ام تتركهم نهبا لظروف الحياة المرة و والصعبة (العراق من اغنى دول العالم الحاضر)وهل ستضمن الدولة لهم ان يحيوا كما غيرهم من بلدان العالم في ظل رعاية حكومية وعلى مختلف الصعد ,لذلك كله نراهم يسابقون الوقت للخروج لنيل لقمة العيش الحرة والتي لايمن عليهم احدا بها سوى رعاية الله عز وجل لهم ,فتتلقاهم العصابات الاجرامية التي لازالت تفتك بالبلد واهله ولامن رادع يوقفها عند حدها بل هنالك من يرعاها باسم الدولة والقانون ,او تتلقاهم نيران قوى الامن التي لاتفرق بين مجرم وغيره المهم عندها هو صرف العتاد ولايقال عنها انها تقف مكتوفة الايدي بعد كل جريمة ارهابية تحدث ,وهكذا تكون النتيجة صفوف من الضحايا والمساكين وتبقى عوائلهم المتضرر الاساس مما حصل ,وهذه العوائل تظل تعاني من شظف العيش وقساوة الوضع الحياتي والحكومة الموقرة تسجل وتجرد المتضررين وتبدا الوعود السرمدية لهم بانهم ابناء البلد وسيحيون بكرامة وستراعى عوائلهم ولهم الاسبقية في كل شيء,ولكن لاتنفيذ لهذه الوعود بل زيادة في المعاناة والالم وتضطر العوائل الى صرف كل مدخراتها املا في الحصول على شيء مما وعدوا به من ابيهم الحنون (الحكومة )وتزداد اعداد الارامل واعداد اليتامى والمعوقين ويصبح الرقم مخيفا جدا وهؤلاء ممكن ان يستفاد منهم لدعم العملية السياسية بالشكل المطلوب فيما لو قدمت لهم الرعاية وتحتضنهم الدولة بصورة صحيحة ولايزايد عليهم في عملية انتخابية معينة ,او ان يكونوا عكس ذلك حيث ولانهم اعداد كبيرة ممكن ان يشكلوا خطرا حقيقيا على النظام باكمله وان يتمردوا وهذا من حقهم لانهم لم يلقوا اليد الحنونة التي انتظروها والتي بسببها مات الاب والاخ والام فلا رعاية تربوية ولادراسة ولاابوة حقيقية ولاامان بان يحيا بل عليه وهم اغلبهم صغار السن ان يكد ويشقى ليحصل على لقمة العيش له ولعائلته ,وهنا سيكون عرضة للتيارات المعادية في ان يستغل ويدفع به لتنفيذ اهدافها البغيضة ويكون اداة طيعة لهم بسبب قلة المعرفة والاموال التي يدفعها المجرمون لهم .

هذا الامر تم تشخيصه منذ وقت ليس بالقصير وكتب عنه الكثير ولكن ليس هناك من مستمع ولا مؤمن بماساتهم لان جميع من يدنوا له الامر يعمل على جمع اكبر مايستطيع جمعه من اموال الشعب البائس ولانه يعلم ان له فترة يقضيها ثم يركن على الرف فعليه استغلال هذه المدة دون النظر الى مايريده الله تبارك وتعالى منه ,وهكذا يدفع هؤلاء المساكين الثمن الباهض ويكونوا حطب النار المتقدة بين الباطل بكل اتجاهاته .

اتوجه الى الاخوة البرلمانيين الجدد واحييهم بان يضعوا هذه الشريحة الواسعة من ابناء شعبهم نصب اعينهم وهم الاحق بالخدمة من غيرهم لانهم هم الذين اوصلوهم الى ماهم عليه وان تكون خدمتهم خالصة الى الله جل وعلا ,وان يسنوا لهم قانونا ينظم حياتهم بالقدر الذي يحفظ لهم كرامتهم وان يعوضوهم عن بعض مافقدوه من اعزاء من ابناءهم وان ينظروا بعين العطف والرحمة لكل ابناء الشعب المتعبين والذين يعانون شظف العيش وبلغ العجز فيهم مبلغه وهم تحت رحمة الله تعالى فالاخذ بايدي الفقراء والمساكين هو الحظوة الكريمة عند الخالق الكريم وهو التسديد الصحيح لمن اراد الحياة الدنيا والاخرة .

عذرا لكل وطني وشريف يحاول الاخذ بايدي هؤلاء الى بر الامان وتحية لهم على مايعملوه لخدمة بلدهم واهلهم .

أحدث المقالات