17 نوفمبر، 2024 8:28 م
Search
Close this search box.

إتّهام العبادي وقادة الجيش بمفاوضة الدواعش !

إتّهام العبادي وقادة الجيش بمفاوضة الدواعش !

حملةٌ إعلاميةٌ – شعوائية جرى شنّها بكثافةٍ على كبار قادة صنوف القوات العراقية ” وللعبادي ” , خلال الأيام الأخيرة حول معركة تلعفر, بتهمة مساومة ومقايضة ومفاوضة تنظيم داعش , لفتحِ طريقٍ او طرقٍ لسحب وانسحاب المقاتلين الداعشيين من مسرح العمليات وارض المعركة .!

الحملةُ هذه لم تشارك فيها وسائل إعلامٍ مشبوهةٍ ووسائل سوشيال ميديا وجيوش الكترونية فتّاكة فحسب , بل شاركوا فيها ساسةٌ رفيعوا المستوى في الدولة العراقية ! , وكذلك قياديون بارزون في احزاب السلطة .!

وقبل أن نتعرّض لمدى السماح لأرفع مسؤولين بالدولة بأتهام رئيس وزراء الدولة وكبار القادة العسكريين بتوجيه هذه التهمة , نؤشّر اولاً : –

انّ هذه الأتهامات المختلقة قد تزامنت وتناغمت مع النفي القاطع لرئيس الوزراء بعلمه المسبق عن صفقة ايصال الدواعش الى الحدود العراقية , وهي الصفقة المبرمة بين حزب الله اللبناني وتنظيم داعش وبتنسيقٍ من الحكومة السورية على الأقل .! وهل هذا التزامن كان عبثاً .! بل اغلب الظن فإن لم يعلن العبادي عن عدم علمه المسبق بأيصال الدواعش الى حدود العراق الغربية واستنكاره لذلك , فما جرى توجيه اتهامٍ مشابه له بمفاوضته الدواعش للأنسحاب خارج تلعفر او بأتجاه البيشمركة .

ولتفكيك رموز هذه العملية السياسية المُمسرحة , فنؤشّر ” ثانياً ” :

انّ كافة المراقبين وعموم الرأي العام يجدون بأنّ تلك الحملة الإعلامية كانت ايضا ضعيفة السيناريو والإخراج , أمّا لماذا : –

فهل معركة تلعفر اصعب واعقد من معركة الموصل الكبرى ” والتي لم يجرِ التشكيك بها حتى من اسرائيل وعملاء عراقيين رفيعي المستوى .! فعلامَ توجيه اتهاماتٍ مفبركة لقادة الجيش ولرئاسة الوزراء .!

وثالثاً : المعركة الأخيرة في تلعفر والعياضية شاركت فيها فرق مشاة وفرق مدرعة وشرطة اتحادية وحشد شعبي وجهاز مكافحة الأرهاب والقوة الجوية العراقية وطيران الجيش , فكيف تمّ وجرى إقناع قادة كلّ تلك الصنوف بمفاوضة داعش ومساومتها على الأنسحاب المفترض .! وكيف لم تكتشف القيادات العسكرية والمخابراتية للتحالف الدولي خبر مفاوضة داعش ومساومتها على الأنسحاب من ارض المعركة .!

نؤشّرُ رابعاً ايضاً : لماذا فقدنا وافتقدنا المئات من الشهداء والجرحى في صفوف قواتنا طالما كانت هنالك مساومة لأنسحاب الدواعش .! , ثُمّ أيّ تفسير يمكن تفسيره لإلقاء القبض وأسر مئات الدواعش ومن جنسياتٍ مختلفة اثناء المعركة .! , وماذا عن عشرات الأفلام التسجيلية – المباشرة التي جرى تصويرها عن مجريات المعركة ! فهل كلّها كاذبة ومزوّرة .؟

خامساً : في كل صنوف القطعات التي شاركت بهذه المعركة , فهنالك منظومات استخباراتية تراقب كلّ حركةٍ صغيرةٍ وكبيرة , وهي مزودة بتقنيات متقدمة , بالأضافة الى رجال استخبارات يعملون خلف صفوف العدو , وبعضهم متنكرين بين صفوفه , فضلا عن الأستطلاع العميق , فهل كلّ اولئك لم يلحظوا ايّ تفاوضٍ مع الدواعش , وكشفوها بعض القابعين في المنطقة الخضراء ! ومدّوا بأبصارهم بأبعد من انظار زرقاء اليمامة .!

بل حتى قائد قوات التحالف في العراق الجنرال ستيفن تاونسد اعترف بضراوة المعركة في تلعفر وأشاد بكفاءة القوات العراقية التي شاركت بتحريرها .

وبعيداً عن ذلك فلو افترضنا جدلاً بوجود تفاوض سرّي مع الدواعش , فهل يصحّ على ارفع قياديي السلطة مستوىً في كشف اسرار الدولة .! , ويقيناً لو كان القائد العام للقوات المسلحة غير العبادي , وجرى توجيه الأتهامات له بمفاوضة الدواعش , لأحال اصحاب تلك التهم الى القضاء او زجّهم في السجن , بتهمة تشويه سمعة الدولة على الأقل .!

لاحظنا ايضاً أنّ وزير الخارجيه الجعفري التزم الصمت المطبق ولم يدلِ بأي تصريح حول نقل حافلات الدواعش من الحدود السورية اللبنانية الى الحدود العراقية , وهي مسألة اقليمية – دولية وتقف وراءها اطراف خارجية , فلماذا اغمض الجعفري عيناه وكأنه لم يسمع بالأمر , ولماذا هذا الأستحياء والحرج .!

أحدث المقالات