5 نوفمبر، 2024 5:38 م
Search
Close this search box.

الى ضياء الشكرجي .. الكتابة والنكتة!

الى ضياء الشكرجي .. الكتابة والنكتة!

تقتضي الموضوعية البحث عن حقيقة الأمر ومعناه قبل الخوض في حديث عنه، وما عدا ذلك؛ إما جهلٌ، او غاية في نفس امرء، لتضليل الآخرين وايهامهم، لأسباب قد تنفعه.
مقال السيد ضياء الشكرجي عن مشروع الأغلبية الذي طرحه الحكيم، فيه كثير من الكلام الذي لا أصل له من الصحة، والذي يدل على أن جناب الكاتب، لم يطلع على هذا المشروع إطلاعاً صحيحاً قبل أن يكتب عنه ماكتب.
وماكنا نرجوا أبداً أن يُتناول أمرٌ فيهِ مستقبل شعب ودولة، قبل معرفته معرفة حقة، ففي ذلك مصائب. ولن نكذب لو قلنا، أن ما يجري في العراق الآن، سببه الرئيس أن الناس لم تفقه المشاريع بعد، ولأنها كانت تُخدَع وتضلل بسهولة!
سؤال الكاتب عن سبب تسمية الأغلبية بالوطنية، بدلاً عن السياسية، واجابته على سؤاله، أول دليل يُثبت جهل جنابه بالمشروعين، أو بأحدهما، فهو لم يبحث ليعلم أن سبب تسميتها، كان على أساس شرط قيامها؛ وهي أن تتألف من جميع المكونات، وهذا مايميزها عن الأخرى السياسية، التي يُمكن بسهولة أن تقصي احد المكونات عن المشاركة في الحكومة والقرار، وقصد الحكيم باللاإقصائية، يا حضرة الكاتب، هي أن لايُبعَد مكون ما، عن المشاركة بالقرار والإختيار، وليس مافسره جنابك على هواه، وهذا الأمر لايمت بصلة للمحاصصاتية التي تعنيها، فنحن نتكلم عن كتلة برلمانية يختارها الشعب، تُشكل الحكومة بدقة، لا عن شكل الحكومة ووجوهها، مع ضمان تألفها من جميع مكونات الوطن، وبين هذا وبين المحاصصة الحكومية فرق كبير.
حتى تُضمن الديمقراطية والحرية الصحيحة، فلا بد من وجود معارضة مُحترمة، وهكذا هي سياسات جميع الدول الديمقراطية والمصدرة للديمقراطية، وأظن أنه ليس من الداعي التوضيح لسيادتك، عن مساوئ جريمة تحريم المعارضة ومطاردتها، كما ليس من الداعي اخبارك أن حكومة المشاركة لم تنجح بسبب المعوقات التي سببتها الفترة [الانتقالية] الحساسة الأخيرة، لذا كان المقصود من عدم وجوب مشاركة الجميع؛ هو ضرورة وجود معارضة، وطنية أيضاً، والحكومة و المعارضة سيحددهما الشعب بصوته، وقد أوضحت المقصود من اللاإقصائية سابقاً، وليس من الصحيح العودة إليه مجدداً للرد على ماطرحته، والذي استغربنا أن جنابك لم يفهم فعلاً المقصود من الجملتين، والواضح أن حضرتك هو الذي لم يعي مايقول الحكيم، وليس العكس!
لا أعرف لِمَ جنابك وجه كلاماً لقادة أحزاب الطوائف في مقال عن الحكيم، فليس من المعقول أنك لم تعرف بعد ان الحكيم هو أبرز من أسس تياراً يتجاوز الانتماءات الفرعية، ويعتمد على الانتماء الأصل؛ الإنتماء للوطن، بشهادة الجميع، وهو ليس شعارٌ قاله، بل حقيقة أثبتها المنتمون من كافة الطوائف، وستثبتها قريباً الهيئة العامة للتيار التي ستجمع كل مكونات الوطن.
اما عن أن تكون كل الأحزاب عابرات للطوائف والأعراق، فهذا مانتمناه جميعاً، ونؤمن بأنه حل حقيقي للعديد من المشاكل، وإيماننا بذلك هو الذي جعلنا نطرح مشروعاً كالأغلبية الوطنية، فلو يبحث جنابك المحترم عن هذا المشروع فعلاً، سيعرف أن المشروع هذا، جاء ليقضي على الطائفية السياسية وينهيها..

أحدث المقالات

أحدث المقالات