يبدو ان هنالك مجموعة مغالطات عند الجانبين، المادي والديني. لماذا؟ لاننا عندما نقارن بين الاتجاهين فكرا، قد نحتكم الى وقائع وشواهد هي لا تمثل الدين او المادية. لذلك، يفترض ان نثبت اولا، ماذا نقصد بالفكر المادي او الديني. وحسب فهمي، اننا لا نقصد عملية التفكير، بل المنهج والمنطلق. اي عندما نقول الفكر الديني، نقصد ذلك الانتاج المعرفي الذي استند على الايمان بوجود الغيب. بينما الفكر المادي، يستند على الايمان بعدم وجود شيئا اخرا مع الطبيعة، يعني لا غيب ولا روح … ولا تعال ☺…!
الدين افيون الشعوب، اهم اتهام يوجهه الاتجاه المادي الى الاتجاه الديني، لماذا؟ لان الدين ينقل العقل الى مكان اخر غير موجود في الواقع. لذلك صار الدين سببا في السكوت عن الحكم الملكي الظالم والمستبد… وهذا صحيح الى حد ما. لكن السؤال هنا، من صنع الملك والجبابرة؟ الفكر الديني ام الفكر المادي..؟
حبيبي الفكر المادي هو الاصل وهو السابق، قبل الدين. الملك نتاج الفكر المادي، لكنه استخدم المعبد لاغراض سياسية. هل ستالين هو نتاج الفكر الديني ام المادي؟ هل هتلر نتاج هو نتاج الفكر الديني ام المادي؟ هل صدام هو نتاج الفكر الديني ام المادي؟
نعم، الماديون استخدموا المعبد والكنيسة والمسجد لخداع الشعوب، عند الحاجة، لاغراض سياسية. اما عندما نجح ستالين في قلع الفكر الديني، لم يكن محتاجا للمعبد او الكنيسة او المسجد. كذلك هتلر، بصورة اقل. لكن عندما فشل صدام في قلع الفكر الديني من عقول الشعب العراقي، اضطر ان يستخدم العناوين الدينية… هذا ليس الا.
يتبع.