18 نوفمبر، 2024 2:40 م
Search
Close this search box.

الثقافة التربوية .. ومسألة الاحتفاء بالمبدعين

الثقافة التربوية .. ومسألة الاحتفاء بالمبدعين

قبل ان يعود إلى بلده حاملا الميدالية الذهبية ,التي حصل عليها في البارا اولمبيك في لندن, بادرت احدى المدارس وبالاتفاق مع عائلته لكي  يكون ضيفا على تلاميذ المدرسة في اليوم الثاني بعد عودته,
ليشرح لهم رحلة المعاناة والفرح في المشاركة المهمة في هذه الاولمبياد العالمية,فقد كان ألأولاد فرحين لسماع أجمل قصص التحدي لأحد إبطال السباقات الدولية,من هو ليس مهما لنا..في أي مدرسة لا تعنينا..في أي بلد ليس بلدا عربيا.. إنما في بلاد الغرب
في العراق هناك ثقافتين متناقضتين,ثقافة موروثة حديثة لكنها متخلفة,جاءت بعد عقود من الظلم والمعاناة والحرمان والاستبداد والجهل…و ..و..الخ
(يلومنا البعض في الكتابة لكثرة استخدام العبارات أو الكلمات الموصولة و ..الذي..التي..
فنقول كيف لك ان تتحدث عن الوضع العراقي, دون ان تمر بالسياسة, والاقتصاد ,والمجتمع ,والسوق,والجيش ,والشرطة ,والسلوك, والأخلاق, والآداب, والحروب, والكوارث, والسجون, والانتهاكات,وأخيرا الإرهاب والفساد المالي والإداري,وسرقات الإسلاميين,وعودة جماعات السلف الصالح, والمقاولين الفاشلين..وعمليات تهريب النفط..والفيدرالية…والتفجيرات الدموية..وأجهزة كشف المتفجرات المغشوشة..والأرامل..والأيتام..الخ.)
والثقافة الأصيلة الممزوجة بجراح وألام ودماء الأبرياء ضحايا الأزمات,منها ما هو مغترب يجهله الشارع إلى حد ما,وتتعمد الجهات المعنية بألامر(تجاهل الحكومة العراقية ووزاراتها المختصة,وزارة التربية والتعليم العالي..وزارة الثقافة…هيئة الإعلام) تجاهل مسألة استعادة تلك الثروة القومية والوطنية إلى البلاد,
ومنه ذلك الذي يحفر بالصخر,يبحث عن قوته ووقوده اليومي(وقود المولدات) ,لكي يرى نور التكنولوجيا وهي تخفف عنه عبأ المسؤولية,
هؤلاء الذين نظروا إلى الفرج القادم من الغرب ,على انه فرصة أمل للخروج من قبو الدكتاتورية,فسقطت أحلامهم بين أحذية المسئولين الجدد!
أليس هناك فراغا ثقافيا وأخلاقيا واضح وضوح الشمس في بلادنا, سواء كان ذلك سببه تقصيرا حكوميا أو بسبب انهيار المنظومات الثقافية والأدبية وحتى الاجتماعية والدينية ,وهناك صعوبة بالغة في استعادة بنائها وفقا للظروف والوضع المحلي المتأزم,مع تعثر موجة العودة لرواد الثقافة العراقية المهاجرة,
الم يحن الوقت بعد لكي تهتم وزارة التربية بالأجيال الغائبة عن الوعي,تلك التي بدأت تترك المدارس والمعاهد والجامعات لتسير الآلاف الأميال في مسيرة المشي إلى كربلاء, دون ان نرى أي تأثير لتلك الممارسة الطقسية (الصعبة والمنهكة) على الواقع الأخلاقي والديني والاجتماعي,
ثم نقول إلا يكفي (للشطر الاجتماعي الأخر المغرر به) تمجيدا لبطولات المجرمين والقتلة والفاسدين من حثالات البعث البائد وبقايا جرذانه,واعتبار صدام رمزا للثقافة الهمجية العراقية الحديثة,الم يبقى فيكم وخزا للضمير ولو بحجم لسعة البعوضة ,يقول لكم كفى خيانة للوطن وابعدوا الغرباء عن بيوتكم وشوارعكم وأرضكم,
ولكن الكلام يجب أن لا يوجه إليكم ,فما ذنب الجاهل بالحكم.. إلا ان يغفر له..
إنها مسؤولية وزارة تربية الأجيال,ووزارة تعليمهم,وكذلك وزارة تثقيفهم,هذا الثالوث التربوي المهم,
يجب ان يتكامل عمله بالاشتراك مع مراكز البحوث الإستراتيجية الخاصة بتنمية الموارد البشرية والاجتماعية وتطويرها,لبناء وتثبيت أسس وقواعد المستقبل السليم لهم,عبر إعداد برامج ودراسات وخطط أنية ومرحلية, تهتم بالتعريف الكامل بالمنجز الإبداعي والاستفادة منه, لجميع الكفاءات والطاقات والخبرات العلمية ,والأدبية, والثقافية,الخ.
إن العراق بحاجة ماسة إلى تفاعل منهجي بين مدرستي الثقافة المتناقضة(الثقافة الشعبية الموروثة ,والثقافة العراقية الأصيلة المركونة على الرفوف أو المهملة),
عبر اهتمام تلك الوزارات بإعادة إيصال وربط  أواصر العلاقة والاندماج بين المدرستين,واستثمار وطنية المثقف العراقي,الذي لم يطمح الكثير منهم يوما إلى استغلال ثقافته بغية الربح المادي أو حتى المعنوي(على المستوى الشخصي للمثقف),مع إنها ابسط حقوقه المعرفية والثقافية والأدبية والإبداعية,
ولكن من ينظر بؤس العراقيين.. لا يشتهي مردودا لبضاعته!

أحدث المقالات