18 نوفمبر، 2024 3:30 ص
Search
Close this search box.

وترجل فارس الحضارة العراقية

وترجل فارس الحضارة العراقية

وترجل فارس الحضارة العراقية وأحد أكبر مكتشفى أثارها والمولعين بعظمة حضارة وادى الرافين ، ترجل بعيدا عن سومر وأور وبابل ونمرود واشور ، بعيدا عن معبده فى المتحف العراقى والمواقع الاثرية التى  أكتشفها أو عمل فيها مع أساتذة سبقوه والكثيرين من الذين زملائه  وأخرين وأخرين عملوا معه ، لقد  رأيته ونحن  طلاب ممبتدأين فى قسم الاثار والحضارة فى كلية الاداب بجامعة بغداد وكان من الذين يضرب بهم المثل فى الجدية والتفوق والهيام بحضارة العراق القديم التى ساحها وعرف مكنوناتها ما فيها وما تحتها ، وتشاء الصدف أن أتابعه قبل أيام فى لقاء مع احدى الفضائيات وهو يتحدث عن حضارة العراق والتخريب التى تعرض له المتحف العراقى بتواطؤ واضح من قوات الاحتلال وبدور خبيث لدويلة عربية مجاورة أنتقاما من العراقيين ومن حضارتهم وشواهدها ، ومع الالم الذى كان يتحدث فيه فأنه كان متفائلا واثقا بالمستقبل ، وركز فى ذلك على أمرين الاول ثقته بالعراق وشعبه وقدرته على أعادة بناء ما تهدم وثانيا ما قاله بأنه رغم التخريب والسرقة التى تعرض لها المتحف العراقى فان الكثير من المسروقات قد أعيدت أو بدأت تعود ولم يكن هذا مبعث تفاؤله وأنما ما قاله بأن ما موجود تحت الارض وتحت طبقاتها  من أثار وشواهد حضارية أكثر بكثير مما أكتشف حتى الان ومع هذا كان يزعجه العبث الذى مارسته قوات الاحتلال فى بعض المواقع وخاصة فى بابل وأور . ليس سهلا على بهنام أبو الصوف  من أحب بلاده وعشق حضارتها وعمل على نشر نتاجها للعالم أن يعيش ويموت بعيدا عنها ولكن هذا قدر الذين وهبوا حياتهم لحضارتها وأثارها  منقبا ومدرسا وأستاذا وعالما وسفيرا لها الى العالم           .
ولكن لم يكن بهنام أبو الصوف الوحيد من عظماء هذا الوطن الذين رحلوا عنه وعاشوا وماتوا فى الغربة فقد سبقته قافالة من الاساتذة والاطباء والمهندسين والكتاب والشعراء والفنانيين الذين وقفوا بوجه المحتل وأدواته وصناعئه ، رحم الله بهنام أبو الصوف وخالص العزاء لاهله وذويه وطلابه وزملائه والعزاء أولا لشعب العراق .

أحدث المقالات