18 نوفمبر، 2024 12:52 ص
Search
Close this search box.

ماذا فعلت امريكا وماذا سيفعل المسلمون ؟

ماذا فعلت امريكا وماذا سيفعل المسلمون ؟

في الوقت الذي لا تزال الثورات العربية في عدد من البلدان في اوج مراحلها  وانهار الدماء ما تزال تسيل وبينما ينشغل العالم بالصراعات بين الحكام الذين كانوا ولا زالوا يمثلون اجندات الغرب وبالخصوص امريكا واسرائيل وبين الشعوب المقهورة المضطهدة ، وبالتزامن مع الذكرى السنوية لاحداث 11 ايلول التي صنعتها امريكا باحتراف ، تحاول الادارة الاميركية وعبر بعض رجالاتها المحترفين من  تأجيج الرأي العام الاسلامي عموما والعربي خصوصاً من خلال انتاج فلم يسيء لرسول الانسانية محمد (صلى الله عليه واله وسلم) ، ليس ذلك فحسب بل من خلال الاسائة للقرآن الكريم وللمسلمين عموماً .
وهذا التوقيت وهذا الترويج لمثل هذه الهجمة القذرة لم تكن من باب الصدفة او الخطأ بل ان كل ذلك مخطط له ومبرمج لخلق ردود افعال مضادة وخاصة في الدول التي خرجت لتوها من قبضة حكامها القدامى والتي لا تزال السلطة فيها هشة كما حدث في ليبيا ومصر واليمن وكان رد الفعل الاول هو تفجير وحرق السفارة الامريكية في ليبيا والذي ادى الى مقتل السفير الامريكي وعدد من الدبلوماسيين وكذلك احراق السفارة الامريكية في مصر واليمن وقد تتطور الاحداث وتتوسع لتشمل بلدان اخرى ومن الواضح ان هذه الاحداث لم تكن غائبة ابداً عن التخطيط الامريكي وبعلمها المسبق خاصةً اذا ما تذكرنا ان لدى الولايات المتحدة اقوى جهاز للمخابرات ويمتلك احدث التقنيات العالمية في مجال التجسس وامتلاك المعلومة واستباق الحدث ولا يعقل ان انتاج مثل هذا الفلم والترويج له وتسويقه لم يكن بعلم وامضاء الادارة الامريكية وحليفتها في المنطقة (اسرائيل) وتحديد هذا التوقت الخطير لاثارة مثل هذه الهجمة الخطيرة ضد الاسلام والمسلمين .
والشيء المؤكد ان امريكا تريد بهذه الخطوة البدء بتطبيق ستراتيجيتها الجديدة في المطنقة العربية من خلال خلق الذريعة لادخال قواتها واجهزة مخابراتها الى بعض الدول التي لديها فيها مصالح طويلة الامد كليبيا ومصر بحجة حماية سفارتها ومصالحها هناك .
وفي خضم كل تلك الاحداث وغليان بركان الغضب الجماهيري الذي انفجر في عدة دول عبر الشباب الغيور على دينه ورسوله الكريم (صلى الله عليه واله وسلم) لم يكن الموقف الذي خرج به ما يسمى بالمراجع الاربعة في النجف بمستوى الحدث بل لم يكن لديهم موقف اصلا ، ففي نفس الذي الذي اعلن فيه عن هذه الاساءة الكبيرة والمسيئة للنبي محمد (صلى الله عليه واله وسلم) التقى هؤلاء المراجع بممثل الامم المتحدة وكان الموقف الذي خرجوا به هو مطالبتهم بـ ( حماية الشيعة ومراقدهم في سوريا ) ! وكأن باقي المواطنين في سوريا ليسوا مسلمين  ولا حتى بشر بل يعتبرونهم كلهم ارهابيين وقاعدة في حين يتبجح الاعلام بان المرجعيات العليا تقف على مسافة واحدة من كل المسلمين وهي لجميع المسلمين في العالم !
والغريب ان تلك المرجعيات لم تتطرق ولم تستنكر هذا الفعل الشنيع بحق رسولنا الكريم وكتاب الله المجيد والمسلمين جميعاً بينما نجد من نعتبرهم انصار القاعدة والحركة السلفة والوهابية هم اول من خرج وتظاهر واستنكر هذه الاسائة في حين يفترض اننا اولى الناس بالدفاع عن اسم رسولنا الكريم وسمعة ديننا الحنيف ورسالته الخالدة .
والشيء المؤكد ان التظاهر والاستنكار والتنديد هي اضعف واقل ما يمكن القيام به كرد فعل عن هذه الاسائة الكبيرة والمقصودة ، على الاقل حتى نثبت امام الاخرين اننا فعلا مسلمين ونحب نبينا وديننا ولا نقبل بأي اسائة مهما كانت ومن اي جهة خرجت .

أحدث المقالات