من حِكمِ الخالق جلًّ في علاه أن افردَ للعصاة سلاحاً خاصاً يبين لهم فيه ضآلة حجموهم وهوانهم علىه سبحانه فقد أعطى للنمرود درسا بان جعل البعوضة خصمه العنيد وسببا في هلاكه,ومن حكمهأيضاً أن حمى النبي محمد ( ص ) بخيوط دويبة صغيرة أراد أن يقول من خلالها لمشركي قريش وجبابرتها انتم أهون عندي من بيت العنكبوت لأنكم عتاولة لا خير فيكم حتى مع نسائكم ,ولما كان القران الكريم دستورا دائما للأمم ينظم حياتهم الاجتماعية والسياسية ويتماشى ذلك مع تفسيره العصري, فقد اثبت علماء الحيوان والحشرات من خلال البحث والتقصي ان بعض النظريات والأبحاث الحديثة التي تناولها العلماء صدقية ما اشار اليه القران الكريم في سورة العنكبوت إذ اثبت هشاشة العلاقة الزوجية بين الذكر والانثى فما أن يتقدم الواحد باتجاه الاخر وكل منهما قد لف نفسه بخيط فما ان تتم عملية السِفاد حتى تلتهم الانثى الزوج فتأكله ومن ذلك قوله تعالى (وإن اوهن البيوت لبيت العنكبوت) ولذلك يتحدث العرب والمسلمين اذا ما صادف ان ساءت علاقة زوج وزوجة أن يشار الى بيت العنكبوت في ضآلة خلقها وهزالها وقد لا يختلف الوصف على حكومة تخلصت من عماد بناء اتخذت منه الدول خريطة طريق للتطور التقني والعلمي وفي مشاريع البناء والاعمارهذا في الدول التي تحترم نفسها وتهتم باستقلالها ,فلم نسمع أن دولة من الدول فرطت بشبابها ,تتركهم يعانون من العزل والتهميش والقتل والاعتقال والترحيل القسري والإذلال إلاّ في عراق ما بعد (التحرير)ودخول القوات الامريكية الغازية الى المدن والقصبات وما قامت به من عمليات قتل منظم لآلاف الشباب ما زالت قبورهم على ارصفة الشوارع في مدن العراق كافة فبعد ان كان في العراق نصبا واحدا للجندي المجهول وعدد قليل من المقابر اصبح لدينا الالاف من الشهداء المغدورين في كل ركن من اركان بيوتنا وفي كل المناطق التي تصدت للغزاة الاوباش وما علينا الا ننجز بناء اعداد مماثلة لاعداد الشهداء لجنودنا المجهولين, وبعد أن اعلن الرئيس الامريكي ( بوش ) انتهاء الصفحة الاولى من الحرب حتى فتح صفحة اخرى اكثر خطورة وبدون اعلان مسبق بالقبض على كل شاب وشيخ وامراة تعارض الاحتلال- وهو هدفا استراتيجيا للولايات المتحدة وايران وحكومة الكويت – والتي اثبتت الاحداث ما كنا نقول من التقاء مصالح هذه الدول لتدمير عراق الحضارة واشتراكهم في خاصية العداء للاسلام والعروبة ,ولا ننسى دور نعثل مصر السابق الذي جعل قناة السويس ممرا للجيش الغازي لينفذرغبة لم تحقق لــ (كولدا مائير) ووصيتها في اجتثاث كل طفل وشاب عربي لأنهم الخطر الاستراتيجي على كيان اسرائيل الغاصب وخاصة في العراق الذي يشكل شبابه غصة في حلق الصهاينة –فلم يهدأ لإسرائيل بال إلا باحتلال العراق واعلانها ايقاف العمل بحالة الطوارئ فورا والمعمول به منذ العام 1948حيث كانت تشعر ان بابل تشكل تهديدا مباشرا لامن اسرائيل ,واعادة للحلف القديم بين اليهود والفرس أضافة الى الولايات المتحدة الراعية لمشروع عداء قديم للعرب والمسلمين فوجدوا ضالتهم في العراق الذي كان يشكل راس الرمح المؤلم لمخططاتهم قديما وحديثا وثارا منه لما حصل في بابل وحطين والقادسية فاشتركوا في الهدف فكان الفرس مطية للتنفيذ فجعلوا من السجون السرية والعلنية مكانا لالاف الشباب الذين مرغوا انف امريكا وجبروتها يساندها رغاليون عرب فاجبرتهم للاذعان في قضاء الفلوجة الذي لا تتجاوز مساحتها الخمسة عشرة كم طولا والعشر كيلو مترات عرضا ,ارغمتهم على التفاوض كند قوي لمنتصر فرض شروطه عليها ….وهنا اتضح لامريكا وأذنابها انها وقعت واوقعت من زين لها نزهة العراق المفترضة انه لا بد من القضاء على الشباب وفق قانون الارهاب الذي اصدرته امريكا واعلن بوش من خلاله ان كل من يقول لا اله الا الله سيلبسه قانون الارهاب واصبح العداء ساقرا لم تستطع القوة الاعظم ان تخفي اغراضها من احتلال العراق فاستخدمت لذلك حكومة نصبتها وجعلت منها مطية لتنفيذ ذلك فكان الاشيقر الجعفري رئيس ثاني حكومة في ظل الاحتلال وزير داخليته صولاغ مرورا بالحكومة الحالية قد تفننوا في ابتكار طرق شيطانية للقتل (الدريل) والذبح بالمنشار الكهربائي والتعذيب من خلال ميلشيات فرق الموت الي انتشرت في مدن وضواحي بغداد وبمباركة وبتاييد الامريكان ومساندتهم فامتلات السجون وازدحمت المقابر وتثاقلت برادات الموتى في كل مستشفيات بغداد بالاف الجثث المجهولة الهوية وانتعشت تجارة الاكفان والتوابيت واصبح العراق أكبرة مقبرة في العالم بامتياز لم ينتهي الامر الى هذا الحد ولم يشبع مصاصي الدماء من الساديين الامريكان واذنابهم بل اجهزوا على من افلت من القتل على يد فرق الاغتيالات باعلان الحكومة الحالية انها شرعت بإعدام المئات من المعتقلين بتهم كيدية وضحايا مخبر سري اعطى لضميره اجازة مفتوحة – وعدت ذلك انجازا عظيما وفتحا مبينا- يرافقه سكوت دولي عن جريمة ضد الانسانية وفق كل المقاييس دون أن ينطق (أوكامبو) رئيس محكمة الجنايات الدولية وجرائم الحرب ببنت شفة لأن الامر يخص الامريكان ومشروعهم الديمقراطي الذي ولد ميتا …ألا تبا لعالم اعور يكيل بمكيالين يضع الحد على البريء ويطلق المجرم في مشهد يشبه تخلص انثى العنكبوت من زوجها وعماد بينها لكنها لا تقتل اولادها كما تفعل حكومات ما بعد الاحتلال.
[email protected]