خاص : ترجمة – آية حسين علي :
خائفين مترقبين يشعرون بالذعر يتوقعون حدوث انفجار هنا أو هناك، تعودت أعينهم على مشاهد القتل والدم البشعة، إنهم أطفال سوريا وخاصة أولائك الذين يعيشون أو عاشوا لفترة في مدينة “الرقة” أو “دير الزور” التي تقع تحت سيطرة تنظيم “داعش” الإرهابي.
وتمكن التنظيم, على مدار 3 سنوات, من عزل سكان المناطق التي يسيطرون عليها عن الواقع في العالم الخارجي.
10 آلاف طفل محاصر..
لازال يوجد حوالي 10 آلاف طفل محاصرين في “الرقة”، تحت سيطرة تنظيم “داعش” الإرهابي، ويعيشون في الظلام الذي فرضه منذ مجيئه, ويشكلون نصف عدد المدنيين الذين لم يستطيعوا الفرار والخروج من المدينة.
تزايد أعداد الفارين تزامناً مع العمليات العسكرية..
بدأت قوات سوريا الديموقراطية مدعومة بقوات كردية والتحالف الدولي, بقيادة الولايات المتحدة لمحاربة “داعش”, المرحلة الآخيرة من عملية تحرير “الرقة” في حزيران/يونيو الماضي، ومنذ ذلك الوقت تزايدت أعداد الفارين من المدينة.
وأعلنت القوات أواخر تموز/يوليو الماضي استعادة نصف المدينة التي تحولت إلى معقل للتنظيم منذ 2014، ولا يزال يفرض سيطرته على 5 أحياء بها، ويستمر قصف التحالف السوري الكردي على المدينة لاستعادتها بالكامل.
حملة عسكرية في دير الزور..
أعلن التحالف, الجمعة الماضي, أنه سوف يشن خلال أسابيع معركة جديدة ضد التنظيم الإرهابي في “دير الزور”, بالتوازي مع العمليات العسكرية في الرقة، ومع انتظار بدء معركة دير الزور يسعى المزيد من المدنيين إلى الفرار أملاً في النجاة.
اتفاق نقل عناصر من “داعش” إلى دير الزور..
وقع النظام السوري اتفاقاً مع “حزب الله” اللبناني بخصوص نقل 300 عنصر من عناصر تنظيم “داعش” من منطقة “القلمون الغربي”, الواقعة على الحدود اللبنانية السورية, إلى دير الزور.
بينما شنت طائرات التحالف الدولي غارة على الحافلات التي تقل العناصر الأربعاء الماضي، جنوب دير الزور.
ووصف متحدث باسم التحالف, الاتفاق بأنه “يقوض جهود مكافحة الإرهاب”, واستنكر موقف الجيش اللبناني السلبي، موضحاً أن التحالف لا يمثل جزءاً من اتفاق النظام السوري مع “حزب الله” وأن الطائرات نفذت الهجوم لمنع تقدم الإرهابيين.
62 ألف لاجئ..
صرح ممثل منظمة “يونيسيف” في سوريا، “فران إكيزا”، بأن أعداد اللاجئين ارتفعت بشكل ملحوظ في المخيمات خلال الأسبوعين الماضيين، ويصل إليها المدنيين بينهم أطفال وبالغين ويمرون خلال طريقهم بحقول الألغام ونقاط المواجهة, وأحياناً يضطروا إلى البقاء لفترات مختبئين.
ويعيش حوالي 62 ألف لاجئ في مخيمات “عريشة” و”عين عيسى” و”مبروكة”، في الرقة والحسكة.
ويصل إلى المخيمات الثلاثة ما بين 800 وألف شخص بشكل يومي، وأغلبهم يسكنون في مخيم “مبروكة” لأن به سعة أكبر لاستقبال لاجئين جدد.
130 ألف لاجئ على الأقل لا أماكن لهم في المخيمات..
أضاف “إكيزا”: “يوجد ما بين 130 و140 ألف لاجئ لم يجدوا أماكن في المخيمات، والأوضاع في الرقة ودير الزور صعبة للغاية، ونتوقع فرار أكثر من 100 ألف شخص خلال الأشهر المقبلة، ولتزويدهم بالمساعدات الإنسانية تحتاج يونسيف إلى 17 مليون دولار خلال الأشهر الثلاثة المقبلة”.
وأشارت المنظمة إلى أن الأمم المتحدة طالبت الأطراف المتنازعة بوقف القتال بشكل مؤقت في “الرقة” للسماح للمدنيين بالخروج من المدينة.
ضرورة إعلان هدنة وإنشاء ممرات آمنة..
صرح المبعوث الإنساني للأمم المتحدة في سوريا، “جان إنغلاند”: بأنه “حان الوقت للبحث عن إمكانات إعلان هدنة أو ما شابه لتسهيل خروج المدنيين المحاصرين”.
وأضاف: “إنهم محاصرون داخل متاهة مميتة ويتعرضون للضرب من كل مكان”. وحذر من خطورة الأوضاع, مطالباً بضرورة وضع حمايتهم أولوية من خلال إنشاء ممرات آمنة للفارين.