سبق لي إنا وعدد من الإخوة الصحفيين قبل أكثر من ثلاثة أشهر مضت ضمن حملة( كتابات) للتضامن مع الصحفي العراق المعارض حسن الزيدي المطالبة بإطلاق سراحه بعد أعاده محاكمته حيث حكم عليه بالسجن لسنه واحده في جريمة تزوير جواز سفر عراقي مزعوم لا علم له بها والفاقدة لكل المبررات في ضوء سيره الرجل ونضاله الوطني وتضحياته وما عرف عنه من نبل الأخلاق واحترام القانون وهل يعقل ان يقدم على عمل مثل هذا من أسس وترأس العديد من صحف المعارضة بعد تخرجه من كليه الإعلام في القاهرة عام 1977 م وانفق من اجلها سنوات عمره وماله وضحى حتى باستقرار اسرته؟؟؟
لقد ناشدنا السلطات العراقية للتدخل من اجل إطلاق سراحه في ضوء السيرة الوطنية والمهنية المشرفة للرجل و لأنه من غير المعقول ان يقدم شخص ما يحمل جواز سفر أجنبي على الدخول للعراق بجواز سفر عراقي مزور حصل عليه من سفارة العراق بالسويد نتيجة خطا ما وربما نيه لا يعلمها إلا الله!!!
لقد نذر هذا الرجل حياته منذ السبعينات من اجل العمل الصحفي الشريف ومقارعه الدكتاتورية وتعرض لأكثر من محاوله اغتيال ومضايقه خلال فتره النظام السابق كما تعرض للخطف عام 2006 داخل العراق من قبل عصابة إرهابيه وكاد ان يتعرض للذبح لولا مشيئة الله وعاد رغم ذلك للوطن قبل بضعه أشهر ليعاود نشاطه الصحفي رغم وضعه الصحي المتدهور وظروفه العائلية دون ان يعلم انه لن يرى من بغداد التي عشقها حد الجنون سوى زنزانة السجن وحكم قضائي قاس جدا لم يصدقه في البداية .
وكان أول من استجاب لهذه المناشدة لانقاذ حياه الزيدي مشكورا معالي الأخ حسن الشمري وزير العدل الذي قدم للزيدي وأسرته كل مساعده متاحة في نطاق القانون وقام بعرض تظلمه على رئاسة الوزراء التي سبق لها الاطلاع على تفاصيل هذه القضية كون المدان بها من الأقلام الصحفية العراقية ألمعروفه التي كانت تحمل تطلعات المعارضة العراقية وهموم القوى السياسية الرافضة للدكتاتورية والقمع والحروب في بيروت ولندن والإمارات علما أن الزيدي شخصيه مستقلة سياسيا ولم يطلب من الحكومه أي مساعده او تعويض او احتساب لسنوات كفاحه الإعلامي من اجل الحصول على راتب تقاعدي رغم ان الرجل قد خسر كل ما يملك من اجل الدفاع عن أفكاره من خلال مشاريعه الصحفية .
لقد تمت موافقة مجلس الوزراء على طلب الزيدي للحصول على العفو في ضوء دراسة ملف قضيته وقد ابلغ بهذا الأمر قبل عيد الفطر المبارك وكاد الرجل الذي لا يستطيع الوقوف على قدميه الان من شده المرض ووطأت السنين العجاف إن يطير خارج الأسوار فرحا باستعادة حريته وتبرئته من جرم لم يرتكبه ويعتبره أهانه أخلاقيه ومهنيه له ولسمعته حيث تبادل التهنئة عبر الهاتف مع أسرته المبعثرة في عده دول في العالم ومع أصدقاءه وشكر والدموع تتدفق من عينيه المتعبتين كل من وقف معه في محنته ومن بينهم الدكتور علي الدباغ الناطق الرسمي باسم الحكومة ونقابه الصحفيين العراقيين وغيرهم من الشرفاء الذين تعاطفوا مع قضيته ..
لكن فرحه الصحفي السجين لم تكتمل فحتى هذه اللحظة لم يصل كتاب العفو عن حسن الزيدي من رئاسة الوزراء الى رئاسة الجمهورية للتوقيع عليه من قبل الرئيس او نائبه وفقا لقانون العفو الذي هو من صلاحيات رئاسه الجمهورية فقط رغم مرور ما يقارب الشهرين و قد أمسى الرجل يعاني داخل السجن وضع الإحباط الشديد الذي يفاقم من وضعه الصحي المتدهور خاصة وانه اجري أكثر من عمليه في القلب ويشكو من إلام في الكبد و إمراض الشيخوخة وبحاجه ماسه الى رعاية طبية سريعة لمنع تدهور حالته الصحية المرتبط بوضعه النفسي وقد تخطى الرجل عتبه الستين حيث كان يتوقع ان يعيش سنواته القادمة في بغداد حلمه وعشقه الأوحد مع أصدقاءه وأقاربه الذين فارقهم مستعيدا ذكريات الأمس مع بناته وأحفاده كواحدة من أجمل أحلام وأمنيات ملايين الغرباء والمهجرين العراقيين في الخارج وحال السجن دون لقاءه بهم مجددا او تحقيق هذا الحلم الإنساني البسيط ..
مره أخرى باسم أصدقاء وزملاء حسن الزيدي من الصحفيين نناشد السادة المسئولين والامانه ألعامه في مجلس الوزراء ورئاسة الجمهورية للإسراع بانجاز معامله العفو عن هذا الصحفي الرائد والشجاع قبل ان نفقد هذا الرجل الذي كان ينتظر التكريم والتقدير لجهوده الإعلامية الرائعة واخشي ما أخشاه ان يتعرض لحاله انهيار قد تودي بحياته لا سامح الله .