من الأساليب الناجعة في إدارة الدولة بكل مفاصلها هو إيجاد رجل مناسب لمكان مناسب ، كيف يتم البناء الصحيح دون وجود رجل تخصصي في عمل يتناسب مع قدرات هذا الرجل سواء على مستوى الكفاءة العلمية والقيادة الادارية وفوق كل هذا وذاك خوف الله في العمل ، مشكلة العراق بل أغلب الدول العربية عدم التعامل مع هذه الحكمة وهذا ما يجعلنا في آخر المركب قياسا ببقية الدول الأخرى المتقدمة ، وفي عراقنا بات العمل الصحيح عملة نادرة يبحث عنها المسؤول الكبير لضمان استمرار سير المركب حسب بوصلة النجاة للوصول إلى بر الأمان ، أنا رجل عراقي أسكن في بغداد ضمن الرقعة الجغرافية التابعة لبلدية المنصور وحالي حال كل المثقفين الذين يحرصون على البلد باي طريقة فمن خلال مشاهدتي لأعمال الكثير من المسؤولين في الدولة أستطيع تحديد أهلية هذا المسؤول أو ذاك مهما كانت المهام الملقاة على عاتقه إن كانت كبيرة أو صغيرة ، من خلال هذه المتابعة اقتنعت بالمطلق بمهنية مدير عام بلدية المنصور مع العلم إني لا أعرف حتى أسمه لكن أرى وأسمع عن الإنجازات التي تقوم بها هذه البلدية وما تقدمه من خدمات بلدية على مستوى الرقعة الجغرافية التابعة لها ووجدت أن بلدية المنصور فعلا تستحق أن تكون الوجه المشرق لمدينة بغداد الرشيد ، وبحسبة بسيطة نستطيع أن نقيس عمل وجهد هذا الرجل بعد أن نعرف إن هذا الرجل يعمل في اليوم 12 ساعة متواصلة وفترة تواجده في مكتبه الرسمي لا تستمر أكثر من ست ساعات فقط وبقية الوقت يتواجد خارج الدائرة في متابعة الجهد الخدمي لمديريته وهذا العمل الاستثنائي يدل على إن الرجل يستحق المكان والمنصب الذي يشغله وربما يستحق أكثر من هذه المساحة في العمل ، حاولت بشغف التقصي عن الرجل ولكن لم أفلح سوى بمعرفة أنه مهندس خريج كلية الهندسة قبل ثلاث عقود حينها قلت حمدا لله لم يكن من مهندسي المنفيست أسوة بضباط المنفسيت الذين أزهقوا أروحنا بغبائهم والحكومة متمسكة بهم لانهم تابعون لأحزاب الإسلام السياسي ، اتمنى من كل قلبي أن يتابع السيد أمين بغداد أو من ينوب عنه عمل هذه المديرية ليكون على دراية بما نكتب قبل أن نكتب كاشفين عن أسماء ومناصب رجالات العراق الخيرين والمخلصين ونتمسك بوضع الرجال المناسبين في الأمكنة المناسبة حتى نتجاوز هذه العقدة التي أبتلت بها الشعوب العربية والإسلامية وهي عقدة ( المحسوبية والحزبية والمناطقية ) ورحم الله من عرف قدر نفسه .