19 نوفمبر، 2024 1:42 م
Search
Close this search box.

ارستقراطيون بلا مروءة

ارستقراطيون بلا مروءة

كان أشد بأسا، واكثر صلابة، حين ترك للغير إرثا، وتأريخا مشرفا، واكتفى برمزية الانتماء لذلك البيت والى أولئك الاباء، لم يبد غير التناصر، بينما ابتدأ غيره بالتناحر.
المروءة سجية في نفسه، فلم يظهر سوء حال لقصد، ولم يوجه لغيره ذم رغم الاستحقاق، جوهر من أدب النفس، ومروءة لا يمتلكها الكثير.

بين صبر، ومجاهدة، وعناء؛ وبين خيارات صعبة، وتحديات عمرها تسع سنوات، كان يكن الوفاء احتراما لمن عاصروا عبق رائحة الجهاد، ولا يزال كذلك، وقف عارفا، متحديا من خالفه المبدأ انتصارا للمبادئ، بل راهن على انه لم يحتكر ذلك الإرث لنفسه رغم أحقيته، وقف عارفا ان مولوده الجديد رغم أصالته سيتهم بعدم الشرعية، تشكيكا تارة، أو تأتي المغريات تارة اخرى لتصفع العقول، فتتناسى عمدا مبادءها.

أية مروءة هذه حين تُعلَن حربا على من غادر مجلسا أسس بدماء أهل بيته، وبنى دعائمه عمه ووالده، هو يسعى جاهدا لتضميد الجراح، والنأي بالنفس عن الهوى لعبور المرحلة، والغير يتوقف عند الجزئيات، أية مروءة عندما يحاول البعض خلق الحواجز، بينما صاحب الحق يحاول كسرها، هو خرق في الأفكار، او انه انحراف عن الحق بقصد، يلمسون التأثير ويحيدون عنه، لمن هو محور وقطب مهم في الميدان الدولي والإقليمي.

المروءة السياسية أصبحت عملة نادرة، حين ينيخ التخاذل على بعض الساسة بكلكله، أمام سباق في إستحصال المنافع مقايضة بالمغريات، رغم اني لم أشهد من واقع عالم هؤلاء الساسة إلا طورهم الأخير، إلا اني أجد إن من الأجدر لهم ان يعتزلوا السياسة، قبل أن يكتشف اﻵخرون بوادر العفن في أفكارهم.

يعيبون على من ترك الإرث، والتاريخ الجهادي، وانتفض أمام واقع فعلي يعيشه العالم، كونه أراد لهم أن تتسع أعينهم لرؤية الواقع واقعا، بعيدا عن التنظير، واللوذ وراء ارستقراطية العروش.

الحرس القديم، زاحمه واقع لابد ان يتم تقبله، ثورة الشباب بسواعدهم الفتية القوية، وعقولهم المتوقدة؛ لكن الغضب لم يدع لهم فرصة لتدبر العواقب، وغضوا الابصار.
إن ثقل الإرث الذي يتقوقعون حوله، لم يأت الا برمزية تجذرت من صلب اسم عائلة الحكيم، واسم مشروعه الذي بدأ من حيث انتهى الباقون، فمهما علت النبرات واخشوشنت، سيكون للشباب قبضة من صوان لمسك زمام الامور، وهذا واقع لابد ان يتم تقبله.

وصية لم تتبع، وامانة لم تصان، بل جوبهت بالمكر، والنكران، والعدوان؛ فما اشفق الظلوم الجهول على حمل امانة كهذه.

أحدث المقالات