رسائل احتفالات الأكراد بألمانيا .. دولتنا قادمة وهناك من سيتصدى لتركيا إذا ما قررت العبث !

رسائل احتفالات الأكراد بألمانيا .. دولتنا قادمة وهناك من سيتصدى لتركيا إذا ما قررت العبث !

خاص – كتابات :

“الأكراد” حاسمون هذه المرة وعازمون دون أي تراجع على إجراء استفتاء, تؤكد جميع شواهده على أن التصويت عليه لصالح الانفصال عن العراق, ويكفي المظاهرات الاحتفالية الحاشدة التي شهدتها شوارع مدينة “كولن” بألمانيا بالأعلام الكردية.

دعم ألماني واضح ومكايدة سياسية لـ”أردوغان” تحمل تهديداً عسكرياً !

فهي رسالة دعم واضحة من ألمانيا على تأييد استفتاء “إقليم كردستان” لإقامة دولة الأكراد الخاصة بعيداً عن الحدود العراقية والسلطة في بغداد، وإن لم يتخذ ذلك مساراً رسمياً حتى اللحظة.

كما تأتي كنوع من “المكايدة السياسية” للنظام التركي, وعلى رأسه الرئيس “رجب طيب أردوغان”، الذي يعلم الألمان جيداً مدى رفضه وخوفه من إقامة دولة كردية على حدود بلاده تدعم حركات يصفها هو بالإرهابية، قد تسبب له ارتباكاً سياسياً وربما تهديداً أمنيا كما يزعم على طول الخط، لكن المؤكد أنها رسالة قوية بأن ألمانيا ستقف مع الأكراد ولو اضطرت عسكرياً, خاصة أنها سحبت قواتها من “قاعدة أنجيرليك” التركية !

أعلام إسرائيل لم تغب عن المشهد..

اللافت في الأمر أن هناك دعم آخر لاستفتاء كردستان من بلد, يرفض بعض السياسات “الاردوغانية”، كإسرائيل, بدا واضحا من رفع الأعلام الإسرائيلية ضمن المشاهد الكردية الاحتفالية التي أقيمت في السادس والعشرين من آب/أغسطس 2017 بألمانيا وضمت الآلاف من أكراد ألمانيا استعداداً للاستفتاء المقرر في الخامس والعشرين من أيلول/سبتمبر من ذات العام، ما يعني أن هناك تأييد ولو على المستوى الشعبي.

داعمون في الداخل العراقي: حمل السلاح ضرورة إذا ما قرر أحدهم إعاقة الأكراد !

في بقعة أخرى من الأرض وتحديداً بالعراق، يقول قائل إن الأمر هذه المرة سيختلف وأنه ربما نشهد حرباً جديدة إذا ما اعترض أي من دول الجوار على نتائج الاستفتاء التي غالباً ما ستأتي لصالح الانفصال.

حتى إن أحدهم اعتبر الاستفتاء ونتائجه حقاً من حقوق الإنسان للأكراد, وأنه في سبيل نيله سيفعلون المستحيل وإن اضطروا إلى حمل السلاح !

أصوات عربية إيرانية تركية وقحة !

نعم قالها رئيس التحالف المدني الديمقراطي ورئيس حزب الأمة العراقي، “مثال الآلوسي”، في معرض حديثه لإحدى المحطات التليفزيونية، مؤكداً مباركته وحزبه ما وصفها بالخطوة الشجاعة التي تأتي مع تواجد عدد من الدول الراغبة في مزيد من السيطرة على الأكراد وأولهم جيرانهم من الإيرانيين والأتراك !

بل ذهب الرجُل إلى وصف الأصوات التي تتعالى رافضة الاستفتاء على انفصال كوردستان بالأصوات “الوقحة”، ومن بينها بعض الأصوات في عدد من الدول العربية وحتى في بغداد نفسها.

إذاً للاستفتاء من يؤيده في الداخل العراقي, وإن كان يسير في اتجاه مغاير لبعض السياسيين والمسؤولين في بغداد وعلى رأسهم يأتي رئيس الوزراء “حيدر العبادي”, الذي يرفض أي استفتاء أو انفصال للاكراد عن العراق، مشدداً على أن الاستفتاء غير دستوري وأن من مصلحة الأكراد البقاء مع العراق، فأي مصلحة كان يقصدها “العبادي” نال كرامتها الكُرد ؟!

بيد أن دولاً كثيرة في أنحاء متفرقة حول العالم باتت توقن أن دولة جديدة ستنضم قريباً إلى مصاف الدول المستقلة, وهي دولة “كردستان”, لذا عمدت إلى فتح ممثليات قنصلية وإرسال بعثات دبلوماسية إليها.

التمثيل الدبلوماسي يتزايد في “إقليم كردستان العراق”..

فقد قررت كل من “أوكرانيا وسريلانكا” مؤخراً فتح ممثلياتها في الإقليم، لتصل عدد بعثات الدول الأجنبية في كردستان إلى 38 ممثلية، من بينها “ألمانيا وروسيا وأميركا وبريطانيا وفرنسا وكوريا الجنوبية وإيران وتركيا وإيطاليا ورومانيا”.

ومن الدول العربية ذات القنصليات في الإقليم “الأردن ومصر والإمارات والسعودية” !

الإعلام القطري يثني على “بارزاني”..

الإعلام القطري بدوره لم يترك الحديث عن الدولة الكُردية المنتظرة يمر دون تعليق، بل تعامل على طريقته الخاصة مع الحدث بإجراء تعريف وحلقة خاصة عن زعيم الإقليم “مسعود بارزاني”.

إذ قالوا عنه إنه لا يكف عن التشديد على تمسكه بالحقوق الكردية, ليس انطلاقاً من كونه رئيساً للإقليم وحسب، بل لكونه سليل أسرة كردية تصدرت المشهد الكردي في العصر الحديث.

فهو نجل الجنرال “مصطفى البارزاني” الذي قاد القضية الكردية صعوداً وهبوطاً وحرباً وتفاوضاً.

هل يمتلك “مسعود بارزاني” من العمر والدعم ما يكفيه للحفاظ على الدولة الوليدة ؟

“مسعود بارزاني” من مواليد “مهاباد” في إيران عام 1946 – أي أنه يبلغ الآن من العمر 71 عاماً.. بالتزامن مع إعلان جمهورية كردستان المستقلة في الأجزاء الشمالية الغربية من إيران.

ولم تدم الدولة التي طالما حلم بها الأكراد غير 11 شهراً، كونها ولدت من رحم التجاذبات وقتها التي سادت المنطقة والعالم إبان الحرب العالمية الثانية.

دعم الاتحاد السوفياتي الدولة الوليدة’ لكن دعمه أيضاً لم يدم طويلاً، تشتت شمل النخبة العسكرية والسياسية الكردية بانهيار “جمهورية مهاباد”، وانتقل “مصططفى بارازاني” إلى كردستان العراق لتبدأ مرحلة جديدة من القضية الكردية.

اضطر “مصطفى البارزاني” إلى اللجوء إلى الاتحاد السوفياتي بصحبة أسرته, قبل أن يعود إلى العراق مجدداً.

التحق “مسعود بارازاني” بقوات “البيشمركة” عام 1962, وشارك في العمليات التي انطلقت ضد القوات العراقية قبل ذلك بعام.

شارك في وفد “الحزب الديمقراطي الكردستاني”, الذي فاوض بغداد من أجل الحكم الذاتي للإقليم.. لكن الاتفاقية انهارت عام 1975 بعد توقيع اتفاقية الجزائر بشأن “شط العرب” بين العراق وإيران.

خضعت القضية الكردية بعد ذلك لكثير من التطورات خاصة في المنطقة والعراق، لاسيما بعد سقوط “نظام الشاه” في إيران واندلاع الحرب العراقية الإيرانية، إذ صعد الأكراد عملهم العسكري.

حرب الخليج الثانية بداية إقامة الدولة الكردية والغزو الأميركي ثبت أركانها و”داعش” منحها التمدد !

على الساحة العراقية، مثلت حرب الخليج الثانية منعطفاً مركزياً في المسار الكردي، فقط تدخلت الولايات المتحدة لتفرض حظر طيران فوق كردستان العراق، ما مثل فرصة ذهبية للقوى الكردية من أجل ترسيخ أقدامها على الأرض، وممارسة أشكال متعددة من السلطة.

استمر الوضع كما هو عليه حتى الغزو الأميركي للعراق عام 2003، فبات “إقليم كردستان العراق” واقعاً ودستوراً، فتصاعدت طموحات وأحلام الأكراد نتيجة الصيغ التي حكمت تقاسم السلطة في العراق وبروز الروح الطائفية وتداخل وتقاطع خطوط الدعم والمصالح الإقليمية والدولية وصولاً إلى ظهور تنظيم “داعش” والحرب على الإرهاب، ما مثل فرصة ذهبية أمام قوات “البيشمركة” الكردية لتقديم نفسها كفصيل قادر على التصدي للإرهاب مع السيطرة على مساحات شاسعة من الأراضي.

وفي هذا الخضم أعلن “بارازاني” إجراء الاستفتاء لتقرير مصير الإقليم وأوقظ حلم إقامة الدولة الثانية للأكراد.. فهل تمر دولته دون معوقات ؟.. وإن مرت هل تستمر طويلاً أم لا يكتب لها الاستمرار ؟

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة