11 أغسطس، 2025 12:22 م

تحليل إسرائيلي : الأطماع السياسية تدفع العبادي لدمج “الحشد الشعبي” في الجيش العراقي !

تحليل إسرائيلي : الأطماع السياسية تدفع العبادي لدمج “الحشد الشعبي” في الجيش العراقي !

خاص : ترجمة – سعد عبد العزيز :

بعد الانتصارات المهمة التي حققتها القوات العراقية المشتركة على تنظيم “داعش” في عدد من المدن العراقية, كانت آخرها مدينة الموصل, بدأت معركة أخرى لا تقل أهمية هي معركة تحرير “مدينة تلعفر”.

وفي هذا السياق نشر موقع “منتدى التفكير الإقليمي”, مقالاً للكاتب والمحلل السياسي الإسرائيلي “عيدان بارير”, يستعرض فيه تشكيل القوات المشاركة في معركة “تلعفر”، ودلالات المشاركة الرسمية للحشد الشعبي في هذه المعركة.

تشكيل قوات معركة “تلعفر”..

يقول “بارير”: “أعلن رئيس الوزراء العراقي “حيدر العبادي”, في بيان متلفز يوم الأحد الماضي (20 آب/أغسطس), عن انطلاق عملية (قادمون يا تلعفر) العسكرية لتحرير المدينة من يد مقاتلي تنظيم “داعش”. وصرح “العبادي” أن كافة القوات العراقية من جيش وشرطة وقوات مكافحة الإرهاب، بالإضافة إلى “الحشد الشعبي” والقوات المحلية ستشارك في العملية”.

ويضيف الكاتب الإسرائيلي أن قائد عمليات “تلعفر” قد كشف عن معلومات بالغة الأهمية بشأن تشكيل القوات العسكرية المشاركة في معركة استعادة المدينة, التي لا يزيد فيها عدد مقاتلي تنظيم الدولة عن ألفي مقاتل.

موضحاً “بارير”: “فضلاً عن الإسناد الجوي الذي ستقدمه القوات الجوية العراقية, مدعومة من طيران التحالف الدولي، سيشارك من سلاح المدرعات الفرقة التاسعة التي مثلت القوة الضاربة في معركة تحرير الموصل، ومن سلاح المشاة تشارك الفرقتين الخامسة عشر والسادسة عشر اللتين انضمتا إلى معركة الموصل في مرحلة متأخرة، ومن قوات العمليات الخاصة أو ما تعرف بقوات مكافحة الإرهاب تشارك الفرقة الأولى المشهورة بالفرقة الذهبية, وكذلك الفرقة الثالثة التي تعتبر أصغر فرق العمليات الخاصة والتي كان لها دور في نهايات معركة الموصل، ومن الشرطة الاتحادية تشارك الفرقة الآلية والفرقة السادسة وفرقة الرد السريع، ومن قوات “الحشد الشعبي” يشارك إثنا عشر لواءً هي: (2، 3، 4، 5، 6، 10، 11، 17، 26، 43، 47، 53)”.

“العبادي” يطبق مبدأ تكثيف الجهود..

يواصل المحلل الإسرائيلي: “من خلال هذا العرض المفصل يتبين حجم الكثافة الهائلة للقوات العراقية في معركة “تلعفر”، وأن هذه القوات المحتشدة الآن لا تقل سوى بفرقة مدرعة واحدة عن القوات التي شاركت في معركة الموصل التي تبلغ مساحتها أثني عشر ضعف مساحة “تلعفر” ويبلغ عدد سكانها ثمانية أضعاف سكان تلعفر. إن الحكومة العراقية قد طبقت بهذا الحشد الهائل أحد أهم مبادئ الحرب وهو مبدأ “تكثيف الجهود”، وأرادت من ذلك أن تبعث برسالة واضحة إلى تنظيم داعش مفادها أن الحكومة عازمة على إنهاء هذه المعركة في أسرع وقت ممكن، كما بعثت برسالة لجميع المعنيين بالشأن العراقي مؤداها أن الجيش العراقي قادر على استخدام القوة وبكثافة عالية خلافاً لما أُشيع عنه بعد انهياره في صيف عام 2014”.

رسمياً “الحشد” جزء من الجيش العراقي..

يرى “بارير” أن ما يثير الانتباه حقاً في بياني “العبادي” وقائد عمليات معركة تحرير “تلعفر”, هو مشاركة ما وصفاها بـ”ألوية” الحشد الشعبي، وهي في الواقع ميليشيات مسلحة. فعند الإعلان عن بداية الغارات الجوية على “مدينة تلعفر”, قبل أسبوعين, صرح الجيش العراقي أن قواته فقط هي من ستشارك في المعركة البرية، ثم لما صدر بيان “العبادي” وبيان قائد عمليات معركة “تلعفر”, الأسبوع الماضي, إذا بهما يربطان بشكل رسمي, وربما للمرة الأولى, بين ميليشيات الحشد وبين الجيش العراقي.

ويتعقد الكاتب الإسرائيلي أن هذه الخطوة هي الأخيرة في العملية التي تبناها “حيدر العبادي”, على مدار العام الماضي, لدمج الميليشيات الشيعية في القوات المسلحة العراقية، وهو ما يعني أن عناصر تلك الميليشيات ستحصل على كامل الحقوق والصلاحيات التي يتمتع بها أفراد القوات المسلحة العراقية.

“العبادي” ومطامعه السياسية..

يؤكد الكاتب على أن تلك الخطوة سيكون لها ما بعدها على الصعيد العسكري, والأهم من ذلك على الصعيد السياسي، لا سيما وأن العرق مقبل على انتخابات شاملة في نيسان/أبريل 2018، التي ستكون المرة الأولى التي يضع “العبادي” نفسه في مرمى اختيار الشعب العراقي، لأنه تولى منصبه الحالي قبل ثلاث سنوات بعد أن قاد انقلاباً أبيضاً داخل حزب “الدعوة”, أطاح فيه برئيس الوزراء السابق وخصمه اللدود “نوري المالكي”.

ويرى “عيدان بارير” أن “العبادي” – من منطلق بحثه عن أي تأييد مهما كان حجمه – يعتقد أن استيعاب الميليشيات الشيعية داخل القوات المسلحة العراقية سيوفر له قاعدة دعم قوية من عناصر تلك الميليشيا وعائلاتهم، والأهم من ذلك أنه سيضمن الحصول على دعم قادة تلك الميليشيات ورجال الدين الشيعة الذين يقفون خلفها ويضفون عليها الشرعية الدينية والشعبية.

جدير بالذكر أن تنظيم “داعش” لا يزال يسيطر في العراق، بالإضافة إلى “تلعفر”، على منطقة “الحويجة” في محافظة كركوك شمالي بغداد، ومنطقة القائم الحدودية مع سوريا في محافظة الأنبار غربي العراق.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة