22 نوفمبر، 2024 9:57 م
Search
Close this search box.

العراق وسياسة التوازن الإقليمي

العراق وسياسة التوازن الإقليمي

أن مآسي الإرهاب؛ جعلت العقلاء يضعون إستراتيجيات جديدة، تحدد خارطة مستقبل العراق، لاسيما بعد إن مضت عاصفة سقوط الموصل بأمان على ثلثي الوطن، الذي كان التمحور الطائفي، والصراع ألاثني، يشكل السبب الرئيس لما لحق بالثلث الأخر، وغدت البلاد ساحة للصراعات، ما يوجب الإقلاع عن ذلك، والمضي نحو سياسة التوازن الإقليمي.

إذ لابد من الاعتراف؛ إن العلاقات العراقية الإيرانية ليست علاقات مذهبية فحسب، ومن يريد إن يفكر بمصير الشعبين؛ عليه عدم التغافل عن تاريخ يمتد في عمق الدهر إلى مئات السنين؛ وعلاقات اقتصادية واجتماعية وعقائدية، وجغرافية على طول أكثر من 1400 كم بين البلدين، إلا إن تلك الوشائج يشوبها شيء من التشويش، نظراً للمعلومات غير الدقيقة، التي تبنى عليها بعض المواقف.

وبعد إن حقيقة العراق تحتم على الجميع القبول بوجوده، عنصراً أساساً في المنظومة العربية، فلا يمكن أن ينفك عن ذلك، رغم كل ما لحق به من قبل إخوته العرب، فعراق الرافدين، وجذوره القومية، والعلاقات المصيرية المشتركة، تدعم توطيد الأواصر الطيبة مع المحيط الإقليمي، وبنائه لعلاقات حقيقية، وفقاً للمصالح والمواثيق التي تربطه بالجوار العربي، والدول المؤثرة إقليمياً، مع الاحتفاظ بعلاقاته الأخرى.

لكن السياسة المتبعة من قبل إيران اتجاه العراق، تنظر إلى مجريات الإحداث بعين الريبة والقلق، نتيجة للمعلومات غير دقيقة التي تصل الطرف الإيراني، ومحاولة إثارة شيء من الإرباك والتشكيك بين الجارتين المسلمتين لغايات معينة، لكن الحقيقة ليس هناك ما يجعل القلق سيد الموقف، لان التجربة أثبتت بطلان مساع أولئك، الذين لا يريدون استمرار العلاقات الصادقة، التي تستثمر لصالح البلدين وشعبيهما.

ورغم ما يجري من محاولات لتعكير صفو العلاقات العراقية الإيرانية، على الأخيرة القبول بالعراق العربي، كون المنطقة تسير نحو التجاذب غير المحمود، الذي يجعل الرهان صعباً، أذا ربحته الإطراف الرافضة لسياسة حفظ التوازن الإقليمي، وغذته بالفتن والانشقاقات، ما يثير مآسي جديدة، تضر بالبلاد كثيراً، وتجربة عام 2009 كانت الأقسى على الوطن، عندما رفضت الرؤية الصائبة آنذاك، بعدم تجديد الولاية الثانية.

بنفس الوقت على المحيط العربي لاسيما السعودية، القبول بالعراق الإسلامي الشيعي كجزء أساس ضمن الواقع العربي، وعنصر مؤثر فيه، ولا يمكن التغافل عن هذه الخصوصية؛ فالواقع هو الواقع، وليس كما تشتهي النفوس، وإن الماضي لا يمكن أن يعود، فالشعب العراقي لم ولن يقبل بالظلم والتسلط، وعودة البعث من جديد، رغم كل الأخطاء التي ارتكبت بإدارة البلاد!! بقصد أو بدون قصد.

وعليه ما يطبق على العراق وفقاً للمعطيات أعلاه، ينسحب على السيد عمار الحكيم، باعتباره يشكل حجر الزاوية في تدعيم العلاقات العراقية- الإيرانية من جهة، والعراقية- العربية من جهة أخرى، فالعراق ماضٍ نحو حفظ التوازن الإقليمي، الذي لا يمكن انجازه إلا بوجود الشخص المقتدر على تحمل هذه المهمة التاريخية كالسيد الحكيم.

أحدث المقالات