بعد إقدام المجرم على إرتکاب جريمته، فإن الهدف الاول الذي يسعى إليه بکل مافي إمکانه هو الخلاص من آثار الجريمة لکي يضمن عدم دفعه لثمن إرتکابه الجريمة، وهذه حقيقة إعتبارية يمکن لمسها و إدراکها بوضوح من دون أي عناء، لکن وعلى الرغم من إن الکثير الجرائم العادية التي يتم إرتکابها ضد أفراد معينين تطوى في سجل النسيان و لايعد لها من ذکر، إلا إن الجرائم الاستثنائية و التي يتم إرتکابها ضد أعداد کبيرة و ذات بعد سياسي ـ فکري، هي جرائم لايمکن إخفائها أو التستر عليها مهما تم السعي من أجل ذلك، وإن الجرائم و المجازر التي إرتکبتها الاحزاب و الميليشيات التابعة لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، بل وإرتکبها النظام نفسه بحق الشعب الايراني و شعوب المنطقة، هي جرائم حية وأشبه ماتکون بکوابيس تحلق على رٶوس الجناة فتقض مضجعهم في صحوهم و منامهم.
عندما قام طغاة نظير نيرون و هتلر و موسيليني و رادوفان کارادوفيتش و سلوبودان ميلوسوفيتش خميني و من بعده خامنئي، وغيرهم بإرتکاب جرائمهم بحق شعوبهم و شعوب العالم، فإنهم کانوا يتصورون من إنهم فوق کل شئ و ليس هناك من قوة تجلعهم يدفعون ثمن إرتکاب جرائمهم، لکن الايام أثبتت من إن الظلم الفاحش المرتکب بحق أناس و شعوب مظلومة ستظل تطارد مرتکبيها حتى يتم الاقتصاص منهم، وهذا تماما مايحدث اليوم في إيران عندما نجد إتساع دائرة حملة المقاضاة التي تقودها زعيمة المعارضة الايرانية مريم رجوي، من أجل الاقتصاص من المتورطين فيها من المسٶولين الايرانيين وفي مقدمتهم المرشد الاعلى للنظام خامنئي.
نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية کأي نظام دکتاتوري إستبدادي يغالبه وهم الخلاص من دفع ثمن إرتکابه لمجزرة صيف عام 1988، وهو يعتقد في مخيلته بإمکانه الخلاص من المطاردة القضائية و القانونية للمقاومة الايرانية و لأهالي ضحايا المجزرة، لکن و عند إلقاء نظرة على التأريخ المعاصر و الحديث، نجد إن مساعي العمل من أجل الخلاص من آثار و تبعات الجرائم المرتکبة من جانب الانظمة الدکتاتورية تتقلص و تضيق بحيث يصبح الخلاص من الجريمة أشبه مايکون بوهم لايمکن تحقيقه أبدا على أرض الواقع.
نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية و أذنابه في المنطقة يجسدون اليوم الظلم و الجور بأصدق معانيه، وإن أياديهم تتقطر دما و هم وبدلا من أن يتعظوا و يعودون الى رشدهم فإنهم يتمادون أکثر، ولذلك لامناص من جرجرتهم أمام المحاکم الدولية للإقتصاص منهم وفي مقدمتهم مرشدهم الاعلى الذي يعتبر المعلم و الملقن الاکبر للجريمة في العالم کله.