المطلع عن كثب على اوضاع العراق وما ال اليه هذا البلد يستنتج دون عناء ان كل ما حل به كان نتيجة لسلوك وممارسة الكتل السياسية اساليب بعيدة كل البعد عن مفهوم ومنطلقات السياسة ، بل كانت ممارساتها عبثية وخبيثة خبث الجهات التي تقف وراءها ، ولقد انعكست مؤخرا مخرجات هذه الممارسات على اوضاع الكتل ذاتها ، واخذت تتشرنق وتتفلش، اخذ قادتها يبتعد بعضهم عن البعض الاخر ،لا بل اخذ البعض يكيل التهم للبعض الاخر ، ولو حاول اي منا فهم الاسباب لوجدها اسباب تتعلق لا باختلاف وجهات نظر ، انما اختلاف مصالح ، ولا باختلاف اراء حول منهاج انما خلاف حول زعامة ، ولا خلافات مبدئية انما خلافات تجارية ، لانها كتل لم تك كتل سياسية بل هي كتل ناتجة عن تجمع لاشخاس كانت توجهاتهم انانية تتقدم فيها الانا على الكل تتقدم فيها الذات على الموضوع ، تقف عندها النقابية قبل المهنية ، ترتفع فيها الطائفية فوق الوطنية ، وتتقدم عندها المناطقية على الوحدة العراقية ، الكل يدعي الاخلاص للعراق والكل قدم مصالح دول اخرى على مصالح بلده ، الكل نادى بالوحدة الوطنية وهو يعمل بالسر والعلن على تفتيت وحدتها،
ان هذه الكتل رغم كل محاولاتها تعرت تماما امام جمهورها رغم يقيننا نحن ان هذا الجمهور كان نتيجة لاستغلال هذه الكتل لعوامل دينية وولاء الناس لال البيت، او لتحريض من طرف من ان الطرف الاخر يريد بهم سوءا ، وهكذا نجد اليوم حال اغلب الكتل والناس تنفض من حولها في تصارع داخلي ونقاشات عقيمة ستطيح باغلبها ان لم تك قد اطاحت بها الان ، ما دامت هذه الكتل قد قامت على مصالح لا مبادئ….