18 ديسمبر، 2024 11:19 م

الإدارة شرف وكرامة والمسؤولون جعلوها خسَّة ونذالة!!

الإدارة شرف وكرامة والمسؤولون جعلوها خسَّة ونذالة!!

للأسف الشديد هناك بعض المسؤولين من اصحاب الضمائر الميتة الذين لم يصدقوا انهم اصبحوا مديرين عامين او وكلاء للوزارة وغير ذلك من التسميات . فحين يراجعهم المواطن يتعذرون بشتى الحجج الواهية واكثرها (عندهم اجتماع او وجود ضيوف). لم يفكروا بالمواطن المراجع وكيف وصل وكثرة الازدحامات وانقطاع الطرق وحضوره في الموعد.. كل تلك العقبات تواجه المواطن حين يراجع تلك الدوائر ولكن المسؤول تراه يتكلم عن السفر والايفادات والرصيد المصرفي والطموح بالوصول الى منصب اعلى واستثمار الاموال التي جاءت من السحت الحرام فضلاً عن انشغاله بالسكرتيرة وكثرة العقود والاختلاسات. لم يبقِ وقتاً للمواطن حتى يستقبله ويستمع الى ما يريد ولو لدقائق معدودة. المشكلة العويصة دائما التهرب والخنوع للوساطة البرلمانية او الوزارية وكثرة الاقارب والمعقبين ولهؤلاء الاولوية والمفاضلة على حساب المواطن الذي لم يجد حتى الكراسي اللائقة والمكان المناسب لغرض الجلوس والانتظار مساواةً بعمل الدول المتحضرة التي تحترم حقوق الانسان. لو كنتُ رئيس الوزراء لوزعت اعلانات وتوصيات وفيها عقوبات رادعة للمسؤول الذي يمتنع عن استقبال المراجعين، والغاء الاجتماعات ومنع استقبال الضيوف اثناء الدوام الرسمي ويتم تحديد يوم واحد في الاسبوع لهذا الاجتماع اللعين و(الملعون الوالدين). كل مسؤول يتذرع بالاجتماع وبالضيوف ويترك المراجعين ينتظرون لساعات طويلة فهو ملعون الوالدين من اليوم الى يوم الدين. لا يجوز ترك المراجع لساعات طويلة وهو يحتاج الى توقيع او هامش او استفسار او بيان رأي وغير ذلك. النصب والاحتيال و(التقفيص) على المواطن جارٍ على قدم وساق. احياناً ينتظر المراجعون أمام الباب ولكن المسؤول يخرج من الباب الآخر. وهذه الأفعال تنم على الخسة والنذالة والحقارة وعدم احترام حقوق الانسان. مهما تسنّم المسؤول من منصب واصبح من الاثرياء، لا تفيد تلك القذارات وهذا الجاه مقابل دعوة مظلوم عليه وسخط الإله فضلاً عن تلقيه الشتائم والسب واللعن بسبب هذه الخيانة للوظيفة وهي خدمة عامة كُلَّف بها المسؤول ويتقاضى اجرا مرتفعا مقابلها. فهو يسمع ويرى من خلال الكاميرات ، ويصر على انه أصم في تغابيه عما يريد المواطن، ولكن لا يفعل هذه الافعال ويقوم بتلك الاعمال الا (المأبون). تلك الاجراءات الروتينية التي اعتاد عليها الشعب العراقي لا وجود لها في بقية العالم اجمع فهناك استخدام للتقنيات الحديثة التي تغني عن المراجعات واستهلاك الوقت ودفع الرشوة من اجل توقيع او بصمة وغير ذلك. الى متى يبقى التخلُّف في الدوائر الحكومية؟! تجربة الاتصال ووضع الموبايل في المواقع الإلكترونية هذه من ابشع عمليات النصب والاحتيال على المواطن. لا توجد اجابة او الموبايل مشغول وربما يستخدم للمغازلة وسرقة الرصيد. متى ترى النور الحكومة الإلكترونية؟ نتمنى ان يوضع المسؤول داخل المكاتب ولا توجد جدران بل الزجاج الشفاف فقط لكي ننتهي من دوامة الاجتماع والضيوف ويشاهد المسؤول امام المواطنين المراجعين ونتخلص من هذا الروتين القاتل وتدمير الاعصاب من كثرة الانتظار بينما المسؤول يتمتع بكل شيء من ضلع المواطن المسكين. المطلوب من الشرفاء ابناء شعبنا من الأكاديميين والمثقفين والسياسيين وفي كافة محافظات العراق من شماله الى جنوبه الذين لم ينضوا تحت مظلة الأحزاب الفاسدة ولا المناصب التي افسدت البعض ان يعملوا جاهدين على تشكيل تنظيم او مؤسسة مجتمع مدني وتنسيق دولي باسم ( حقوق المواطن ) ليخوضوا الانتخابات القادمة وفي كافة المحافظات مهمتهم محاسبة الفاسدين وتقديمهم للمحاكم .. نتمنى انتهاء هذه الظاهرة والتفاتة الى الشعب واستقبال الناس وتفعيل التكنولوجيا في العمل وفي كافة دوائر الدولة.