منذ الاحتلال الامريکي للعراق، لايزال الدور و التواجد الايراني في العراق يمثل و يجسد أکبر تهديد لأمنه و استقراره، خصوصا بعد أن صار العراق أکبر حاضن لقوات الحرس الثوري و مقرات و مراکز مختلفة للمخابرات الايرانية في سائر أرجاء العراق، کما صار يمتلك أکبر جيش عقائدي من الميليشيات التابعة لإيران و تحت إشراف و توجيه الحرس الثوري، والذي صار معلوما هو إن إيڕان قامت و تقوم بإستغلال نفوذها في العراق خدمة مصالحها في هذا البلد خصوصا و المنطقة عموما، ولاسيما بعد أن تکرر قيام وجوه و قيادات من تلك الميليشيات بتهديد بلدان المنطقة بالتعرض لها.
داعش الذي کان يمثل احدى حلقات التآمر على العراق و أمنه و واحد من أقذر المخططات الايرانية المرسومة بدقة من أجل تقوية و ترسيخ النفوذ الايراني في العراق بعد أن تزايدت الدعوات و المطالبات في داخل العراق خصوصا و المنطقة و العالم عموما تطالب بحل الميليشيات التابعة لإيران و طرد الحرس الثوري منه و تحديد الدور الايراني، وکما يبدو واضحا جدا فإن إيران کانت ولازالت أکبر مسفيد من دخول داعش للعراق وهي التي تجني ثمار ذلك ويکفي أن نقوم بمقارنة بسيطة بين النفوذ الايراني في العراق قبل و بعد دخول داعش للعراق، کي نعرف الفرق الشاسع بينهما حيث إن النفوذ الايراني قد إزداد بعد دخول داعش أضعافا مضاعفة و الذي يثير السخرية هو إن ذلك يتم تبريره بدأب إيران من أجل المحافظة على أمن و استقرار العراق في حين إن ذلك محض کذب و إفتراء.
إيران التي تستخدم نفوذها و هيمنتها في العراق بإتجاه و سياق يخدم مشروعها و يضمن توفير أفضل الاجواء لضمان تنفيذه، ويبدو إن إيران في عجلة من أمرها بهذا الخصوص لأنها تواجه ضغوطا دولية و إقليمية مختلفة تجد صعوبة في تحملها وابالخص العقوبات الامريکية و إحتمال إلغاء الاتفاق النووي أو تشديد الرقابة الدولية على المنشئات النووية الايرانية، إذ أنه وفي کل هذه الحالات فإن إيران لاتجد مناصا من إيجاد ثمة منفذ او باب لکي تفتحه بوجه هذه الضغوط و تغير مساره ولو الى حين، وإن التحرکات الايرانية في العراق تسير من أجل تحقيق هکذا هدف ولاسيما بعد أن نجحت إيران في فتح طريقها المشبوه المار عبر العراق من خلال الموصل بإتجاه سوريا.
الطريق الافضل و الاقوم و الاضمن لضمان أمن و استقرار العراق، هو العمل الجدي على إجتثاث النفوذ الايراني فيه، فهو کان و سيبقى الخطر الاکبر الذي طالما بقي فإن العراق يبقى مهددا و لاسبيل لأمن و إستقرار راسخ فيه بالاضافة الى إنه سيمثل قاعدة للتطرف الديني و الارهاب الموجه للمنطقة و العالم.