لقد اتبعت ادارة الرئيس اوباما للصراعات الدولية نهجاً جديدا قد يختلف كليا عن سياسة الرئيس بوش الابن ، ولم تُعد ادارة اوباما تحتمل ما وقعت به من تبعات اخطاء بوش ونتائجها الوخيمة على السياسة الامريكية عامة ، وبالتالي كانت المرحلة الاولى من تولي اوباما الرئاسة فترة تصحيح الاخطاء وتحول امريكا من واجهة في الصراعات الى استراتيجية جديدة لاقت قبول اكثر اعضاء الكونغرس حتى من الجمهوريين ، في حين تبني المرحلة الثانية من رئاسته لهذه الاستراتيجية وتتلخص ان تكون واجهة خلفية للصراعات وتكلف حلفاءها باخذ ادوارها نيابة عنها نتيجة السخط الدولي وتذمر شعوب العالم اتجاه هذه السياسة . في المقابل تحمي الولايات المتحدة من توكلهم بادوارها بحمايتهم وحصانتهم في مجلس الامن الدولي من الادانة والعقوبة . وكان الصراع الليبي من ضمن خطة المرحلة الاولى وتميز بعدم زج الجيش الامريكي في الحرب في اسقاط القذافي ، واكتفت بفرض الحظر الجوي وتدخل الطائرات بدون طيار وعدد محدود من الطائرات المقاتلة في ادامة الحظر الجوي فوق ليبيا . اما الصراع السوري فدخل ضمن المرحلة الثانية من استراتيجيته للمنطقة والعالم وانابت عنها تركيا وقطر والسعودية في ادارة الصراع واسقاط الاسد اجلاً ام عاجلاً ، لذا تراها غير مكترثة لموضوعة الوقت في عملية انهاء الازمة حتى اذا استمرت سنتين اخرتين . واللافت للنظر ان اوباما بعد لقاءه الاخير مع الرئيس الروسي كن مقتنعاً بعقد مؤتمر جنيف ورفض الادارة الامريكية تزويد المعارضة السورية بالاسلحة في الوقت الحاضر ، والسؤال هنا لماذا في الوقت الحاضر ؟ بالرغم من الضغط الذي يمارسه عدد من اعضاء الكونغرس على اوباما لتزويد المعارضة بالاسلحة . نعتقد ان اوباما سيمارس لعبة جر الحبل مع الكونغرس لتأخير اطلاق الموافقة كي يتم تنفيذ الخطة كاملة وعدم التجاوز عليها بعدما تمت المصادقة عليها والتي وضعها احد مراكز الابحاث الامريكية ، وبالتالي سيكون اوباما ملزماً بها وفي نفس الوقت يطمئن ويهدأ الكونغرس واسرائيل ان الوقت لا زال مبكراً للاعلان عن التدخل مباشرة . اما الامر الاخر والمهم الذي يخيف اوباما انه لا يريد اعطاء دوراً فاعلاً لجبهة النُصرة بعد اسقاط الاسد وكيفية التعامل معها لانها جبهة متمردة حتى مع حلفاءها في التشدد والمراوغة فمن يضمن كفالتها ، وهل ستصبح مثل صنيعتها ( اسامة بن لادن ) الذي كان المدبر الرئيسي لهجمات 11/ ايلول 2011م على برجي التجارة العالمي في نيويورك عندما اقلب السحر على الساحر .