23 ديسمبر، 2024 9:08 م

الحصار على الشعوب لعنة العصر ووصمة عار بوجه القوى الغربية

الحصار على الشعوب لعنة العصر ووصمة عار بوجه القوى الغربية

ان تجربة الحصار التي استعملت ولأول مرة كانت اثر احداث 1991 بعد طرد صدام من الكويت واستمرت حتى نهاية عام 1996 وكان الضرر موجها ليس لنظام صدام وانما للشعب العراقي مباشرة حيث تعذر الحصول على الدواء والغذاء مما ادى الى وفاة الاف الاطفال والنساء وكبار السن مع ان كل ما يحدث عادة في مناطق الشرق الاوسط وحتى في بقاع اخرى من العالم هو مخطط له سلفا من قبل الدول الغربية وتتحمل اثاره الشعوب فقط واذا عدنا الان واخذنا بما يجري في سوريا التي استهدفت وضمن مخطط لتغيير خارطة الشرق الاوسط لحماية اسرائيل واحكام قبضة الغرب على الثروات النفطية وكانت الوسيلة واضحة هي بما اطلق عليه بما سمي بربيع الثورات ويؤكد اغلب المتتبعين بان هذه التسمية هي صفحة جديدة للتآمر الغربي ويدللون على ذلك سرعة سقوط الانظمة التي استهدفت والاعلام المضلل والتدخل وبكافة السبل من قبل رهط الدول الغربية بزعامة الولايات المتحدة بشؤون دول المنطقة وكانت العقبة الكأداء التي لا زالت هي سوريا حيث سيتم بالقضاء عليها تمكين اسرائيل من ضم الجولان والضفة الغربية والتخلص مما يثر الارق الاسرائيلي من حزب الله كقوة مقاومة شعبية ويضعف من اوجه المقاومة لإيران بوجه الاستهداف الغربي وان الصمود السوري اعطى الدليل على ان الحكومة السورية تحظى بقطاع واسع من تأييد ذلك الشعب ويؤكد الكثير من المحللين ان بعض اطراف الدعم لما يدور من عنف داخل سوريا ومنها تركيا ادركت خطل توجهها لأنه سيؤدي بالنهاية الى الاضرار بوحدة تركيا نفسها ويقول المحلل السياسي حسني محلي من انقرة ان 80% من الشعب التركي اصبح يقف بوجه توجهات اوردكان ووزير خارجيته ويبدو ان اللعبة اصبحت الان تتزعمها الجامعة العربية ورئيسها نبيل العربي ويأخذ بخيوطها السيد محمد مرسي رئيس الجمهورية المصرية وتلك هي مسائل مترابطة فالجامعة بحكم سيطرة السعودية وقطر عليها وقد صرحت الناطقة باسم وزارة الخارجية الامريكية بان الولايات المتحدة لا يمكن ان تحضر مؤتمر لحل المسألة السورية عن طريق الحوار طالما بقي العنف مستمرا في ذلك البلد وهذا واضح جدا لعملية الاستباق لمهمة الاخضر الابراهيمي ولكن يؤكد اغلب المحللين اذا ما ادركت تركيا خطورة ما هي قادمة عليه وهي التي لم تدخل حرب قط منذ الحرب العالمية الاولى لحد الان بسبب تركيبتها الاثنية اذا ادركت تلك الخطورة فالمسألة تنتهي برمتها ويضيفون اولئك المحللين بان اوباما عندما اوعز لاوردكان قبل مدة شهر تقريبا بالبدء بعملية ما اسموه بالحكومة الانتقالية في سوريا فارسل وزير خارجيته الى اقليم كوردستان ليحاول توريط الاقليم بذلك تنفيذا لأمر اوباما ولكن المسألة وقفت ايضا وانتهت الدعوات لإيجاد منطقة عازلة او حضر جوي او بؤر استيطانية للاجئين داخل الارض السورية نتيجة الموقف الصلب الروسي الصيني في مجلس الامن ولكن ما يراد من المجتمع الدولي والدول المحبة للسلام والمناهضة للتوجهات العدوانية من قبل الغرب ان تقف بوجه الحصار الظالم الذي اعلنته كل من امريكا والاتحاد الاوروبي ومن جانب واحد ضد ايران وسوريا وقد صرح وزير الخارجية الروسي فيما مضى بان ذلك الحصار اخذ يؤثر على الاقتصاد الروسي وطلب نائب وزير الخارجية والمندوب الروسي في الاجتماع الاخير لمجلس الامن رفع تلك العقوبات فورا ومما يؤدي الى استمرار الصمود السوري وتعزيز ذلك الصمود ووصوله الى نهايته بتحقيق العدل والسلم الدوليين ويلقن المعتدين درسا هو تنفيذ ما اعلنته روسيا بانها لا تلتزم بأبعاد ذلك الحصار وليس من حق تلك الدول تفتيش سفنها وبذلك اذا ما فعلت روسيا ذلك فأنها ستكون قدوة لكافة دول عدم الانحياز وتقضي على تكرار اللعنة التي ستلاحق الغرب بما فعله من حصار اتجاه الشعب العراقي فالعقوبات التي فرضت فهي خارج نطاق ميثاق الامم المتحدة ونصوص القانون الدولي وكان فرضها تنفيذا لإرادة الغرب فقط ومما يثير السخرية والالم بآن واحد ان يخرج (نتنياهو) ويطلب من الولايات المتحدة ان تضع خطا احمر لإيران في مسألة مفاعلها النووي ذو الاغراض السلمية فـ (نتنياهو) هذا لديه الان من الرؤوس النووية ما يفوق التصور حيث ومنذ عام 1960 لم يخضع لتفتيش المنظمات الدولية ذات الاختصاص ولم يصرح بوجود اسلحة نووية لديه من عدمه ولم يوقع على معاهدة عدم انتشار الاسلحة النووية وهذا مؤشر يظهر عدم العدل والانصاف في ما يسمونه الان بالشرعية الدولية فتلك الشرعية اصبحت تضمن فقط مصلحة طرف واحد دون النظر الى مصالح الاسرة الدولية برمتها وحتى القوانين الداخلية التي ينتقدها بعض الفقهاء الليبراليين والذي يعتبرونها داعمة لوجود الانظمة المستبدة كنظرية التحديد الذاتي مثلا فهي تستند بشرعية وجودها ان يطبق النص على الحاكم وحاشيته بالدرجة الاولى واتباعه وميثاق الامم المتحدة الذي اصبح عتيقا وعاجزا عن مسايرة التطور الحضاري للإنسانية ويمثل وجهة نظر الغرب فالغرب نفسه لم يشأ ان يطبقه على اتباعه كإسرائيل التي تعتبر بمثابة المدلل للغرب بحكم هيمنة امريكا على الثروة النفطية واستلاب تلك الثروة من الحكام الذين يعتبرون بمثابة الحراس عليها بعد اعطائهم شيء من الفتات لتوزع تلك الثروة بين الاتباع التي تشتري ولائهم وتأييدهم لإسرائيل وقد رأينا بأم اعيننا كيف ان السيد محمد مرسي باجتماع الجامعة العربية الاخير يوجه وبنوع من الاستجداء للأسف الشديد كلامه لحكام الخليج بان يساعدوا السودان والصومال بدلا من ان يطور الجامعة ويجعل لها صندوقا تموله الدول الغنية ليساعد الدول الفقيرة وخلاصة القول على الدول المتصدية للتطلعات الغربية ان تدعم سوريا بكل ما تستطيع وتخرج على الحصار الذي فرض من طرف واحد وستجد سوريا تجعل من ارضها كأرض فيتنام فالخطة الموضوعة من قبل الغرب هي خطة السيطرة على العالم فنجدها اخيرا تطوق بأساطيلها الصين وتضم لحلفها جميع دول حلف وارشو والجمهوريات المستقلة التي كانت من ضمن الاتحاد السوفيتي السابق وآخرها جورجيا وهنا يتساءل المرء لم الاستقطاب لهذا الدول والجواب واضح جدا هو لغرض تطويق روسيا وعزلها عن العالم واذا ما افتقدت روسيا موطئ القدم الاخير لها في سوريا سيشجع ذلك الغرب على مواصلة استهداف النظام الليبرالي الجديد في روسيا الاتحادية .
[email protected]