ضمن استذكار النشطاء العراقيين لزميلهم الفنان والكاتب المسرحي هادي المهدي الذي اغتيل قبل يوم من تظاهرات ساحة التحرير في بغداد العام الماضي صدرت في القاهرة اليوم رواية عنوانها” الكاتم ” والتي كتب على غلافها انها رواية تسجيلية بامتياز تحتاجها المرحلة .
ضمن القراءة الاولى لهذا العمل التوثيقي البحت لمظاهرات الغضب التي عمت بغداد ومحافظات العراق عقب مرور شهر على الثورة المصرية ، يدخل القارئ في لعبة التخفي التي شاء صاحب كاتب هذا العمل ان يخفي هويته ربما خوفا من التصفيات التي يشهدها العراق منذ سقوط النظام البعثي حتى الوقت الراهن.
يكتشف عبر صوت الراوي وهو هادي المهدي نفسه السبب الحقيقي وراء يوم الغضب العراقي وكيف انتهت او تقلصت مظاهرات ساحة التحرير حتى تكاد اليوم لاتعير لها حكومة المالكي أي انتباه مثلما اربكتها قبل عام.
الكتاب يتألف من خمسة فصول في كل فصل تتداخل الاصوات التي تعزز القناعة بان هذا الكتاب قد اشترك في كتابة حلقاته اكثر من كاتب بينهم كتاب محترفين يحلقون في الشعرية العالية والخيال خاصة قصة النفط واسرار استمرار الموت والحروب في العراق .
وآخرون ارادوا ان تكون اللغة مباشرة واضحة تصل الى حدود الشارع العراقي بمواطنيه التي تسيطر الامية على غالبيتهم حسب احصائيات المنظمات العالمية .
شهيدة الاعلام العراقي الصحفية اطوار بهجت التي اغتيلت عام 2006 هي الاخرى حاضرة بقوة في رواية الكاتم واعلاميون وادباء قضوا نحبهم ايضا بطلقات الكاتم اثناء القتل الطائفي الذي شهدته بغداد 2004-2008 كانوا حاضرون امثال نقيب الصحفيين شهاب التميمي والمفكر كامل شياع والشعراء رعد مطشر ، احمد آدم، ورحيم العقيلي .
رواية تقول الكلمات التي كتبت على غلافها الخلفي : ” من يحاول منع هذه الرواية التي شبهت لهم ، فأما ان يكون قد تورط بدم العراقيين أو انه سيدخل منطقة التواطئ فيما لو حاول ممارسة اية رقابة على هذا الكتاب .
الكاتم عمل يوثق لاحداث ومرحلة مهمة من تاريخ العراق ويفتح الابواب على مصراعيها امام الادب التسجيلي حتى وان اختفت اسماء مدونيه خوفا من كواتم قادمة.