18 ديسمبر، 2024 11:05 م

برغم ان رواية الحرب والسلام للكاتب الروسي الكبير, ليو تولستوي, كانت قد كتبت في وقت اجتياح موسكو من قبل القائد الفرنسي الشهير نابليون ثم انسحابه مجبرا,الا انها تحمل بين طياتها احداث اجتماعية كثيرة منها ما هو نسج خيال الكاتب ومنها ما هو واقعي,والذي يهمنا منها هو انها كتبت في جو الشحن والاضطراب في مجمل اوجه الحياة, كالذي يمر به بلدنا الى حدا ما, حيث عانى الروس كما
عانت الامم الاخرى على مر العصور من الحروب و الصدامات التي الهت ابناءها عن الانشغال بالتطور وركب عجلة الحضارة وتقديم الحلول للمعضلات الاقتصادية وتوفير العيش الكريم لمواطنيها والسير في دروب الاكتشافات العلمية ومنها الحلول الممكنة للقضاء على بعض الامراض المستعصية التي تفتك بحياة الاف البشر منذ الخليقة . وبعد حقبة عسرت كل شيئ وعمقت العداوة والبغضاء, حتى فيما بين ابناء البلد الواحد, انتبه خلق الله وفي مقدمتهم ذوي العقول المنفتحة, الى ان التسامح والتصافح والجلوس الى طاولة الحوار وتقديم التنازلات المتبادلة في جزئيات تفضي الى تغليب المصلحة العامة وتخدم الشعوب والافراد على مستوى الدول والمجتمعات ,هو السبيل الوحيد للخلاص من استهلاك وضياع الزمن في مثل هذه الصراعات . وقد اصابت معظم الدول التي انتهجت هذا السبيل تقدما كبيرا ووفرت الرفاهية لشعوبها وازيلت اثار التهديم ليحل محلها البناء وتمت معالجة كثير من المعضلات وارتقى الانسان صهوة سطح القمر ثم وصل الى ما وصل اليه في علوم الهندسة والرياضيات والطب والفضاء والفنون والاداب وغيرها, بعد ذلك التفت العالم الى التراث الرياضي, فاعيد احياء الالعاب الاولمبية لتجمع مختلف الناس بالوانهم ومعتقداتهم ودياناتهم في مناسبات رياضية كبرى مثل, الالعاب الاولمبية, حيث اريد للرياضة ان تكون رسالة محبة وسلام وتقارب بين الشعوب .وما احرانا اليوم في العراق ان نستلهم تلك التجارب الانسانية في جميع مجالات الحياة ومنها الرياضة ونغلب صوت التفاهم والتحاور على صوت التهديد والوعيد ونجمع شتات قوانا وافكارنا وطاقاتنا ومواهبنا ونصبها في خدمة الرياضة التي اصبحت اهم سفير للبلدان لا ترقى مهمات السفارات والعاملين فيها ,على اهميتها , الى ما يمكن ان تلعبه الرياضة في المحافل الدولية.اكيد اننا قادرون على ان نلعب ادوارا ايجابية تقود رياضتنا الى حافات مياه الاولمبيادات وغيرها من البطولات ذات الوزن الثقيل ونحقق لعراقنا ما يسعده ويسعد ابناءه اذا ما غّلبنا روح التسامح والحوار على ما سواه.