من المؤكد ان السيد مقتدى الصدر لازال حوزويا مخلصا لمرجعية السيد محمد الصدر ويقود تياره بموجب هذه الثوابت ولم يفكر بالانتماء للحزب الشيوعي واعتناق مبادئه ولو لبرهة قصيرة .. لكن مالذي دعاه لترشيح سكرتير الحزب الشيوعي لرئاسة الحكومة بعد ان كان هذا المنصب حكرا على الاسلاميين الشيعة ؟ قد يذهب البعض بعيدا ويظن ان هذا المطلب جاء بسبب التنافس بين الاحزاب والتيارات الشيعية واحتكار حزب الدعوة لمنصب رئيس الوزراء وعجز التيار الصدري من الوصول له وهذا ظن ليس في محله كما ان هذا المطلب لم يأتي ارضاء لجهة داخلية او خارجية كذلك لم تجري بين التيار الصدري والحزب الشيوعي مباحثات ولقاءات سرية او علنية تمخض عنها هذا المطلب وفوق هذا وذاك سيبقى منصب (رئيس الوزراء ) منصبا شيعيا وحكرا على الاحزاب الاسلامية في المدى المنظور على الاقل وذلك بموجب الدستور الذي جعله حكرا على الشيعة كما استبعد شخصيا ان يكون مقتدى الصدر نسى كل هذه الثوابت او انه استشرف الايام القادمة ورأى ان الحزب الشيوعي سيكتسح الاحزاب الشيعية فأستبق الامر وقرر الانتقال من معسكر الاسلاميين الى المعسكر الشيوعي .. لكن لماذا ؟ وكيف تتم قراءة هذا المطلب الذي لم يفكر به غير مقتدى الصدر من كل اركان الاحزاب الاسلامية وخصوصا الشيعية منها ؟ ان مقترح او مطلب السيد مقتدى الصدر هو بمثابة فتوى لتغيير البوصلة باتجاه اقصى اليسار ودعوى صادمة للاسلاميين الشيعة تحرض الناخبين على ادارة ظهورهم لكل الاحزاب التي صوتوا لها منذ 2003 وحتى اليوم والتصويت للحزب الشيوعي اذ لم يقصد شخص (رائد فهمي ) لكفاءته او خبرته في ادارة الحكومة وانما ذهب الى شيوعيته بشكل مباشر وعلني في مقترحه الذي تناقلته وسائل الاعلام كخبر صادم للساسة الاسلاميين وهم يعدون العدة للاستحواذ على الاصوات في الانتخابات التي اصبحت على الابواب . ان مطلب السيد مقتدى الصدر يؤشر بوضوح فشل الاحزاب الاسلامية الشيعية في ادارة دفة الحكم على مدى السنوات الماضية وخيبة المواطن فيها على كل الاصعدة يتقدمها الفساد الاداري ونقص الخدمات او انعدامها وعدم استقرار الحالة الامنية لذا وقع لها شهادة وفاة للاحزاب الاسلامية بوقت كافي قبل الشروع بالانتخابات وافتتح حملة انتخابية للحزب الشيوعي ستصيب الكثير من النجاح في حال تحرك الشيوعيين واستثمار المكسب الذي قدمه لهم السيد مقتدى الصدر وقد تتمخض نتائج الانتخابات في حال اجرائها في وقتها المحدد عن حكومة استحقاق انتخابي شيوعية بعيدا عن الاسلاميين الذين قد يقبعون في مقاعد المعارضة ان حصلوا على مقاعد