24 ديسمبر، 2024 4:56 ص

هل يترك لنفسه السيّد المالكي فرصة “اشتياق وحنين” العراقيين “إلى أيّام حكمه”

هل يترك لنفسه السيّد المالكي فرصة “اشتياق وحنين” العراقيين “إلى أيّام حكمه”

بلغ السّيل الزبى كما يقال .. والزبى جمع “زبية” وهي “الحفرة” .. وللمثل هذا حكاية :هي أنّ صيّاداً للأسود خطرت له فكرة في يومٍ ما قد تسهّل عليه اصطياد الأسد ,والفكرة هي أن يحفر للأسد حفرة في مكان مرتفع وعندما يأتي إليها الأسد يقع فيها فيصطاده, إلاّ أن سيولاً نتجت عن أمطار غزيرة بعد عدّة أيّام من حفرِهِ للحفرة , فغمرتها فامتلأت الحفرة بالمياه فصعب على الصيّاد وأعيته الحيلة للوصول إلى الحفرة وفقد الأمل ,هنا قال : “بلغ السيل الزبى” .. فذهب مثلاً بين الناس ..

الّذي نريد قوله للسيّد, رئيس الوزراء , نوري المالكي , هو أنّ التفجيرات والخروقات الأمنيّة ولمدّة أكثر من ست سنوات قد بلغت زبى العراق كافّة يا سعادة رئيس الحكومة , بل العراق أصبح شعاره “الحفرة” كرمز من إثر التفجيرات الهائلة والّتي لكثرتها من المفترض أن ينقش علم العراق البديل المزمع تغيير العلم العراقي الحالي به , عبارة عن مجموعة “زبى” تصمّم على طريقة تسفيط نجوم العلم الأميركي البالغ عددها 51 نجمة ولكنّ عدد الحُفر “الزبى” في العلم العراقي ستصمّم وكأنّها بلا نهاية تُرمز بـ “نقطة تلاشي” كرمز للأبديّة وكرمز لانسداد أفق العراق , مع فارق لوني , هو أن يكون هنالك تبديل في أماكن وضع الألوان بين العلم الأميركي وبين العلم العراقي المزمع تبديله , إذ سيكون لون كلّ حُفر العلم باللون الأبيض ترسم فوق أرضيّة بقعة لون حمراء غير مهندسة الأبعاد .. واللون الأبيض هنا سيرمز لصعود أرواح مئات الألوف من الضحايا العراقيين الّذين قضوا نتيجة الاختراقات الأمنيّة الّتي أزهقتها ,لكثرتها الكاثرة في عهد السيّد المالكي المخترق من أوّله إلى آخره , حتّى تكاد تكون الأصل في وضع العراق هو “الاختراق”لكنّه يتعرّض “للأمن !” فنقول أيضاً “اختراقات أمنيّة!” بفهم أنّ الأمن كمخترق , أو نعكسها فنقول “أَمْنِيّات خَرّاقِيّة” ! بتشديد ياء “أمنيّات” وتشديد راء وياء خرّاقيّات .. في حين يُستبدل لون الخطوط الحمراء , وتلك سيكون تصميمها على شكل خطوط تشابه استطالتها للخطوط الحمراء في العلم الأميركي , ستكون باللون الأسود رمز “لبلاك ووتر” ! وهي شركة من الشركات الأمنيّة المنتشرة في العراق , وهي من يقف بكلّ تأكيد خلف جرائم هذه”الخروقات” , وبتنفيذ “القاعدة” ورمزها خطوط الوصل الحمراء ! ..والفكرة من مشابهة علم العراق للعلم الأميركي من حيث الشكل , هو دلالة على “الطابع”السياسي الأميركي الّذي “طبع” سياسة العراق فيكون اختلاف الألوان كرمز معاكس”نيكاتيف” عن “الأصل” !! ..

لا يمكننا إلاّ أن نطلق تسمية “عهد الخروقات الأميّة” على الفترة الّتي حكم فيها السيّد نوري المالكي العراق كرئيس لوزرائه , ويمكن بكلّ ثقة أن نضع علامة القراصنة”الجمجمة” كعلامة فارقة دالّة على عهد حكم السيّد المالكي الّذي شهدت فترة حكمه أكبر حصاد لأرواح العراقيين فاقت بكثير جدّاً عهد هولاكو , إذا ما تهيّأت الظروف لمراجعة سجلاّت حكّام العراق بحسب التسلسل لأيّ سبب من الأسباب ! .. وبناءً على ذلك .. أعتقد .. بحسب قناعتي الشخصيّة أن يضع السيّد المالكي حدّاً لحياته السياسيّة كرئيس لوزراء العراق , ليتفرّغ بعدها لكتابة مذكّراته ! , وبأسرع وقت في قرار يتّخذه في غاية الشجاعة اعتزاله السياسة ورئاسة الوزراء , حفاظاً على أرواح العراقيين من خروقات قادمة لا شكّ ولن تهدأ أو تخفّ أو تتلاشى , بل هي في تصاعد مستمرّ وبوتائر عالية ودقيقة المقصد في استهدافها لشريحة معيّنة من العراقيين “قوى الجيش والشرطة” تأخذ معها وتجرف الآلاف من الأبرياء في كل موسم , فيما عدى ظهور حالات جديدة على ساحة المعترك السياسي في عهد السيّد المالكي أيضاً , ألا وهي ظاهرة”كواتم الصوت” والّتي من الممكن إطلاق تسمية “أمّ الكواتم” على فترة حكمه وإيقاعه ملائم لإيقاع “الخواتم” .. وكختم ايضاً يختتم بها السيّد المالكي رئاسته الوزراء .. ثمّ من يدري ؟ .. فبما أنّنا نعيش في عهد الديمقراطيّة وآليّاتها المفتوحة على جميع الاتّجاهات والاحتمالات , فمن الممكن للسيّد المالكي أنّ يرشّح نفسه مرّةً أخرى إذا ما فشل من سيخلفه في إدارته للعراق وازدادت في عهده الخروقات الأمنيّة وأصبح الأمن لساعة واحدة في حياة العراقيين “أمنية” من أعزّ الأماني ! .. إذ لربّما ساعتها , وأنا على يقين من ذلك وأكاد أن أجزم , سيترحّم العراقيّون على عهد حكم المالكي وسيقولون كما اعتدنا سماعها بعدما رأينا إلى أيّ منزلق سحيق ارتمى فيه العراق , وحتّى لا أريد هنا أن أكون من المؤيّدين لمقولة أنّ المالكي يقلّد رئيس”النظام السابق” في تصريف قراراته ! سيقال : أنّ “قيطان” المالكي, على دمويّته , يسوة روس كل هذولة اللي بالمنطقة الخضراء ! ..

وسيقال أيضاً إذا ما اشتاق العراقيّون “لأيّام نظام المالكي.. السابق” : يوماً واحداً من أيّام المالكي الفوضويّة والأمن المفقود فيها والفساد بالمركز الأوّل عالميّاً , يسوه كل أفراد هذا النظام اللي إجانه بعده ؛ من راسهم إلى ساسهم .. وسيقال :

عمّي .. ؛ لو باقين عله أيّام المالكي ألف مليون مرّة أحسن وأشرف ملايين المرّات من هذوله الحثالات .. وسيقال :

يابه .. ؛ عندي خـ .. ـة المالكي تسوه كل هذولة العفطيّة … عمّي .. ؛ جان عدنه”حرامي” واحد .. هسه آلاف الحراميّة .. جان عدنه “أحمد” واحد وإسراء وحده هسّه عدنه آلاف من أحمد وآلاف الإسراءات .. جان عدنه “قاتل” واحد هسّة عدنه آلاف القتلة .. وسيقال أيضاً :

المالكي كل فترة حكمه الطويلة ما قتل من العراقيين بعدد ما قتلوه هذوله الخرنكعيّة ولد الطراكات السفلة بيوم واحد .. يابه علوّاه عله حصّة المالكي التموينيّة أم الخمس مواد , ولا قوطيّة الزلاطة مالت هذولة السفليّة الدونيّة ..

عندها , بحسب رأيي .. بالتأكيد ستكون مثل هذه “الأمنيات الشعبيّة” رصيد انتخابي جاهز لا يُقارَع وسيفوز فوزاً ساحقاً السيّد المالكي بالانتخابات الّتي تلي من سيستلم رئاسة الوزراء فيما لو فعلها أبو إسراء واستقال حاليّاً .. خاصّة وأنّ القادم لا يستطيع ردم فجوات الاختراقات الأمنيّة الّلا نهائيّة .. وسيقف العراقيّون خلف القادم الجديد يهزّون بأيديهم كأنّهم يائسون : شيصلّح ؟! .. وحده ثنين تلاثة ؟! .. مليون ! .. ميكدر .. كأنّهم يريدون أن يقولوا : فقط الّلي تعايش معهنّ وحفظهنّ واحدةً واحدة ويعرف من وممّ ولمَ ومن أين وإلى متى ..فقط السيّد المالكي يعرف “دُواهن” ! ..

هكذا ستصل القناعة لدى العراقيين بالسيّد المالكي بعد الّذي محتمل جدّاً سيروه على يدي من سيأتي بعده .. ثمّ أنت يا سعادة المالكي لم تمت أو تُقتل أو تُسحل لا سامح الله .. بل ستبقى حيّاً تراقب المشهد من الأرض وليس من فوق السماوات العلى , بل الآن أنت تراقب معزّزاً مكرّماً تنتظر عودتك الأكيدة للحكم وليس عودتك للحياة ! .. ولكن هذه المرّة باقتدار عالي ستعود .. إلاّ إذا كانت حقيقة هي تلك المقولة الّتي تقول : أنّ المالكي يقلّد صدّام حسين , فيتمادى السيّد المالكي أكثر ليصل بقدميه إلى حبل المشنقة لينطق الشهادتين .. لمرّتين !! .. ولكن سيترحّم عليك العراقييون أيضاً , على فترة حكمك العراق !! ..