التصريحات الانفعالية التي يطلقها المتحمسون لاستقلال كردستان لاتخدم مشروعهم الانفصالي على الاطلاق بل تعطي لمعارضيهم مساحة واسعة في انتقادهم وتفنيد ادعاءاتهم وقد يجدون انفسهم -بسببها او بغيرها من الاسباب- خارج اللعبة وسيبحثون عن نوافذ تعيدهم الى ساحة الحوار مهما كانت ضيقة .
الحصول على الاستقلال – وان كان حقا مشروعا للشعوب- لايتحقق في التصعيد مع الشركاء والذهاب بعيدا عنهم ، فماذا لو رفضت بغداد الاستفتاء ونتائجه وقامت باتخاذ خطوات تصعيدية ضد الاكراد وعزلهم سياسيا ؟!
ماذا لو اتفقت حكومة بغداد مع ايران وتركيا وسوريا ضد الدولة الكردية المفترضة ؟!
ماذا لو رفض المجتمع الدولي ومنظماته بكل عناوينها استقلال كردستان ؟!
ماذا سيكون موقف الاخوة الاكراد ازاء تلك الافتراضات؟
لماذا يعمد بعض الساسة في الاقليم الى هدم كل الجسور مع بغداد وحرق كل اوراقهم بهذه العجالة وهم يعلمون جيدا اذا ما اصبح الاقليم دولة مستقلة سيكون محاطا بدول اقوى منه ومعترضة على هذا الاستقلال مما يعني انه سيكون داخل كماشة ولن يستطيع العيش في هذه المناخات المتشنجة ، وكيف ستتصرف (دولة كردستان) في حال اغلاق الحدود والاجواء بوجهها من قبل هذه الدول او تعرضت لتهديد مباشر منها ؟!
على احبتنا هناك ان يكونوا اكثر اتزانا وحصافة وهم كذلك في اغلب المواقف ولكنهم هذه المرة حزموا حقائبهم قبل اكتمال مستلزمات سفرهم .
وسيبقى مشروع (الدولة الكردية) مؤجلا لوقت قريب او بعيد وحسب ماتحدده المتغيرات في المنطقة كلها وليس في العراق فقط