للاحترام وجهان الأول نابع عن حب والثاني نابع عن خوف ، الأول يفرض نفسه من خلال التصرفات والأفعال وليس السرد الإنشائي واللغو الفارع ، الثاني يفرض نفسه من خلال السلطة وقوة رجال الساسة لما يمتلكون من قوانين وضعية تم وضعها بأقلامهم الخاوية وعقولهم الفارغة، فالكل يتعامل من مبدأ ( إما معي أم ضدي ) فالحب الذي يأتي عن احترام يكون حب أبدي لا تفرقه المصالح والغايات الدنيوية الدنيئة ، الحب الآخر هو حب اجباري كاذب ظاهري كحب ورقص الشعب العراقي وبالذات شيوخ العشائر أمام صدام حين كان القائد الأوحد ثم انقلبت هذه الرؤوس لتتبارى في شتم هذا الرجل متناسين إنهم الراقصون علنا وأرشيف التلفزيون والإذاعة يحتفظ بهوسات الشيوخ ناهيك عن الصور الفوتوغرافية الموثقة في كل مكان ، لا فرق بين الأمس واليوم فالقائد الأوحد وجد ولكن بطريقة الانشطار فاصبح شيوخ العشائر متوزعين بين القادة ولكل قائد مجموعة من الشيوخ ولكل شيخ مجموعة من المواطنين ولكل مواطن تتبعه أسرة مكونة من مجموعة أشخاص ، الذي نريد أن نقوله وهو سؤال بسيط لكل سياسي في عراق اليوم والسؤال صياغته ستكون بالجملة الأتية : (هل تعتقدون إن الشعب يحترمكم ) ، لا نريد ردود لأننا سنرد بمكان الساسة وسنربط الاحترام بما يقدمه السياسي فمن قدم ويقدم الخير لهذا البلد وأهله سيكون في جانب الاحترام الإلزامي ومن لم يقدم إلا الفائدة لنفسه سيكون بالقوة في جانب اللا احترام الالزامي ، سؤالنا الآخر من منكم قدم لأهل العراق ما يستحقون ؟ اذكروا لي أسم واحد وسأكون مع الساسة ضد الشعب ؟ لا يوجد أسم واحد ، نعم إنهم يقدمون أجمل الجمل وأحلى الحروف وأطيب الأقوال لكن الشعب لا يريد الأقوال لأننا شبعنا لعقود من سماع الترهات والخزعبلات ليس من رجال الدين فحسب وإنما من ساسة البلد ، نعود لندخل إلى داخل عقل السياسي وهو يعلم إن الشعب لا يحترمه لكن المصالح الشخصية وبناء الامبراطوريات المالية أهم من جملة فيها قذف أو نظرة استهزاء من عين عراقي أو وسوسة بين عراقيين تجاه هذا أو ذاك ، فالإخوان وأقصد الساسة تجاوزوا مرحلة الاحساس بالكرامة لأن الكرامة لا تتناغم من المصالح الشخصية ، فالكرامة لها حزام ناري على شكل دائرة مغلقة يقف بالضد من دخول كل تصرف وعمل مخزي ولكن عندما يُخترق هذا الجدار فالإنسان يصبح أسير الرذائل فاقد الكرامة، إذن فالكرامة هي سور يحيط بالإنسان يحمي هذا الكائن من الاقتحام اللا أخلاقي ولكن من فقد هذا السور أصبح إما سياسيا أو رجل إسلام سياسي وهؤلاء حتى لا توجد في قواميس القوانين النقلية مجال للتوبة لانهم أصبحوا جنودا لإبليس ، كيف نبحث لكم عن احترام الشعب وأنتم تسرقون الشعب صباحا مساءا ؟ كيف نبحث لكم عن احترام الشعب وأنتم من تقتلون الشعب بدم بارد ؟ كيف نجد وأنتم تنهبون خيرات العراق ؟ كيف نجد لكم وأنتم من باع الوطن خردة في سوق العمالة ؟ كيف نجد الاحترام وأنتم من يتأمر على أبن البلد لإرضاء أحقاد دفينة في دواخل أعداء البلد ؟ كيف نجد لكم وأنتم من ساهم بشكل وآخر في ضياع شرف المئات من العراقيات وساهم في زيادة الأرامل والأيتام بدون مأوى وتشريد العراقيين في داخل وخارج العراق ؟ كيف نجد لكم وأنتم من باع وهرب آثار العراق لليهود ؟ كيف نجد من يحترمكم والداعية إبراهيم الجعفري يهدي سيف ذو الفقار لرامسفيلد ؟ كيف نحترمكم وأنتم تمنحون نفط العراق بلا حساب لدول اقليمية ؟ لم نجد حرصا منكم إلا في هلوساتكم عندما تقفون أمام شاشات التلفزة ، كيف نحترمكم وأنتم تقفون كالتماثيل وكلاب الأمريكان تشمشم عمائمكم ونساءكم في أبواب المحمية السوداء ؟ كيف نحترمكم وأحسنكم يقف ذليلا أمام السفير الإيراني والأميركي ؟ من أنتم لنحترمكم ؟ اغلبكم بجنسية ثانية وهو من وقف أمام رجال الدولة الثانية يردد قسم الوفاء لها ، أين العراق في خارطة عقولكم ؟ نعم للعراق خارطة في مصارفكم وجيوبكم ، نعم العراق تجارة مربحة لكم ولعوائلكم الساكنة في فرنسا والسويد وأميركا وبريطانيا وغيرها من البلدان ، هل شاركتم العراقيين في تناول الخبر الأسود في تسعينيات القرن المنصرم ؟ أرجعوا بالزمن لعقد واحد لتعرفوا رصيدكم سابقا ورصيكم الآن حينها ستعرفون إنكم بلا احترام حتى لو كان منكم نبي مرسل من رب العزة. هل وصلت الفكرة يا ساسة وهل عرفتم لماذا لا نحترمكم ، إن لم تصل الفكرة فأننا على استعداد لذكر أفعالكم وبالأسماء ولكن لا داعي لذكرها لان الشعب يعرف عنكم أكثر مما تعرفون عن الشعب ولا تتوقعوا احدا يحترمكم سوى كلاب السلطة الذين يأكلون فتات موائدكم فهنيئا لكم قلة الاحترام .