19 ديسمبر، 2024 12:54 ص

المالكي في ولايته الثانية..

المالكي في ولايته الثانية..

السنيد.. الفتلاوي.. نصيف.. حلقة “مقرّبة” تتسابق على الخداع والتضليل

 

الحلقة الثالثة

لعبت مجموعة “المالكي” ومجموعة “الابن احمد ” أدوارا خطيرة، في ترسيم سياسات الدولة العراقية وإدارتها في ولاية المالكي الثانية، والتي انتهت بكارثة سقوط الموصل .

وضمّت مجموعة المالكي:

الشخصية الأولى: حسن السنيد.. الخداع والتضليل..

يُعرف النائب حسن السنيد في أوساط حزب الدعوة الإسلامية، والبرلمان، كونه شخصية “متلوّنة” و”مراوغة”، و”حرباوية”، لما يملكه من قدرات دهاء وظّفها في الخداع، حيث لعب أدوارا خطيرة جدا في ولاية المالكي الثانية، أهمها:

أولا: لانّ السنيد كان المفاوض الأصلي في تشكيل الحكومة الثانية للمالكي، فقد استطاع إيقاعه في ازمة حادة مع المرجعية العليا في النجف، الامر الذي اثّر لاحقا على علاقة المالكي معها.

ثانيا: تمكّن السنيد من تضليل المالكي وباقي قادة حزب الدعوة الإسلامية، إضافة الى قادة الجيش، لما امتلكه من شخصية مراوغة ولتبوؤه رئاسة “لجنة الأمن والدفاع” في البرلمان العراقي، ما مكّنه أيضا من تحريف “حقيقة” الفساد المستشري في المؤسسة العسكرية، فقد كانت التقارير التي يرفعها للقائد العام عن قادة الفرق والألوية وحقيقة الموقف العسكري، فاقدة للموضوعية، وتعكس واقعا يغاير ما هو موجود على الارض، وكان حاذقا في الإيهام والتعتيم على مستوى مهنية بعض قادة الفرق الفاسدين، وتشويش ذهن المالكي تجاه آخرين، مثل عبد الوهاب الساعدي.

وللساعدي، في هذا الجانب، قصة خاصة، فقد كان ضحية خداع حسن السنيد للمالكي، في فبركة مشهد مغاير تماما للواقع ، يشوّه صورة هذا الضابط العراقي، الذي رفض إطاعة أوامر احمد المالكي، وياسر صخيل، وفضّل المهنية، والأوامر الرسمية وفق السياقات الصحيحة، في تنفيذ الأوامر والمهام، فكان مصيره “التجميد” من قبل المالكي.

ثالثا: بذل السنيد جهودا لإقناع المالكي، بان تنازله عن الولاية الثالثة، يعني “نهاية” الجيش، وسقوط بغداد بيد داعش، وهذا ما سنفصّله في حلقة أخرى.

الشخصية الثانية: حنان الفتلاوي.. التحكّم في ملفات خطيرة

اقتربت النائبة حنان الفتلاوي من دائرة المالكي عند تعيينها عضوة في هيئة المستشارين في ولاية المالكي الأولى، لكنها لم تستطع لعب أدوارٍ مؤثرة بسبب قوة شخصية ومهنية وحنكة الدكتور طارق نجم، واكتشافه طموحاتها غير المنضبطة والمتهورة، (ما تسبب لاحقا في عداوة حنان للدكتور نجم وتكثيف جهودها لزعزعة ثقة المالكي به).

وفي الولاية الثانية للمالكي، باتت الفتلاوي، التي عُرفت لاحقا بانها “نائبة العمولات والكومشنات” لاعبا مؤثرا في صياغة القرارات السياسية، وأصبحت تتحكم بإدارة ملفات خطيرة يوكلها المالكي اليها خصوصا ما يتعلق بعمل الوزارات وتعاطيه مع البرلمان.

وكانت الفتلاوي مشاركا رئيسيا في اجتماعات المالكي التي يعقدها في بيته الخاص مع مقربيه.

عالية نصيف.. “شراء الذمم”

بعد انسحاب النائبة عالية نصيف من القائمة العراقية، ودورها في إفشال مشروع سحب الثقة من المالكي، أصبحت احد الأسماء اللامعة التي يعتمدها المالكي في تقييماته لأعضاء البرلمان، وتمكنت من إقناعه بأنها الورقة الرابحة في الوسط السني لاسيما المتعاطف مع حزب البعث ، وبذلك دخلت الى حلقته الضيقة ومن خلاله ارتبطت بايران وذهبت في سفرة سرية الى طهران بترتيب من احد معاوني المالكي المتنفذين حيث التقت قائد فيلق القدس، قاسم سليماني .

أوكل المالكي لعالية نصيف، شراء ذمم نواب القائمة العراقية لتفكيكها، ما سهّل لها الدخول الى الوزارات وبيع المناصب وابتزاز الكثير من الوزراء.

لقد ساهمت “مجموعة المالكي” و”مجموعة الابن” في إقناع المالكي بضرورة الابتعاد عن حزب الدعوة، بعد النفخ فيه، باعتباره زعيما عراقيا وعربيا كبيرا، وان عليه ان يهمّش الحزب لانه “لم يقدم شيئا له” على حد زعم أفراد المجموعة.

وكل ذلك لأجل مصالح أفراد المجموعتين الذين كانوا يعتقدون ان ارتباط المالكي بالحزب سيمنع من تمددهم داخل الحكومة، ويحوُل دون طموحاتهم، ولذلك انصبّت جهودهم على زعزعة ثقة المالكي بالحزب وقادته.

يتبع : الحلقة الرابعة